إعلامي جزائري، من مواليد 1962، عمل في الصحافة المكتوبة، وفي التلفزيون الجزائري، وأستاذا مشاركا في قسم الإعلام جامعة وهران، وعمل في تلفزيون دبي كبير مراسلين ومشرف نشرات، ويعمل حالياً في قناة الجزيرة.
خصّص المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤتمره السنوي للدراسات التاريخية، أخيرا، لإعادة قراءة مسار الثورة الجزائرية، ومكانتها، وما تراكم من سردياتٍ عنها. وتناولت أوراق المؤتمر حقولا مختلفة من الاهتمام التاريخي بالثورة، بداية من مقدّماتها.
لم تنخرط الطبقة السياسية في الجزائر بعد في مناقشة مبادرة لم الشمل، والسبب أن السلطة لم تدخل بعد ميدان التسويق السياسي لها، فلم تعلن عن مضمونها، ولم تكشف عن فحوى لقاءات الرئيس برؤساء أحزاب. وفي كل الأحوال، تبقى المبادرة رهينة بتوسعة الحوار.
يُرافع الرئيس التونسي، قيس سعيّد، للظَفَر بصلاحيات أكثر. في ذهنه رغبة في تغيير المنظومة السياسية بالكامل، يريد نظاما رئاسيا. يرفض الجلوس مع رئيس الحكومة هشام المشيشي، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، على الرغم من مناشدات عديدة.
على السلطة في الجزائر أن تعرف أن سكان منطقة القبائل ليسوا كلهم من فصيل سياسي واحد، أو من اتجاه مطلبي واحد. وعليها عدم ترك المنطقة فريسة لضغط فصيل سياسي يتلاعب بسكانها ويرهنهم لمزايداته السياسية، ويوظفهم كوقود في معاركه.
تداعت الأحزاب التونسية، من كل التيارات، إلى حشد الشارع في صراع مرير على السلطة لم تحسمه صناديق الانتخابات، ولا التفاهمات المرحلية والتنازلات، ولا المفاجآت التي أدّت إلى تحالفات هجينة تحت قبة البرلمان، ما أدى إلى الأزمة الحالية.
قدَّم وزير العدل الجزائري، بلقاسم زغماتي، مشروع قانون سحب الجنسية الأصلية أو المكتسبة من كل مقيم خارج التراب الوطني يقوم "بأفعال تلحق عمدا ضررا جسيما بمصالح الدولة أو تمس بالوحدة الوطنية أو من يقوم بنشاط أو انخراط في الخارج في جماعة أو منظمة إرهابية"
يطالب المجتمع بالتغيير، وتُفضِّل السلطة الرَّكون إلى غريزة البقاء، وبين المفهومين بون شاسع لا يمكن جسره بسهولة. آمن الجزائريون بأن الحل لا يأتي بالمسكّنات التي تلجأ إليها الإدارة من حين إلى آخر، ولا يأتي أيضاً بدعواتٍ دخيلةٍ على الحراك تحاول خطفه.
ما يثير في الخلاف المغربي الجزائري تخلي النخبة والمثقفين عن الخوض إيجابيا في تلك العلاقات، لرقع ما بلي منها، وتجاوز ما سقط من متاعها. تخلت النخبة عن واجباتها في جسر العلاقة وتركتها في موج متلاطم، تتجاذبه أهواء العامة ومدّعي الحقائق ومنظري السلطة.
لم تفهم أحزاب السلطة، ومن يدور في فلكها، أن الجزائر ما بعد الحراك لم تعد هي نفسها قبل الحراك، ففي النهر جرت مياه كثيرة. لم تعد خطابات اللغة المخشبة صالحةً في زمن اطلع فيه الشباب على حال الأمم الأخرى، فوجد نفسه متخلفا عن ركب الأمم.
حالة الإجماع الوطني التي ارتفعت في الجزائر باسترجاع جماجم شهداء المقاومة من فرنسا هي حالة اعتزاز، لها رمزيتها الخاصة. ويبقى أن يعي الجزائريون أن تحويل هذا الإجماع إلى مرتكز لانطلاق فورة التشييد الحقيقي لدولة الحق والقانون، هو ما ينتظره الشهداء منهم.