"فن الاحتجاج": ظِلّ بانكسي في برشلونة

"فن الاحتجاج": ظِلّ بانكسي في برشلونة

25 نوفمبر 2021
من المعرض (Getty)
+ الخط -

منذ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حلّ فنان الغرافيتي مجهولُ الهوية، بانكسي، ضيفاً على مدينة برشلونة الإسبانية، تحديداً في فضاء "ديسيني هوب"، من خلال معرض بعنوان "بانكسي: فن الاحتجاج"، يستعيد عدداً من رسوماته ذائعة الصيت، والتي باتت تمثّل أيقونات لمناهضة العولمة والسياسات النيوليبرالية.

يحاول المعرض الاقتراب من الهوية البصرية لعالَم بانكسي الفنّي، كما يفعل مع أيّ فنّان تشكيلي، بعيداً عن تلك النظرة المكرَّسة التي تصنّف الغرافيتي في درجة ثانية من الممارسات الفنية.

تشتمل المجموعة المختارة للعرض أكثر من سبعين عملاً جرى تنفيذها بخامات فنّية مختلفة: الصباغة الزيتية، والأكريليك، والرشّ على القماش وعلى الخشب، وفن السيريغرافيا في طبعات محدودة، والستنسل على الخرسانة، والمنحوتات والإنشاءات، وأشرطة الفيديو، والصور الفوتوغرافية.

تتناول المجموعة المعروضة موضوعات بانكسي المعهودة، بأفقها العالمي واستدعاء مفردات الثقافة العامّة وترتيبها ضمن منطق جديد يُبرز متناقضاتها، ومن ورائها إشكاليات العالم. قضايا تُعتَبر بؤرة للتفكير في مفاهيم أساسية مثل العدالة والحرية وضمن محاولة التحريض على ضرورة مراجعة هذه المادّة الثقافية الموضوعة للاستهلاك، والنظر في المآلات الكارثية لمشاكل العولمة والحروب والاحتلال بقوّة السلاح، والهيمنة السياسية والإبادات العرقية والدينية والصراع الطبقي وأزمات الهجرة والمناخ والمجاعات وغيرها.

تمثّل أعماله أيقونات لمناهضة العولمة والسياسات النيوليبرالية

لأوّل مرّة، يجري عرض هذه الأعمال مجتمعةً في برشلونة، وهي كلُّها أصلية؛ أي أن بانكسي هو مَن أنجزها، ومصدرُها مجموعات دولية خاصّة، بل إنّ جزءاً من الأعمال سيرى الضوء لأوّل مرّة.

يستفيد الزائر أيضاً من توظيفات التكنولوجيا لأغراض فنّية، حيث يجد مداخلَ متعدّدة الوسائط تؤطّره في مساره بين الأعمال المقدّمة، وتخدم هذه الوسائل التكنولوجية المسار الغامض والملغز لهذا الفنان، كما تسلّط الأضواء على خصوصيات أهم أعماله، أسلوبياً وتقنياً، ناهيك عن إضاءة خفيفة لبعض الجدل القائم حول الفنان المُفلت باستمرار من الرقابة، بمعناها الأمني حيث لم يُقبَض عليه وهو ينجز أعماله، وبالمعنى الرمزي؛ فقد ظلّ محافظاً على سرّه رغم محاولات الصحافيّين الاستقصائيين، وقد زاد ذلك من فرادة تجربته وإثارتها، وخصوصاً ثوريتها ضدّ قوى القهر والإخضاع.

لعلّ أبرز ما في المعرض تقديمه قطعتين أصليّتَين كبيرتين كانتا موضوعتين على جدران بعض المباني في لندن ولوس أنجليس. سيتم عرض "حارس التبوُّل" و"الجرد خارج السرير" في الردهة، خارج المعرض، وهكذا ستُتاح للمارّ بالقرب من "ديسيني هوب" مشاهدة عملين لبانكسي مجّاناً. وفي الحقيقة، هذا هو الأصل مع فن الغرافيتي!

يتوفر المعرض، أيضاً، على دليل صوتي مجّاني خاص بالهواتف الذكية، يقدّم معلومات عن الأعمال المعروضة باللغات الكتالانية والإسبانية والإنكليزية، ويُثري معرفة الزائر من خلال توفير معلومات شاملة عن الفنّان وعن كل أعمال المعرض

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون