كشفت الأشهر الثلاثة الماضية من حكم الإدارة الجديدة في سورية افتقادهم فهماً للعلاقة الجدلية بين الأمن والسياسة، خصوصاً في المراحل الخطيرة أو الانتقالية.
انتقلت إسرائيل من احتلال بعض الأراضي السورية، ليس إلى تحويل الجنوب السوري إلى منطقة محرّمة على الجيش السوري فحسب، بل وإعلانها حامية للأقليات ومدافعة عنهم.
تحمل تصريحات أسامة حمدان عن خسارة سورية كثيرا من الأيديولوجيا وقليلا من السياسة، فيما يعتبر تصريح نتنياهو حول سقوط الأسد انعكاسا حقيقيا للواقع الاستراتيجي.
للحالة السورية في إعلان حل الجيش إيجابيات تتمثل في البناء من الصفر في ظل غياب تامّ للنظام السابق، أما السلبيات المتخوّف منها، فتكمن في بناء جيش من لون واحد.
يرى المفكر عزمي بشارة في كتابه ""الطوفان... الحرب على فلسطين في غزة" أن ما جعل العملية مختلفة عن سابقاتها أنها كانت الأولى في تاريخ المقاومة ذات طابع هجومي.
اعتمد حافظ الأسد المسكون بهاجس السلطة والاستقرار الدولتي على العصبية الطائفية (العلوية)، وقد يكون ذلك مبرّراً تاريخياً في ظلّ الاضطرابات السياسية منذ الاسنقلال.
تنهار الرسالة الفنية حين ترتبط بسياسة الأنظمة الحاكمة، وإذا كانت هذه ظاهرة قد وسمت سورية بشكل عام خلال حكم الأسدين، فإن المرحلة المقبلة تتطلب الارتقاء بالفن.