كاتب مغربي من مواليد الرباط المغرب 1977، مقيم حاليا في بلجيكا. يكتب الشعر والقصة والرواية والسيناريو. صدرت له رواية بعنوان، الحي الخطير، سنة 2017 عن دار الساقي اللبنانية في بيروت.
دخل الرجال والنّساء دفعة واحدة كقطيع يدخل حظيرة، وبدأوا مباشرة كلّهم بتأنيبه وتوبيخه بأصوات متداخلة: كيف تضرب زوجتك يا أخي؟ إنّها امرأة وأنت صاحب العقل؟
كان من الصعب التفريق بين الحسن والحسين على كلّ الأصعدة والمستويات، فقد كانا قادمين من نفس الأبوين، ومن نفس البيت، ومن نفس التربة الزراعية الفقيرة. أفكارهما متطابقة ومتكاملة، يبدأ أحدهما الفكرة فينهيها الآخر بانسجام كامل يصيبنا بالدهشة.
جيل من الآباء البسطاء، من العمال الطيّعين الأوفياء، حفروا وحملوا الأحجار والحديد والخشب بأيديهم وعلى ظهورهم، نعنعوا أباريق الشاي المغربي الأصيل في ورشات البناء العملاقة الأوروبية، وصلّوا العشاء جماعة في مساجد صغيرة في الليالي الصقيعية لبحر الشمال.
خمّنتُ أنّه الوحيد الذي بإمكانه الحسم حسماً قاطعاً إن كانت الحرب ستنشب أو لا. لكنه حرمنا ذلك الحسم بقسوة شديدة، وبغنج، مفضلاً تمثيل دور الطاووس، تمثيلاً متقناً، وقد كانت قهوتي المركزة رديئة، بحيث رفعت توتّري، وأصابتني بالإجهاد والتشتّت الذهني.
كما قد تتعب السكرتيرة من كاتب عجوز وخرف يُملي عليها ما يجول في خاطره من سخافات كي تحوّلها إلى قصة محكمة البناء، تحمل حقيبتها وتغادر مطالبة برفع أتعابها، فكذلك يتعب السارد ويملّ من الكاتب ويسأم، فيلملم أشياءه الخاصة من خيال الكاتب ويغادر.
جامعة الشعراء الرديئين المتحدة، هي جامعة تضم بين صفوفها فقط الذين يكتبون ويكتبون ويكتبون والتاريخ لا يلتفت إليهم، حيث سنكرّم في يوم الثلاثاء من كلّ أسبوع شاعراً رديئاً مشهوراً فقط. فمن هم الذين يستحقون هذا التكريم؟
أنا رجل بسيط وهادئ ومسالم، أمشي جنب الحائط، أخاف من ظلّي، ولا أحرّك دجاجة عن بيضها ولا بيضاً عن دجاجته... سوى أنّي، رغم ذلك، حين أجلس لأكتب، تغلي داخلي براكين وزلازل، وتتقد نيران عملاقة وتتأجج ثورات وتمرّدات وانقلابات.
الذين يسعون جاهدين للوصول إلى أشياء صغيرة، لا يصلون إليها عادة، لأنها تصير بعيدة جداً، هكذا فقط، دون مبررات معقولة، تبتعد جداً، ربما لأن الكون ساخر كبير.
أحببت دائماً هذه المدينة هكذا، كما لو أنها بنت جميلة من حيّي الهامشي، تتمشّى معي حافية على الساحل الرملي، خفية عن أهلها، راكلة الأمواج بغنج. أحبّ هذه المدينة التي أرى بها دائماً شبح بائع الكتب محمد خير الدين، شبحاً غير مرئي سوى للشعراء.