مرّ عليهم 470 يوماً بعيدا عن بيوتهم الآمنة، وبعيداً عن المرتع الأول، حيث ولدوا وعاشوا... وها هم الآن يعودون وقد نقصوا، وربّما عاد ناجٍ واحدٌ من عائلة كبيرة.
كتبوا لأحبّتهم رسائل لم يكونوا يعلمون أنها الأخيرة، رسائل تعبّر عن انتظارهم المضني الذي طال، ويأملون أن ينتهي بنجاتهم، ولم يكونوا يعلمون أنه سينتهي بموتهم.
في مستشفى متواضع بوسط قطاع غزّة، الذي يشهد أبشع محرقة عرفها التاريخ، كان هناك طفل آخر يصرخ صرخته الأولى، فيما كان أبوه يلفظ أنفاسه الأخيرة عند باب المستشفى.
يستمر مسلسل القتل في غزّة، حيث يصرّ العدو على قتل أهل غزّة الواهنين، سواء بقتلهم وهم على أسرّة الشفاء في مشاف متهالكة، أو قتلهم بالقصف المباشر والمستمر.