"شبِّي عروس".. جلال الدين الرومي في استعادة سنوية

"شبِّي عروس".. جلال الدين الرومي في استعادة سنوية

11 ديسمبر 2021
(من مراسم "شبي عروس" في مدينة قونيا، 2018)
+ الخط -

تحت عنوان "وقت العِرفان"، تحيي تركيا ذكرى رحيل مولانا جلال الدين الرومي (1207 - 1273) هذا العام. بدأت مراسم إحياء الذكرى الـ748 لرحيله منذ الثلاثاء، السابع من كانون الأول / ديسمبر الجاري وتستمر حتى السابع عشر من الشهر نفسه، في مدينة قونية والعديد من المدن التركية، وتُعرف هذه المراسم باسم "شَبِّي عروس".

وبحسب العديد من الروايات، تعود تسمية "شبِّي عروس" وهي كلمة فارسية تعني "ليلة العُرس" إلى أنّ "فيلسوف الصوفية الأوّل" كان يعتبر أنَّ الليلة التي سيموت فيها ستكون مثل ليلة العرس، لأنها ستكون بداية جديدة يقابل فيها اللهَ، كالمُحبّ الذي يقابل حبيبه في تلك الليلة. وقد انتشر هذا الاسم بين مريديه، واستمرّ تداوُله حتى الآن.

تضمّ المراسم، هذا العام، العديد من المهرجانات والمعارض والدروس التي تنظّمها وزارة الثقافة والسياحة التركية بالتعاوُن مع بلدية قونية، باللغتين التركية والإنكليزية، من أجل التعريف بصاحب "المثنوي". وقد بدأت مراسم إحياء الذكرى برقصات المولوية المعروفة، وأدعية "غلوبانك"، وهي طريقة للدعاء والتوسُّل بأساليب غير نمطية، حيث تُقرأ بعض أبيات من المثنوي مع الألحان.

كان الرومي يعتبر أنَّ الليلة التي سيموت فيها ستكون مثل ليلة العرس

ومن أبرز المعارض الفنّية التي تشهدها المراسم هذا العام، معرض التصوير الفوتوغرافي للفنانة التركية نسليهان يافوزر باسم "في رياح التنّورة"، ومعرض لفنّ الرسم على الماء، والذي يُعرف باسم "الإيبرو"، ويُقيمه الفنّان أحمد أتشيكجوز أوغلو، إلى جانب العديد من الندوات التي تنظّمها "جامعة قونية كاراتاي"، من أبرزها ندوة تحت عنوان "الإنسان بين يونس إمره ومولانا"، ويُقدّمها الباحث والأكاديمي حسام الدين أردام، بالإضافة إلى الحفلات الغنائية التي يقدّمها المغنّي أحمد أوزهان، الذي يُعرف في تركيا بـ"أسطى الموسيقى الصوفية".

في السياق نفسه، تُقام العديد من الفعاليات في عدّة مدن تركية أخرى لإحياء ذكرى رحيل جلال الدين الرومي، تتضمّن الأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية، كما تُقدِّم المدارس دروساً لتعريف الطلاب بمولانا وأعماله، بالإضافة إلى كتابة بعض من أشعاره في المواصلات العامّة والشوارع.

تجدر الإشارة، أخيراً، إلى أنّ مراسم "شبِّي عروس" قد أحدثت العام الماضي جدلاً واسعاً في تركيا، حيث دخلت في عمليات المكايدات السياسية والخلافات الأيديولوجية المعروفة في البلاد؛ إذ أقامت بلدية إسطنبول الكبرى، التي يترأّسها أكرم إمام أوغلو، التابع لـ "حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي"، فعالية لإحياء ذكرى وفاة مولانا، وقد قُرئ القرآن باللغة التركية في هذه الفعالية، وهو ما أثار غضب الكثيرين، حتى أنّ المؤرّخ التركي المعروف مراد بردقجي علّق في مقالةٍ له على ما حدث قائلاً: "لم نواجه قط مثل هذه الإساءة منذ 747 عاماً... كان ينبغي احترام تقاليد هذه الفعالية".

المساهمون