إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

20 فبراير 2018
ديلان عابدين أمير/ العراق
+ الخط -
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والأدب الذاتي والرواية والترجمة الشعرية.

■ ■ ■


صدرت حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" ترجمة كتاب "سياسات المسلمين عبر القومية.. إعادة تخيّل الأمة" للدبلوماسي والأكاديمي الأميركي بيتر ماندافيل، بترجمة طلعت فاروق ومراجعة سعيد فارس حسن. يتضمّن الكتاب الذي صدر بالإنكليزية عام 2001 عن "منشورات راوتليدج" البريطانية، "تحليلاً للإسلام بوصفه أحد أشكال "النظرية المهاجرة" في سياق التحولات العالمية المعاصرة"، ويعالج فيه ماندافيل "كيفية تجلّي "العولمة" - كتجربة معاشة - من خلال مناقشة صور الجدل الدائر حول معنى الهوية الإسلامية، والمجتمع السياسي، وظهور ما يشبه "الإسلام النقدي".


عن "دار توبقال للنشر" صدر حديثاً كتاب "بحبر خفيّ" للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو. يضمّ الكتاب عدداً من المقالات/ التأملات بعضها منشور وبعضها جديد، تجمع بينها ثيمتا "القراءة" و"الكتابة". نقرأ من "استهلال" الكتاب: "باستخدام الحبر الخفي تصير الكتابة غير مرئية، فلا تظهر إلا عبر وسيلة من الوسائل، كأن تعرض على مصدر حرارة، أو تعالج بحيلة كيميائية. غني عن القول إن للعملية هذه ارتباطاً بالإضمار والتكتم، وغالباً ما يكون الغرض منها إقصاء قارئ غير مرغوب فيه واتقاء الرقابة والتلصص، لا سيما حين ينطوي الأمر على مسألة حياة أو موت".


صدر حديثاً عن "منشورات راوتليدج" البريطانية، كتاب "الصوفيّة المعاصرة.. التقوى والسياسة والثقافة الشعبية" لكل من: مينا شريفي-فانك وويليام روري ديكسون وميرين شوبهانا-إكزافييه. يحاول الكتاب إضاءة الأطر النظرية التي شكّلت الرؤى المعاصرة للصوفيّة، سواء من معتنقيها أو دارسيها، أو حتى معارضيها، مما يساعد على "فهم تنوّع مشاربها وطرقها بشكل أفضل" كما جاء في مقدّمة الكتاب. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: "الصوفية ومعاداة الصوفية في السياق المعاصر"، و"الصوفية المعاصرة في الغرب"، و"الصوفية والجندر: التقاليد والتحوّلات".


نقل إياس حسن إلى العربية كتاب "ثورة في فهم أصول البشر وثقافاتهم.. بدايات الإنسان والفن والأخلاق والحرب والأسطورة". الكتاب الجماعي الصادر مؤخراً عن "دار الفرقد"، قام بتحريره جان فرانسوا دورتيه وصدر عام 2015 في نسخة فرنسية عن "منشورات علوم إنسانية". يقدّم الكتاب عدداً من الاكتشافات التي شهدتها العقود الأخيرة في ما يخصّ دراسة أصول السلالة البشرية من الحقب البدائية الأولى وحتى الحقبة النيوليتية، وأنشطتها المادية والرمزية عبر التاريخ، "من الثقافات الحيوانية حتى أصول الحرب، ومن تطوّر الحياة الجنسية حتى تطوّر اللغة".


أصدر "مركز نماء للبحوث والدراسات" حديثاً كتاب "الاستثنائية الإسلامية.. كيف يعيد الصراع حول الإسلام تشكيل العالم"
لـ شادي حميد، بترجمة صلاح حيدوري، ومراجعة خالد بن مهدي. الكتاب صدر في نسخته الإنكليزية عام 2016 عن "منشورات مارتينز"، ويتناول فيه الباحث ما وصفه بـ"الاستثناء الإسلامي" كـ"حالة مغايرة للإسلام كدين في تعاطيه مع السياسة، وكيف يمكن أن يعتبر ذلك مؤثراً في فهمنا لراهن ومستقبل الشرق الأوسط، نظراً للارتباك الذي طرأ على تموضعات الدين في المجال العام، ونزاعات الإسلاميين مع الرؤية العلمانية لعلاقات الدين والدولة".


