مصطفى البرغوثي

تطبيق اتقاق بكين الذي وافقت عليه جميع القوى الفلسطينية هو السبيل لسد الطريق على أعداء الشعب الفلسطيني ولتجنب الوصول إلى حالة ندم خطيرة، عندما لا ينفع الندم.

تفسيرات كثيرة لاستمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، ومنها تمسّك بعض الناس بأهداب سلطةٍ تزيل إسرائيل صلاحياتها الواحدة تلو الأخرى، ومنها التعلّق بـ"أوسلو".

غيرت إسرائيل خلال 48 ساعة التوازن الاستراتيجي في المنطقة لصالحها، ونفذت احتلالاً واسعاً جديداً للأراضي السورية، وأعلنت نيّتها إبقاء هذا الاحتلال.

عرّت غزّة الصامدة والجريحة، عيوب النظام العالمي بأسره، وكشفت عوراته، وأظهرت هشاشة كلّ ما يُسمّى بالقانون الدولي والقانون الانساني الدولي.

كان مجمل سلوك الحركة الصهيونية منذ احتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزّة، يسير في اتجاه واحد، منع قيام دولة فلسطينية مستقلة وضم المزيد من الأراضي.

سيكون على نتنياهو مواجهة فشله الاستراتيجي في ظلِّ انكشاف حقائق الصراع الجاري، خصوصاً لدى مكونات الشعب الفلسطيني، بعد أن زالت أوهام الحلول الوسط.

تتلقّى الفاشية الإسرائيلية ضربات جديدة، وتواجه مقاومة عنيدة لجرائمها. والمراهنون على انتصار إسرائيل وهزيمة المقاومين لمخططاتها، ستكون خيبة أملهم أكبر وأوسع.

صار واضحاً أنّ دوافع استمرار الحرب على غزّة وتوسيعها لم تكن فقط مصلحة نتنياهو الشخصية لإنقاذ نفسه، بل كانت المنظومة الصهيونية معنيةً بتوسيع نطاق الحرب أيضا.

أول خطوة في تحقيق الحرية من الاحتلال والاضطهاد هي التحرّر الفكري من مقولاته ودعايته ومعاييره ومفاهيمه، بل ومن مصطلحاته التي يحاول فرضها.

انهارت على رمال غزّة وشواطئها قيم المجتمع الغربي وادّعاءاته حول القانون الدولي وحقوق الإنسان والديمقراطية، كما انكشف حجم النفاق الغربي وازدواجية معاييره.