أمّا أنت يا شعبي، يا حبّة القلب، فليس إلّا "وأعدّوا لهم ما استطعتم"، وليس إلّا اليقظة الجامحة، وتحسين الدرع الاجتماعي، بما استطعتم، على قلّته، والرباط، حتى يدور الأفق، فيفعل الله أمراً كان مفعولاً.
غزة: لِمَ جدّتي بعكس أمّي كانت تتحدّث عن الهجرة فقط من خلال التهويدات والترويدات؟ كم مرّة أردتُ أن أفعل شيئًا مشابهًا مع أولادي وأحفادي، بالسرد الحكائي والغناء، لكنّ القلب لم يطاوع؟
لا خسّة، ولا توحُّش أعلى من هذا المستوى الصهيوني في التعامل مع المدنيّين، بيد أنّ تلك خصيصة من خصائصه القارّة في الجينات، منذ أنشأ المستعمَرة على هرم من الجماجم، عبر ألوف المذابح، وإلى أن يزول.
يا له من خبر على الفجر! يا لها من مفاجأة، متوقَّعة لكلّ إنسان يحيا على تراب القطاع، ومع هذا تضع يدك على قلبك، ويزداد الاختناق، إن كنت تعرف الشهيد عن قرب.
أفكّر حقيقة في الناجين المنسيّين، الذين إن لم ينعطب لهم عضوٌ من الجسد، فقد انعطبت الروحُ كاملةً - ربما للأبد - أثناء نزولها نحو دركات الجحيم، وكأنّ ما يحدث مشهدٌ في رواية قوطيّة من القرن التاسع عشر، لا في الميدان والعِيان.
هناك اليوم مجموعة واسعة من الحوافز، اقتصادياً ولوجستياً، لأميركا وللكيان كي يُفرّغا غزّة من سكّانها، ثم يأتي الدور على باقي فلسطين التاريخية، توطئة لبناء قناة بديلة عن قناة السويس، بهدف السيطرة على التجارة البحرية والحصول على مزايا عسكرية كبرى.
نُؤمن أنّ لا وطن قابلاً للتحرُّر بتكلفة منخفضة، وأنهم لو زرعوا في باقي ترابنا ألف مقبرة، لكانت كلُّها جديرة بالزيارة، أنّنا نعاني لأنّ بلادنا تريد المزيد دوماً، كي لا تبقى هي ولا نحن في حالة يُرثى لها.
فقدَ أبو نائل 24 فرداً من العائلة في بلدة بيت لاهيا: زوجته وبناته الأربع وولديه نائل ووائل، مع أمّه وأبيه وإخوته الاثنين بعائلتيهما، في ضربة واحدة. وقد علمَ بالخبر، قبل أن يقطعوا النت عن القطاع. واليوم، ها هو أبو نائل يلحق بهم.