ثمّة نقاط توافق جوهرية عديدة بين النظام والمعارضة السوريين يمكن أن تشكل أرضية لحوار حقيقي نحو الحل، أهمها الاتفاق على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي نزعات انفصالية، والتأكيد على سيادة سورية واستقلالها، وخروج كل القوات الأجنبية منها.
لن يأتي الحل في سورية من موسكو أو من واشنطن، فالسوريون بالنسبة للأولى ساحة اختبار لسلاحها، وللثانية ورقة تفاوض وساحة لمقارعة التطرّف بعيداً عن أراضيها. الحل يأتي من رحم المعاناة، وينشده أصحابها، ويصنعه العقلاء بينهم، بشرط امتلاكهم قرارهم.
لا يتجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الكارثة الإنسانية في سورية، بل يسهم في إطالة عمرها من خلال توجهه إلى تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، علما أن العقوبات لم تسقط نظاما في أي يوم، فسورية بالنسبة لبايدن ورقة ضغط على إيران لا أكثر ولا أقل.
شرح قائد المنطقة الوسطى، الجنرال فرانك ماكنزي، الخطوط العريضة للسياسة الأميركية في منطقة عملياته، مقدما عرضا هو الأشمل بخصوص السياسة الأميركية في المنطقة، حيث بين التحديات التي تواجه السياسة الأميركية وأولوياتها.
استبشرت إيران خيرًا بتعيينات إدارة الرئيس الأميركي بايدن، إذ تسلم المناصب العليا فيها مسؤولون يعرفهم وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، جيدا، ويقيم علاقات شخصية وثيقة مع بعضهم. لكن تبين أن الإدارة الجديدة ليست في عجلة للعودة إلى الاتفاق النووي.
يحكم الرئيس الروسي، بوتين، والأوليغارك المحيطون به، بمنطق نخبوي معاد للثورة، التي تعد بحسبه فعلا شعبويا، يقوم بها الرعاع وتؤدي الى الفوضى. وخلال العقد الماضي، وضع جهدا في إخماد أي مظهر من مظاهر الثورة، ليس في روسيا فحسب، إنما في كل مكان وصلت يده إليه
عصفت الترامبية بمفردات العلوم السياسية في الولايات المتحدة والعالم، كما عصف الرئيس ترامب بالواقع السياسي الذي تتناوله، فأخذ أساتذة المعاهد والجامعات يعيدون بناء مناهجهم لمواكبتها، كما قلب كل المسلّمات السائدة أكاديمياً عن الولايات المتحدة في الحكم.
عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تنفيذ عملياته في شمال شرق سورية، إضافة إلى أن عمليات التنظيم بدأت تقترب أكثر من مدن الوسط (حمص وحماه)، بعد أن كانت محصورة في البادية والشرق، ما حدا بروسيا والولايات المتحدة على السواء إلى رفع وتيرة تدخلهما الجوي.
ليس الرئيس، ترامب، مشغولاً في أيام ولايته الأخيرة بإيران، أو مهتماً بمواجهةٍ معها، فمعركته الكبرى مع خصومه في واشنطن، وليس في الخليج، وهو يبدو حريصاً كل الحرص على إعطاء الانطباع لقاعدته الشعبية بأنه الرئيس الوحيد، منذ كارتر الذي لم يورط بلاده في حرب.
أبى العام أن يغادرنا من دون أن يترك بارقة أمل، تتمثل في نجاح الإنسان في إيجاد لقاح لمواجهة الوباء، على الرغم من أن الطريق ما زالت أمامنا طويلة، وتحمل في طياتها مخاوف مشروعة كثيرة، كما طوى العام، برحيله أيضا، مرحلة الرئيس الأميركي ترامب.