أكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون في باريس، أول رئيس للمجلس الوطني السوري المعارض، من مؤلفاته: "بيان من أجل الديمقراطية" و"اغتيال العقل" و"مجتمع النخبة".
ليس إسقاط النظم السياسية المنافية لروح العصر وحقوق الإنسان الأساسية هو الذي يشكّل اليوم التحدّي الحقيقي والأكبر لمستقبل المجتمعات العربية ولنخبها الواعية.
لم تكن حرب فلسطين في الأساس، وليست اليوم، حرباً فلسطينية إسرائيلية، إنها حرب أميركية غربية موضوعها الإبقاء على المنطقة تحت سيطرتها، وبشكل خاص على منطقة الخليج.
تخطئ القيادات العربية إذا اعتقدت أن حرب غزّة لا تتعلق إلا بفلسطين. إنها في جوهرها حربٌ إقليميةٌ للحفاظ على الهيمنة الأميركية على الشرق الأوسط ودوله ومقدراته.
لا تُخفي إسرائيل أنها تخوض حرب إبادة شاملة، وأنه لم يعد أمامها، بعد تحرّرها من حلّ الدولتين ورفضها الدولة الديمقراطية الواحدة، سوى خيار واحد، هو الهرب إلى الأمام واستغلال هذه الفرصة لتحقيق الهدف الاستراتيجي والمتمثل بترحيل الفلسطينيين.
من الصعب لأحد أن يتنبّأ بتطور الأحداث في الصدام المتعدّد الأقطاب في غزة، إذ تجد جميع الأطراف نفسها في الخندق الأخير دفاعا عن رهاناتها. الفلسطينيون الذين يلعبون ورقتهم الأخيرة للحفاظ على حلمهم/ حقهم بفرض حلٍّ سياسي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية.
ليس في جعبة نظام الأسد للردّ على التحدّيات الجديدة سوى خيارين: العودة إلى تقسيم الشعب من جديد باستخدام التفجيرات الطائفية المعهودة ذاتها. والثاني، ترك الأمور للزمن ومحاصرة بؤر الاحتجاج ومنع تواصلها حتى يمكن إنهاكها قبل أن تنجح في التواصل فيما بينها.
لن يمكن الردّ على الخراب الراهن واستعادة السيطرة على المصير إلا بتغيير التوجهات الأيديولوجية الخاطئة والإشكالية، وقلب المقاربات النظرية والأجندة الفكرية العربية رأسا على عقب، فبدل البحث عن سبب التخلف في الأيديولوجية ينبغي النزول إلى الواقع الحي.
ثمة خشية كبيرة لدى المعارضة السورية اليوم من أن يكون التفاهم السعودي الإيراني بداية الطريق لإنهاء العزلة التي فرضت على نظام الأسد منذ بداية الأحداث السورية عام 2011، وتسليماً بالأمر الواقع ودفن مسألة التغيير والإصلاح أو الانتقال السياسي
هذه ليست دعوة إلى إطلاق انتفاضة غدا. بالعكس، إنها دعوة إلى التفكير الجماعي في الانتفاضة الشعبية، القادمة حتما، شئنا أو أبينا، وللنقاش في طبيعتها وخططها وتنظيماتها وشروط إنجاحها وإعداد الجمهور لها، وإنضاج الحلول المطلوبة لمواجهة المشكلات والتحدّيات.
منذ تولي الأسد الأب الحكم في سورية كان محور الصراع يدور بين مشروعين: تأسيس مملكة وراثية تعيد سيرة النظم القديمة، ومشروع بناء منظومة حكم وطنية ترتقي بتطلعات الأفراد إلى مستوى الحياة السياسية الحرّة، وتهدف إلى تكوين جماعة وطنية تستقطب ولاء الأفراد.