الديكتاتور العربي منتصراً... كلاكيت مستمر

04 ديسمبر 2016
+ الخط -


ثمة من تقابلهم من العرب في الغرب، أو مواطنين سابقين في "مدن الملح"، ممن يتقاسمون سيمفونية نشاز في دروب انتصار الديكتاتورية. كيف لا؟ ونحن منذ أعوام باتت عقولنا، غصبا عن بعضنا، تحت رحمة روايتهم للحكاية "عنا"، نحن العرب، وبلغات عدة، من أولها إلى آخرها.


شخصياً، ثمة كابوس، أشبه بتراوما، لا يفارقني في صراع الموت على فرشة إسفنجية في برد الشمال، فتبرد جثتي دون المتجمد الشمالي بقليل، ومن دون انتباه.


إذا، كان خالد سعيد "عميلا". ولازمة "العمالة"، لخلق عقل غوغائي: استحق ما جرى له في الإسكندرية؛ رغم أنه "لم يمسه أحد من المواطنين الشرفاء". ومثله، نكتشف بعد وقت أقصر أن تفجير كنيسة القديسين آلت إلى تسوية لا سائل عن مفتعلها... ويا للمصادفة، في زمن "الكونترا العربي"، يصبح البوعزيزي أيضا متآمراً... مثل بقية "بقية الخلق"... المستحقين "الضرب بالمليان دون أن تأخذك بهم شفقة أو رحمة".


في كل أهوالنا وبؤسنا كان غياث مطر، ابن داريا التي تراقص على جثثها غربان "الإعلام"، يستحق جز عنقه، كإبراهيم القاشوش في حماة... فكيف يسمح "الغوغاء" بالهتاف "يلا إرحل"؟


ما علينا، هل سأل أصحاب الضحكات الغنوج طالب إبراهيم عما حلّ بـ"البارجة الألمانية التي وقعت في حضن رجال الله"؟... حتى يومنا هذا، لا سؤال حتى عن قائد في الأسطول السادس الأميركي؛ أُخذ أيضاً بحضن رجل من رجالات "الزعيم" في بحر مصر "قد الدنيا"... لا... لأن وقت الديكتاتور لا سمح الله ليس لمثل هذه الأمور "التافهة"... مهمته أكبر، إنه يحارب المؤامرة الكونية...


أيضحك الغرب علينا؟

لا والله إنه لسعيد بحضيض العقل، عند بعضه... وحزين عند آخرين ممن ظنوا أنهم استلهموا شيئا منه. في مدريد مثلا، فرحين بمنظر "التحرير". وهل ثمة شك بأن الديكتاتور دائما ينتصر؟... ألم يعاملوا "ريجيني" وكأنه مصري؟

هو، ولكثرة انشغالاته "خف وزنه يا ويلاه"... لكنه يمرغ أنف المؤامرة الكونية التي تقودها الصهيونية العالمية والوهابية وأميركا رأس الأفعى... هل من أدلة؟


في الصين، مشى الزعيم نحو ملاقاة باراك أوباما... وقبله كان نيرون دمشق وحلب ابن نيرون حماة، قد دفع بابن خالته ليحدث المتآمرين: "أمن إسرائيل من أمن سورية".


ثم، حين جاء "بعبع" "الله أكبر"، خرج علينا التلفزيون السوري، بحلقة فلتة من فلتات الإعلام الصحيح، ليحذر: "هؤلاء إن سيطروا في الشام سيكون هدفهم التالي تحرير القدس... انتبه أيها العالم".


ولم تكتم المذيعة غبطتها بأدوات انتصار الزعيم... مثلما انتصر في القصير وبابا عمر، بعمود كهرباء شبيه بذلك في منطقة الحسينية وسبينة، ورغيف الخبز المعلق عند أول مخيم اليرموك.


هل ترتعد فرائص "الصهيونية الملعونة" من انتصارات القائد، المستوحاة من القائد الخالد؟ فمخيم اليرموك، بتدميره وتهجير فلسطينييه، يشير إلى رعب إسرائيل!


أبدا... رعبها مثل رعب أن يجد طريق القدس فتصبح على فعلتها نادمة، ممانعجي جديد في اللعبة. هجّر فلسطينيي العراق إلى البرازيل، وصاحب الصوت الجهوري عن "العدو الوهابي".


الحقيقة المرة... في حضرة "إعلام" ديكتاتوريي العرب، لا مشكلة أن يلقى 1.4 مليار دولار سنويا لجمهورية الجيش الشقيقة لجمهورية المواطن البسيط في مصر... لكنها متآمرة... لا مشكلة أن تعبر "الملعونة إسرائيل" عن غبطتها بهؤلاء الديكتاتوريين... لكنها متآمرة.


الانتصار "أوضح الواضحات"... فطهران تضع قدميها في المتوسط، وتعتبر "الجيش العربي السوري" جيشا أمميا من أفغانستان حتى جنوب لبنان... وللدلالة بعض الاستعراضات... فلما لا يكون فلادمير بوتين حقاً هو "أبو علي تين"؟... ودونالد ترامب يمكن أن يكون صديقا يخفف الضغط عن مؤامرة واشنطن على شيوخ "لا حياة في هذا القطر إلا للتقدم والاشتراكية"... كما قال صاحبهم المزمن والمثقل بالنياشين مصطفى طلاس في مذكراته.


بمعنى من معاني الانتصار، فإن طائرات "إسرائيل الداخل"، هي من يدمر حلب وحمص وخان الشيح... أما "الرفيق" بوتين، فإن استلهامه "من حروب إسرائيل" حربه في سورية بعضٌ من "استحمار" عقولنا، أعزكم الله... المهم أنه انتصار "القائد" ربما يستدعي حفلات رقص وهز وسط في ساحة السبع بحرات "شكرا روسيا"... ولن ننسى وسط البلد أيضاً.

 

دلالات