"قراءات خانة": معرض موازٍ للكتاب في إسطنبول

"قراءات خانة": معرض موازٍ للكتاب في إسطنبول

20 أكتوبر 2022
من أنشطة سابقة في "بيت الأدب"
+ الخط -

مع تصاعُد أزمة صناعة النشر في تركيا، وعدم قدرة عددٍ كبير من دُور النشر الصغيرة على المشاركة في معارض الكتاب الكبرى في تركيا، نظَّم "بيت الأدب" في حي باي أوغلو بإسطنبول، في التاسع من هذا الشهر، النسخة الرابعة من مهرجان "قراءات خانة" للكتاب، ويستمرّ حتى آخر الشهر.

يعدّ المهرجان من أبرز ما يقدمه "بيت الأدب" الذي افتُتح منذ عام 2018، ليستقبل كلّ الأنشطة المتعلّقة بالأدب. وقد حظيت هذه الدورة بمشاركة أكثر من 30 دار نشر مستقلّة، كما شهدت ازدياداً في عدد الزوّار أيضاً من القرّاء والناشرين معاً، مقارنة بالسنوات السابقة، في المبنى التاريخي المكوّن من 3 طوابق، والمعروف بـ"بيت الأدب".

وبمجرّد دخولنا المبنى الخشبي القديم، ترحّب بنا الأرفف الصغيرة المتواضعة منذ الدقيقة الأُولى. ونفهم أن هذا المعرض يختلف عن معارض الكتاب التي نعرفها، وأنه ليس لأغراض تجارية. وقد عبَّر منظمو المهرجان عن ذلك في حديثهم إلى "العربي الجديد": "كناشرين مستقلّين، نريد خلق بيئة تجمع بين الكُتَّاب والقُرَّاء والمحرّرين والمترجمين معاً، ليس من أجل بيع الكتب فقط، ولكن للتحدُّث حول الصعوبات التي نواجهها في مجال صناعة الكتاب".

 

دور نشر صغيرة مستقلّة لا تتلقّى أيّ دعم من البنوك التركية

ولعلّ السمة الأبرز لدُور النشر المشاركة في المهرجان أنها جميعاً من دور النشر الصغيرة، بالإضافة إلى كونها مستقلّة، ولا تتلقّى أيّ دعم من البنوك التركية. وخلال المهرجان، عرض الناشرون المشاركون كتبهم والتقوا بالقرّاء من خلال الفعاليات التي أقامتها هذه الدُّور.

كما تحدّث أصحاب دور النشر عن الأزمة الاقتصادية التي طاولت البلاد كلّها وأثّرت بشدّة على صناعة النشر. وعندما تحدّثنا مع الناشرين المشاركين في المهرجان، سمعنا منهم نفس الشكوى حول الصعوبات التي تواجهُها دُور النشر المستقلّة في ظلّ التأثير السلبي للأزمة الاقتصادية على صناعة النشر في تركيا، بعد انخفاض قيمة الليرة التركية وارتفاع أسعار الورق وإغلاق المصانع المنتجة له.

بالإضافة إلى ذلك، ناقش المشاركون في التظاهرة، قضية أُخرى مهمّة، وهي عدم قدرة دور النشر الصغيرة على المشاركة في معارض الكتب الكبيرة، بسبب ارتفاع أسعار قيمة المشاركة في هذه المعارض. وقد أجمع الناشرون المشاركون في المهرجان على أن هدفهم الأساسي ليس بيع الكتب فقط، إنّما الالتقاء بالكُتَّاب والقرّاء أيضاً من أجل مناقشة هذه الصعوبات ومحاولة تقديم حلول لها.

 

شاركت في التظاهرة دُور نشر متخصّصة كردية ويونانية

وإلى جانب مشاركة العديد من دور النشر من إسطنبول، نلاحظ مشاركة بعض الدور من خارج إسطنبول أيضاً. ومن بين أكثر من 30 دار نشر مستقلّة شاركت في مهرجان "قراءات خانة" للكتاب، كان هناك عدد قليل من الناشرين الذين يلفتون الانتباه بسبب تخصّصهم ونوعية الكتب التي يقدّمونها. من بينهم دار "لِيس"، التي تنشر كتبها باللغة الكردية فقط، ومقرّها ديار بكر، ودار "إيستوس" التي أسّسها بعض اليونانيين الذين يعيشون في تركيا عام 2011، وتختص بالترجمة بين اللغتين التركية واليونانية. وأهم ما يميز هذه الدار أيضاً أنها تهتمّ بترجمة الوثائق التاريخية إلى اللغة التركية.

جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى هذا المهرجان، ينظم "بيت الأدب" العديد من الفعاليات الأُخرى المهمّة، حيث نظَّم هذا العام أكثر من 40 فعالية، تضمّنت ندوات لعروض الكتب الصادرة حديثاً، والأمسيات الشعرية، والندوات الفكرية. وعلى هامش المهرجان، عُقدت ندوة بعنوان "المترجم بين اليوم والغد"، بمشاركة مترجمين مستقلّين وآخرين مهتمّين بالترجمة، ونوقشت قضايا مثل مشاكل الترجمة وما يجب القيام به في ظلّ الظروف الحالية.

وأخيراً، لم يُنسَ الأطفال في هذا المهرجان. فقد خُصِّص الطابق الثاني من مبنى "بيت الأدب" لكُتب الأطفال، وأُقيمت فعاليات عدّة لأطفال تقلّ أعمارهم عن 12 عاماً، تحت عنوان "نقرأ مع الأطفال".

 

المساهمون