صدر حديثاً بالفرنسية عن منشورات "بلون"، كتاب "قمّة الغضب.. التفكير في شعورٍ معاصر" للمفكّر الفرنسي ميشال إرمان. يحاول الكتاب إعادة التفكير في الغضب كشعور يسم العالم المعاصر، الذي انفلتت فيه الروابط الاجتماعية وبات يعرف بـ "زمن الفردانية"، ويقدّم أطروحة مفادها أن "الغضب يمكن أن يكون من أكثر الانفعالات سلامة، بوصفه "قوة دفاع وتأكيد للذات""، ويفسر بأنه شعور "لا يتعارض مع الفرح، بل مع اللامبالاة، والخجل، والحزن، وكلها تؤدي إلى الخضوع".
ويضيف: "الغضب، منذ أخيل إلى الناخب المعاصر، يتجلى كانفتاح نحو العالم، فكلاهما يصرخ نحو الآخر".


"جدلية الزمن" هو أحد أبرز كتب الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار (1884-1962) وقد أعادت "دار آفاق" إصدار ترجمته العربية مؤخراً والتي أنجزها خليل أحمد خليل. صدر الكتاب أوّل مرة في 1936 وأعاد المؤلف صياغته في طبعة أوسع سنة 1950 كمحاولة تأليفية تقرأ أسباب ونتائج تحوّل مسألة الزمن إلى انشغال أساسي في الفلسفة والعلم، مع مساهمات هنري برغسون بمفهوم الديمومة وألبرت أينشتاين بمفهموم الزمكان، وما قدّمه مارتن هايدغر في كتابه "الوجود والزمان" (1927). الكتاب يستقرئ أيضاً تأثيرات مجالات معرفية جديدة في قضية الزمن، خصوصاً التحليل النفسي.


عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، صدرت حديثاً رواية بعنوان "أرياف الروح" للكاتب والإعلامي المغربي هشام تسمارت. تسرد الرواية حكاية بلدة صغيرة نواحي مدينة الحسيمة شمال المغرب، شهدت وتيرة هجرة داخلية وخارجية كبيرة خلال العقود الأخيرة، وعبر البلدة يحكي تسمارت معاناة ساكنة منطقة "الريف" برمتها، ومساعيهم للصعود الاقتصادي والاجتماعي في ظل تهميش عاشته المنطقة لسنوات. الرواية تحاول - دون التصريح بذلك - إعادة تركيب قصّة الريف من زاوية "التأريخ الأدبي الفردي"، وسط موجة احتجاجات واضطراب تعيشها المنطقة منذ سنتين.


صدرت حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" النسخة العربية من كتاب "داخل الإخوان المسلمين: الدين والهوية والسياسة" للأكاديمي المصري خليل العناني، بترجمة عبد الرحمن عيّاش، ومراجعة عومرية سلطاني. الكتاب صدر في نسخته الإنكليزية عن "منشورات جامعة أوكسفورد" عام 2016، ويمثّل حصيلة بحث امتدّ طوال عقد من الزمن تقريباً (منذ 2004)، ويقول عنه الأكاديمي الإيراني آصف بيات إنّه "يسلّط الضوء على العمل الداخلي لجماعة الإخوان المصرية، ليس فقط عقليتها القيادية، والتنظيمية، والاستقطابية، بل بالخصوص قدرتها على صنع هويّة خاصة بها".


يصدر قريباً عن "منشورات الجمل"، كتاب "من أنا ومن أنت.. تعليق حول باول تسيلان" للمفكّر الألماني هانز جورج غادامير (1900 - 2002)، بترجمة كل من علي حاكم صالح وحسن ناظم. يطبّق غادامير في هذا الكتاب التأويلية على شعر تسيلان (1920 -1970). يضمّ الكتاب مقالين: "المعنى واختفاءُ المعنى في شعرِ باول تسيلان"، و"مقتربٌ ظاهراتيٌّ دلاليٌّ إلى شعرِ تسيلان"، مع ملحقين: الأول بعنوان "تذكُّر اللغة: مدخل إلى شِعريَّة غادامير" وهو مقدمّة النسخة الألمانية من الكتاب أنجزها جيرالدل. برونس، والثاني مختارات تحت عنوان "تنويعاتٌ من قصائدِ تسيلان".


عن "منشورات جامعة أوكسفورد"، صدر أخيراً، كتاب "أركيولوجيا بابل.. الأسس الاستعمارية للعلوم الإنسانية" لـ سراج أحمد. يكشف الكتاب التحوّل الإبستيمي (المعرفي) الذي أحدثته عالمياً عملية إعادة تركيب استعمارية للغات السكّان الأصليين، وعاداتهم وآدابهم وقوانينهم. هذا التحوّل يحاجج الكاتب بأنه لا يزال مهيمناً على براديغمات العلوم الإنسانية غربياً، بل ويصل تأثيره حتى إلى مدارس ما بعد الكولونيالية، والأصولية الإسلامية، وحركات الدفاع عن البيئة، التي ترى نفسها المقابل النقدي للفكر الاستعماري ومدارسه الوريثة في الأكاديميا الغربية اليوم.


صدرت طبعة عربية جديدة من كتاب "المثقفون" للكاتب البريطاني بول جونسون، بترجمة طلعت الشايب، عن "دار رؤية للنشر والتوزيع". يعود جونسون إلى شخصيات فكرية من قبيل: ماركس، وراسل، وسارتر، وتولستوي، وروسو، وآخرين، محاولاً الإجابة عن أسئلة من قبيل: هل المثقفون مناسبون لإبداء النصح للبشرية؟ هل تتطابق ممارساتهم الخاصّة مع مبادئهم التي يشيعونها في العموم؟ كيف كانت حياتهم الاجتماعية في البيت ومع الأصدقاء؟ وفوق كل ذلك يهتمّ الكتاب بسؤال محوري مفاده: هل يجب علينا الاهتمام بقيمة الأفكار في حدّ ذاتها بعيداً عن الأشخاص الذين طرحوها؟


صدرت عن "جداول"، ترجمة كتاب "الإسلام في الليبرالية"، للأكاديمي الفلسطيني جوزيف مسعد، أنجزها مسعد نفسه برفقة أبو العباس إبراهام. الكتاب صدر بالإنكليزية عام 2015 عن "منشورات جامعة شيكاغو"، ويتناول فهم الإسلام من قبل الليبرالية الغربية، وهو بمثابة مقدمة لكتاب "جينولوجيا الإسلام" عمل مسعد القادم، ويقول المترجم إبراهام إن الكتاب "مدخل هام في تمثّلات وتقديمات الإسلام في سياق إمبريالي واستشراقي، ويُقدّم قراءة لتشكّلات وتصويرات الإسلام السياسي والحداثوي، إضافة إلى تصوّرات الإسلام في الخطابات الجُنوسية والنفسانيّة المعاصِرة".


عن "منشورات جامعة كولومبيا" يصدر قريباً كتاب "رهاب الإسلام والرواية" لـ بيتر موراي. يقدّم الكتاب تحليلاً عن كيف استطاعت أعمال أدبية في العقدين الأخيرين تأطير صعود التيارات المعادية للإسلام، في الوقت الذي حاولت فيه أعمال إبداعية أخرى تسويق مفاهيم التعدّدية الثقافية. من خلال قراءة عدد من الروايات لكتّاب من قبيل: جون آبدايك، وإيان ماكيوان، وحنيف قريشي، ومونيكا علي، ومحسن حميد، وجون لو كاري، تتبّع موراي كيف تتم عمليات تبنّي أو رفض المعطيات الأيديولوجية التي روّجت لها الإدارة الأميركية والإعلام في الفترة التي تلت أحداث 11/09.


صدر حديثاً عن "المركز الثقافي العربي" كتاب "أفول الغرب" للأكاديمي المغربي حسن أوريد. يعتبر الكتاب "ما يعتمل في العالم العربي ليس سوى رجع صدى لأزمة الغرب في جوانب كثيرة منه. ومن شأن التوتر أن يستفحل في ظل سباق قِوى دولية جديدة، وبروز مرجعيات أيديولوجية جديدة". ويؤكد أوريد على وجود أزمة بنيوية في الغرب، تُرى مظاهرها في الخطابات العرقية والجهوية، ودعوات الانفصال، و"الشأن نفسه يقال عن التغييرات التي طاولت العالم العربي والقوى الجديدة التي برزت من داخله، بمرجعيات جديدة، منها داعش، لا كتنظيم فقط ولكن كفكرة بالأساس".


عن "مركز نماء للبحوث والدراسات" صدر حديثاً كتاب :أفول الواجب.. الأخلاق غير المؤلمة للأزمنة الديموقراطية الجديدة" للسوسيولوجي جيل ليبوفتسكي، بترجمة البشير عصام المراكشي. يتناول الكتاب: "العودة إلى الأخلاق"، ويحاجج بأن المجتمع المعاصر يتأرجح بين خطابين يمثّلان طرفي نقيض؛ خطاب إحياء الأخلاق من ناحية، وخطاب "الانحطاط" الأخلاقي من جهة أخرى. إلا أنه "قد نجد روابط ممكنة بين هذين الخطابين؛ حيث يمكن تفسير الغليان الأخلاقي بكونه ردّة فعل على الانهيار السلوكي، وانتعاش الضمائر بكونه كفاحاً ضد الفردانية منعدمة المسؤولية".


المساهمون