هي شاعرة عربية بالمعنى السياسيّ الجذريّ للكلمة: الاكتراث بالإنسان والأرض ومقاومة الظلم والمنظومات الاستعمارية. ولهذا حظيت باحترام النخبة التحرّرية في العالم العربي رغم خياراتها الفنية التي تبدو صعبة ومتطرفة في مرآة الثقافة العربية.
كما تعرف، هذه وداعات شكلية، الوداع يجري في أعماقنا - هذه الهجرة التي لا تنتهي داخلنا حين يغادر أحبتنا، واللقاءات أيضاً تجري في داخلنا وسنلتقي كثيراً. هذا الموت مسرحية كئيبة وقاسية. ستبقى حياً، في كل كلمة كتبتها، وفيمن حرّرتهم بكلماتك.
شاعر لم يكف عن محاولة تغيير العالم أي تغيير الإنسان، وأرانا بسيرته الشخصية كيف أن العدل بكل تفرّعاته وتنويعاته هو نور ينطفئ بدونه الشعر. وقد كانت سيرته من نور الأرض والإيمان بإنسانها، نورٌ لا يمكن أن نفقده.
أثّر بي بلا حد تضامنك مع مقاومتنا. قرأتُ مرةً لك لقاء صحافياً تقول فيه ما معناه إنها شرعية مثلها مثلَ المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي. هذا أمرٌ ليس بقليل. لم تكن تحتاج شروحاً مطوّلة كالآخرين لتصل إلى الحقيقة العارية.
في حزيرانَ كهذا، عام 2012، بينما كنت أهمّ بفتح باب غرفتي في لوكندة "توليب" في ميدان طلعت حرب بالقاهرة، انتبهت إلى رجل عجوز يَفتح أو يُغلق باب غرفته المجاورة. حينما دقّقتُ النظر؛ كان سعدي يوسف.