إعلامي جزائري، من مواليد 1962، عمل في الصحافة المكتوبة، وفي التلفزيون الجزائري، وأستاذا مشاركا في قسم الإعلام جامعة وهران، وعمل في تلفزيون دبي كبير مراسلين ومشرف نشرات، ويعمل حالياً في قناة الجزيرة.
يطالب المجتمع بالتغيير، وتُفضِّل السلطة الرَّكون إلى غريزة البقاء، وبين المفهومين بون شاسع لا يمكن جسره بسهولة. آمن الجزائريون بأن الحل لا يأتي بالمسكّنات التي تلجأ إليها الإدارة من حين إلى آخر، ولا يأتي أيضاً بدعواتٍ دخيلةٍ على الحراك تحاول خطفه.
ما يثير في الخلاف المغربي الجزائري تخلي النخبة والمثقفين عن الخوض إيجابيا في تلك العلاقات، لرقع ما بلي منها، وتجاوز ما سقط من متاعها. تخلت النخبة عن واجباتها في جسر العلاقة وتركتها في موج متلاطم، تتجاذبه أهواء العامة ومدّعي الحقائق ومنظري السلطة.
لم تفهم أحزاب السلطة، ومن يدور في فلكها، أن الجزائر ما بعد الحراك لم تعد هي نفسها قبل الحراك، ففي النهر جرت مياه كثيرة. لم تعد خطابات اللغة المخشبة صالحةً في زمن اطلع فيه الشباب على حال الأمم الأخرى، فوجد نفسه متخلفا عن ركب الأمم.
حالة الإجماع الوطني التي ارتفعت في الجزائر باسترجاع جماجم شهداء المقاومة من فرنسا هي حالة اعتزاز، لها رمزيتها الخاصة. ويبقى أن يعي الجزائريون أن تحويل هذا الإجماع إلى مرتكز لانطلاق فورة التشييد الحقيقي لدولة الحق والقانون، هو ما ينتظره الشهداء منهم.
هل يرقى عدم الرضا عن برامج تلفزيونية إلى استدعاء أزمة بين باريس والجزائر؟ وهل من الحكمة النبش في سنوات طويلة من علاقات لم تستطع الديبلوماسية أن تجد لها علاجاً يجنبها الإجهاد الذي اعتراها 58 سنة من عمر استقلال الجزائر؟
الجزائر في حال لا ينفع معه رصد أموال إضافية من الحكومة، لشراء المعدّات الطبية الخاصة بوباء كورونا، ولا الكمّامات وأجهزة التنفس الاصطناعي، فالسوق العالمية شحيحة حتى أنه لم تعد معها حتى الدول الصناعية كفرنسا، قادرة على تلبية حاجاتها.
لم يولِ حراك الجزائر إرشادات وزارة الصحة انتباهاً، ولم ينفع معهم إعلان منظمة الصحة العالمية تحول الوباء إلى جائحة عالمية تتطلب إعلان حربٍ حقيقية على هذا الكائن المجهري الذي غزا الدنيا، وأقفل حدود دولها، وأوقف تجارتها وأعمالها.
يحاول الكاتب الجزائري أمين الزاوي، أن يبرّر للقارئ الضرورات، والمباحات، في ترجمة الأدب الإسرائيلي، إلى العربية. ويعزّز كلامه (الأدبي) بأن لمعظم الأنظمة العربية قنوات اتصال دبلوماسية رسمية، أو غير رسمية، مع دولة إسرائيل!
لم يستطع الحراك في الجزائر افتكاك صفة الشريك للسلطة، وآثر البقاء في صف المعارضة الراديكالية، في وقتٍ سطرت السلطة الجديدة لنفسها خريطة طريق تريد أن تجعل من ولاية الرئيس عبد المجيد تبون الأولى عهدة انتقالية بامتياز.
انتقل الحكم في الجزائر من سلطة الرئيس المُؤقت إلى سلطة الرئيس المُنتخب، بنسبة مشاركةٍ 40%، وهي نسبة، إن حملت من دلالة، فهي أن السلطة لم تصل إلى إقناع الناخبين بالتخلّي عن حالة العزوف التي ميزت المواعيد الانتخابية في السنوات الماضية.