تعامل السياسي الأميركي هنري كيسنجر مع الاتحاد السوفييتي بشكل مباشر، وكان أحد مهندسي السياسة تجاهه، وعمل على تشكيل علاقات الولايات المتحدة معها بواقعية متطرّفة.
تأسّس حزب الله في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية، وضمن مشروع إيران الواسع للمنطقة. ولعب دوره هذا طوال الفترة الفاصلة منذ تشكيله، وبدا مناورا بارعا في التعامل مع إسرائيل، فاستطاع أن يحافظ على توازنٍ غير معلن ترتفع فيه درجة المواجهة وتنخفض بشكل مدروس.
تتمسك حكومة إسرائيل بإطالة الحرب، لأن في ذلك إطالة لعمرها في سدّة الحكم، وتمديدا لنتنياهو في قيادتها. وليس هدف التباطؤ في العمليات البرية عسكريا فقط، فله هدف سياسي في الوقت ذاته، هو إيجاد مزيد من الوقت للحكومة، للوصول إلى ما يمكن أن يُعدّ انتصارا لها
أصابت الثورة استقرار النظام السوري بشكل بليغ، فغيّر في عقائده واستراتيجياته، وفي موقفه التقليدي من منظمات العمل ضد إسرائيل، وحتى موقفه المعروف من إسرائيل، ولجأ في حربه على الشعب إلى حزب الله، فسلمه جبهات قتال كاملة،
في ظلّ تردّد طرفٍ وغموض الطرف الآخر فيما يتعلّق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، يبدو أنّ لدى حركة حماس فرصة لأن تبقى قوةً عسكرية موجودة في غزّة، وقد تكون نهاية هذا التوتر شبيهة بنهاية حرب تموز 2006، عبر إيجاد منطقة عازلة يسعى هذا الهجوم إلى خلقها.
تسعى موسكو إلى توظيف عملية طوفان الأقصى لصالحها، إذ رغم أن الرئيس الروسي، بوتين دان هجمات حركة حماس، إلا أنّ مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الذي يدين العنف ويدعو إلى وقف إطلاق النار خلا من ذكرها. هنا وجهة نظر حول موقف موسكو من عدوان إسرائيل.
من الممكن أن تتعرّض غزّة حاليا لنظرية العزل التي طبقتها إسرائيل مرارا، فقد تقلّص عدد سكان محافظتي غزة وشمال غزّة بشكل كبير، بعد عملية التهجير التي أمرت بها القوات الإسرائيلية، وبقي ما يقارب من نصف سكان غزّة في منازلهم نحو الوسط والجنوب.
رغم مرور الشرق الأوسط بنفق انهيار الشيوعية، وما أحدثه ذلك من جلبة وفوضى عارمة، لكن كل شيء بقي على حاله، وطوّرت، مع الوقت، بلدان الشرق مناعة ضد التغيير. والآن بعد عملية طوفان الأقصى، يجري الحديث عن تغيّرٍ في الشرق الأوسط.
منذ سنوات والأجواء السورية مفتوحة أمام الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يستهدف قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، وارتفع، في الأيام الماضية، مستوى خروج الأجواء السورية عن سيطرة النظام لصالح الجانب التركي، ما يشي بعدم قدرة الدولة على حماية سمائها.
لم تعتمد أميركا خطوطا حمراء ثابتة إزاء الحرب الأوكرانية، فقد كان الموقف ديناميكيا يتبدّل بحسب رد الفعل الروسي، ونحو مزيد من المساندة دائما، وقد تلكأ الرئيس الأميركي بايدن بالفعل، وتحوّل إلى التصريحات، بعد بضعة تهديداتٍ ألقاها الرئيس الروسي بوتين.