أنهضُ/ قبلَ أن تمتلئ حقيبةُ العمرِ بما لا ينفعُ قبلَ السفرِ بها إلى النهاياتِ السعيدةِ للرجالِ الطيبين/ العمرُ خدعةٌ جميلةٌ كي نقعَ في الحب/ هو فتاةٌ تقرأُ قصيدةً لشاعرٍ ما/ حذرةً من أنْ يُشاهدَها أحد، فالقصيدة عنها...
الآنَ ومن حفرةٍ صغيرةٍ في الدربِ أرى القليل/ ربما لا أحبّ أيّ شيء أو أيَّ أحد/ أنا خالٍ تماماً كشجرة في آخرِ الخريف/ لكنني سعيدٌ كورقةٍ خضراءَ نَبَتَت في أولِ الربيع/ سعيدٌ جداً وأنا أقفُ منتصفَ الطريقِ المسليةِ القصيرة.
ومع ذلك فكّرت أنْ أهديَ ظلّي لابنةِ الجيرانِ فلم تقبل/ فصرت أمشي قربَها حتى يلتقيَ ظلي بظلِّها/ وبعد ذلك أسألُ ظلي عن طعمِ ظلِّها ولونِ ملابسِه ورائحةِ عطره/ لكنه لم يخبرني لأنّ الظلّ لا يتكلم.
لو كنتُ أقربَ قليلاً، قليلاً جداً، ككلمةٍ على طرفِ اللسانِ لم أقلْها بعدُ/ لما احتاجَت صلاتي لشمسِها/ كي تبدأَ أو تنتهي/ فهنا في الشِّمالِ كلُّ الوقتِ ليلٌ وهذا الثلجُ من حولي يَصيرُ ماءً/ لأنّ قيامتي تحدثُ الآن.
كلُّ المدينةِ تجلسُ في بقعةِ الماء ووجهي يطلُّ عليها ليضفي عتمةً زائدة/ ثم يأتي الحمامُ ويشربُ منها/ فأنهَرُه كي يطيرَ لكنه يَهُدُّ المدينةَ بيتاً بيتاً/ ويهتزُّ وجهي على بقعةِ الماء. وحين تَجِفُّ تضيعُ المدينة داخلَها/ وجهي فقط يبقى على الأرض.
كان الجميعُ على حقٍّ حينَ تمهّلوا في السيرِ على الرملِ وتركوا للصحراءِ
أنْ تقودَ خطواتِهم. الآنَ أرى يقيناً هدفَ الرحلة/ إذْ لا مبرّرَ لشئٍ فيها أنْ يكونَ سريعاً أو بطيئاً/ الحياةُ نفسُها تُعدّلُ سرعةَ بقاءِ ومحوِ ما كُتب.