"المقامة البهلوانية": المسرح في دائرة الاحتفال

يشكّل الاحتفاليّ محور نصوص المؤلّف المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، التي بدأ في كتابتها والتنظير لها منذ بداية السبعينيات، وظلّ يضيف إليها تصوّرات جديدة على مدار العقود الماضية، مكرّساً قناعته بأنها مسرح يخالف السائد ويفكّكه ليس فقط في شكله المسرحي، إنما في ما تحمله من رؤية فكرية وجمالية.

من بين عشرات النصوص التي تنتمي إلى المسرح الاحتفالي، كتَب نصَّ "المقامة البهلوانية" الذي يؤديه راوٍ بدور الحكواتي، في استعارة لفن الحلقة من التراث المغربي، حيث يجتمع مجموعة من الناس على شكل دائرة يتوسطّهم قائد يتفاعل معهم بالقول والغناء والتقمّص والإيماء، في تفاعل قائم على الارتجال.

تًعرض "المقامة" عند السابعة من مساء السبت المقبل في "دار الثقافة" بمدينة بني ملال (230 كلم جنوب الرباط)، من إخراج عبد المجيد شكير وإنتاج فرقة "مسرح أبعاد".

تُفتتح المسرحية على لسان الراوي الذي يقول: "أنا حكواتي معاصر جئت من الأحياء الهامشية، أركب درّاجة هوائية في الفراغ. ألقى وجودي، أو ما يشبه وجودي، وفي الفراغ أبني عمارات كينونتي وهويتي. في فضاء الحكاية تجدون عنواني، إنني أسافر وأرحل بين حدّين متحرّكين ومتقاطعين ومتداخلين؛ حدّ الماضي الذي لا يمضي، وحدّ هذا الآن الطائر والمتبخّر. في الحلم مسكني، وفي الجنون صراطي، وصراطي ليس مستقيماً، وهو أرقّ من شعرة وأحدّ من شفرة السيف".

وينقسم العرض إلى أربعة فصول، هي: مقام الرؤية، ومقام الإبداع، ومقام الاتّباع، ومقام الشكّ والحيرة، ويشارك في التمثيل كلّ من الفنانين: منير أوبري، وأنس افتيح، وجواد العلمي، وأحمد الحبابي، وعبد الفتاح عشيق.

وتمزج المسرحية، التي كُتبت عام 2008، بين "السرد والتشخيص، والحكي والمحاكاة، وتلتقي القصة والمسرحية، وتلتقي المقامة ــ التي تُلقى شفهياً ــ بالمقالة التي تُكتب على الأوراق، ويلتقي الإلقاء والأداء، وتلتقي المحاضرة والندوة بالاحتفال المسرحي"، بحسب بيان "المقامة" الذي نشره برشيد.

وتدور أحداث العمل حول شخص يشرع فى تقديم عرض مسرحي، ولكنه يصطدم بأحد المسؤولين المتنفّذين، لأنه يريد أن يحصل على تمويل، لذلك يضع هذا المسؤول العديد من العراقيل والصعوبات أمام المسرحي، ما يحول دون أن يقدّم عرضه.

الأرشيف

التحديثات الحية

عبد الحق الزروالي.. صحبة المونودراما