إلى جانب الكشف عن مظاهر التعاون الأمني والتنسيق السياسي التي تتواصل سرا، فإن السعودية تسمح بصدور مؤشرات علنية على هذا التقارب، من خلال السماح لمسؤولين سابقين وأفراد من العائلة المالكة بالتورّط في أنشطة تطبيعية، ضمنها القيام بزيارات علنية لإسرائيل.
على "حماس" أن تصيغ مواقفها السياسية والإعلامية، وتصمم مناشطها المتعلقة بالمصالحة، بحيث لا تنطوي على رسائل سلبية وخاطئة إلى حلفائها الطبيعيين الذين لم يرهنوا دعمهم لها بشروط، فالمنطقة تعاني من استقطابٍ متضخم، يجعل كل شاردة وواردة ذات اعتبار ودلالة.
نظراً لأن إسرائيل تأخذ بالاعتبار أن حالة انعدام الاستقرار في المنطقة قد تطول بشكلٍ يسمح بتواصل حضور القوى غير السلطوية التي ترى أنها تمثل تهديدا لها، سيما الحركات الجهادية، فإنها تراهن على دور الدولة الكردية العتيدة في التصدي لهذا الخطر.
تتواتر التقديرات في تل أبيب أنه على الرغم من مرور 11 عاماً على حرب لبنان الثانية، أن إسرائيل لم تتمكّن بعد من اتخاذ الاحتياطات التي تكفل تأمين عمقها المدني في مواجهة صواريخ حزب الله، والتي تمتاز برؤوسها الثقيلة ودقة إصابتها.
إعلان حالة الفراغ السياسي والأمني في قطاع غزة لن يعفي حركة حماس من مسؤوليتها، باعتبارها عنوانا سلطويا وحيدا أمام إسرائيل التي ستظل ترى في الحركة الجهة التي ستجبي منها الثمن، ردا على أي عمل عسكري ينطلق من قطاع غزة.
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بدلا من أن يراعي الجميل الذي أسداه له الأردن، رد بإحراج الملك عبدالله الثاني أمام الرأي العام الأردني، من خلال استقبال حارس السفارة الإسرائيلية القاتل، والثناء على صنيعه، لتسجيل مكاسب سياسية على الصعيد الداخلي.
لم يقلص الخلل في إدارة الحرب على اليمن من مستوى الرهان الأميركي والإسرائيلي على قدرة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على إدارة الأزمة مع قطر، بل جعلت واشنطن عازمةً على عدم السماح له بالإقدام على أية خطوةٍ ضد إيران.
لايمكن تجاهل تأثير قائمة المصالح المشتركة التي جمعت إسرائيل والسعودية، لا سيما التوافق على إحباط ثورات الربيع العربي، وإسناد الثورات المضادة. وتعد مصر مثالا للساحة الإقليمية التي تكامل فيها الدور السعودي والخليجي من جهة والدور الصهيوني في إسناد الثورة المضادة.
أي اتفاق بين محمد دحلان وحركة حماس سيؤثر على طابع تحالفات الحركة الإقليمية، ولا سيما مع كل من قطر وتركيا. وقد يكون المحور السعودي الإماراتي المصري معنيا بأن يتوصل دحلان إلى تفاهماتٍ من أجل دفع "حماس" بعيدا عن حلفائها الطبيعيين.
أمنت نتائج حرب 1967، ولا سيما احتلال أراض عربية تفوق مساحتها أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، الفضاء الواقعي لتطبيق أيديولوجية التيار الديني اليهودي من خلال انطلاق الحركات التي تبنت المشروع الاستيطاني اليهودي في الأراضي المحتلة.