لا تتوقف المؤسّسات الرسمية السورية عن إظهار تضامنها الكامل مع كوبا، وبالمثل تفعل كوبا، إنّه التضامن "ضدّ الإمبريالية" وضدّ الشعبين السوري والكوبي أيضا!
لطالما جعل محور الممانعة والمقاومة القضية الفلسطينية سبّوبةُ لابتزاز مشاعر أصحابها والعرب والمسلمين عموماً، لكن الحقيقة الراسخة تقول دائماً إن أوائل المفرّطين كانوا الذين يصرخون بها على المنابر ويتشدّقون باسمها، حتى وإن كانوا يقفون فوق الخراب.
احتجاجاً على تردّي أحواله المعيشية، وعدم تحسينها بعدما تقدّم بطلبات متكرّرة من أجل ذلك، أقدم الممثل المغربي، أحمد جواد، على إحراق نفسه. لكن صدى القصة لم يبلغ مرتبة "الترند"، فلم يُسمع بالقصة في الأوساط الفنية والثقافية العربية، ولم تحدث صدى يذكر.
يشاهد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، الأخبار، ويرى الوفود تتسابق نحو دمشق، فيسأل نفسه: ولمَ لا نمضي بشكل رسمي؟ الأمر بالنسبة إليه يستحقّ، بخاصة أنّ مسألة عودة العلاقة مع الأسد، ويا لها من مفارقة، كانت وما زالت من المشتركات بينه وبين جزء كبير من معارضيه.
ظهرت أخيراً قناة تحمل اسم "المكتبة الوطنية الإسرائيلية"، وضع لها عنوان فرعي طويل: "المخطوطات والمطبوعات العربيّة - الإسلاميّة في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، وفيها، مِنَ النّوادرِ، ما لا يُوجَدُ في غيرِها، وهنا بعض فهارسها"!.
وحده النظام السوري يخرج عن الأعراف، وعن القواعد، وعن الفطرة الإنسانية، فيحوّل زلزال السادس من شباط الذي خلّف واقعاً غير مسبوق في مأساويته، إلى "بازار" للتكسّب والنجاة مما أوصلته إليه جرائمه على مرّ السنين.
وقع الفنان ياسر العظمة خلال تعليق له على أوضاع سورية والسوريين في مشكلة يعاني منها كثيرون من زملائه، وهي انقطاعهم الذهني عن عمق أحوال السوريين، حيث ثمّة هوّةٌ بين المشاهدة والتفسير، لا يستطيع بعضهم، لأسباب ذاتية، تجاوزها.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ومعه قادة الدول الكبرى، ما برحوا يعلنون أنهم يؤيدون حل الدولتين، وحين تحين لحظة ترجمة معطيات هذا التوجّه، في قرارات أممية، يقلبون وجوههم، ويدّعون أن مثل هذه القرارات تضرّ عملية السلام.
يشعر المطبّعون بأنهم مهمون في سياق علاقتهم مع إسرائيل، لكن الأوهام تتلاشى مع معرفتنا أن الغرض من هذا كله تسميم القضية الفلسطينية عبر تدمير حواضنها العربية، وصولاً إلى الاستفراد النهائي بالفلسطينيين، وفرض الحلول المتاحة عليهم.