كغيرها مِن المدن التونسية، غابت، خلال العامَين الماضيَين، معظَم النشاطات الثقافية التي كانت مدينة قبلي، جنوب تونس، تحتضنُها خلال رمضان، بسبب انتشار جائحة كورونا. غيرَ أنّ شهر الصيام حلَّ هذا العام بينما يشهد الوباء تراجُعاً ملحوظاً، وهو ما أتاح العودة إلى إقامة السهرات الثقافية والفنّية التي عادةً ما تستمرُّ طيلة الشهر.
"قناديل المدينة"، عنوانُ التظاهُرة التي انطلقت أول أمس الأربعاء في فضاء "البرطال" الثقافي بمدينة قبلي القديمة بتنظيمٍ مشترك بين "المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية" وبلدية قبلي، وتتواصل حتّى الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري، متضمّنةً برنامجاً يجمعُ بين الحفلات الموسيقية والإنشاد الصوفي، إلى جانب عروض حكواتية وأُخرى موجَّهةٍ إلى الأطفال.
انطلقت التظاهُرة بحفل سماعي قدّمته فرقة "سلامية قابس" بقيادة الفنّان محمد الفيتوري، واستمرّت أمس الخميس بعرضٍ وتري قدّمه بولبابة كارم، بينما تقدّم "مجموعة الهادي العجّال" حفلاً موسيقياً ويُقدّم الحكواتي صالح الصويعي عرضاً حكائياً مساء اليوم الجمعة.
ويُقدّم علي العبيدي، غداً السبت، عرضاً بعنوان "مجلس نغم"، وتُقدّم فرقة "التخميرة" بقيادة مراد باشا حفلاً بعد غدٍ الأحد، بينما تُقام عروضٌ تنشيطيةٌ موجّهة للأطفال والعائلات في اليوم الخامس، ويُقدّم منير العوني عرضاً مسرحياً فكاهياً بعنوان "هات هات" في اليوم السادس، وتُقدّم المغنّية ناجحة كمال حفلاً طربياً في اليوم السابع، لتختتم التظاهرة بحفل تقدّمه المغنّية سمية الحثروبي.
تبدأ العروض، التي يُتاح الدخول إليها مجّاناً، عند العاشرة مساءً، وتتوزّع بين فضاءَي في "البرطال" الثقافي وباحة "دار الثقافة ابن الهيثم". وقال رئيس "مصلحة مؤسّسات التنشيط الثقافي" في "المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية"، محمد الأنور حامد، إنَّ الدورةَ الجديدة من التظاهُرة تنفتح على العديد من الفضاءات، بغيةَ "تثمين واستغلال الثراء الحضاري لمدينة قبلي القديمة، وتمكين أكبر عدد ممكن من أهالي المنطقة من مواكبة العروض".