"المحرس الدولي للفنون التشكيلية": تذكُّر المؤسِّسِين

14 اغسطس 2023
من مدينة المحرس جنوبي تونس، 2008
+ الخط -

في عام 1988، أسَّس التشكيلي والمسرحي التونسي يوسف الرقيق (1940 - 2012)، في مسقط رأسه؛ مدينة المحرس بولاية صفاقس جنوب تونس العاصمة، مهرجاناً دولياً للفنون التشكيلية، سيُصبح أحد أبرز المهرجانات التونسية التي تُعنى بالفنّ التشكيلي، وسيُغيّر وَجه المدينة ويُحوّلها إلى قِبلة سنوية للتشكيليين من داخل البلاد وخارجها.

يَستذكر "مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية"، الذي يصل إلى دورته الخامسة والثلاثين، هذا العام، يوسف الرقيق، واسمَين آخرين شاركاه في تأسيس التظاهرة، ثمّ تولّيا إدارتها من بعده؛ وهُما على التوالي كلٌّ من محمّد قدوار الذي رحل في مايو/أيار 2018، وإسماعيل حابة الذي رحل في يناير الماضي/ كانون الثاني؛ وهو ما يعكسه شعار الدورة: "على درب المؤسِّسين: بحثاً عن طُرق جديدة للعيش".

وتُقام فعاليات الدورة بين السادس عشر والواحد والثلاثين من أغسطس/ آب الجاري، بمشاركة قرابة ثلاثين تشكيلياً من تونس وبلدان عربية وأجنبية؛ من بينها الجزائر، وليبيا، والمغرب، وسورية، وفلسطين، والعراق، وعُمان، وفرنسا، وبريطانيا، وسلوفاكيا، والكونغو، وروسيا، والهند.

شهدت دورة العام الماضي تأجيلاً بسبب تأخُّر الدعم المالي وتقليصه

يتضمّن برنامج الدورة الجديدة مجموعة من المعارض والندوات والورش، إضافة إلى سلسلة من العروض الفنّية والأمسيات الشعرية؛ حيث تُفتتح بمعرض خاصّ بأعمال الفنّانين المُشاركين، وتُختَتم بمعرض للأعمال المنجَزة من قِبل المحترفين والهُواة وطلَبة الفنون الجميلة والأطفال خلال أيام المهرجان، التي تشهد، أيضاً، عرض لوحات ومجسّمات ومنحوتات في الشارع الرئيسي للمدينة وفي شوارعها الفرعية.

وتتوزّع الورش بين ما هو موجّهٌ للأطفال واليافعين، وأُخرى للفنّانين، إلى جانب ورش في الترميم، وصيانة الأعمال الفنّية، والرسم، والنحت، والحفر، والجداريات. ومن المواضيع التي تطرحها ندوات المهرجان: "واقع الفنّ التشكيلي"، و"القانون التونسي وحماية مصنّفات الفنّ التشكيلي"، و"حماية مصنّفات الفنّ التشكيلي في الفضاء الرقمي".

يُذكَر أنّ الدورة الرابعة والثلاثين من المهرجان كانت قد أُقيمت بين الثاني والسابع من سبتمبر/ أيلول 2022، بعد أن كان مقرَّراً إقامتُها في أغسطس/آب من العام نفسه. وقد عزا المنظِّمون قرار التأجيل إلى "تأخُّر التمويل من وزارة الثقافة وتقلُّصه"؛ وهي حالة باتت تتكرّر بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وتُؤدّي إلى تأجيل أو إلغاء مهرجانات؛ مثلما حدث مع "مهرجان طبرقة للجاز" الذي أَعلن منظّموه عن إلغاء دورته العشرين التي كان من المفترض أن تنطلق يوم الجمعة الماضي.

ولم تكن تلك المرّة الأُولى التي يتأجّل فيها "مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية"، بسبب تأخُّر التمويل وتقليصه؛ إذ حدث ذلك في دورة 2020، قبل أن يتوقّف في 2021، بسبب انتشار جائحة كورونا، ليعود مُجدَّداً في دورة 2022 التي حملت شعار "المحرس مدينة الفنون والبيئة"، والذي جاء في سياق احتجاجات سكّان المحرس منذ نهاية 2021، رفضاً لقرار السلطات إنشاء مكبّ لنفايات مدن ولاية صفاقس في مدينتهم.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون