يخطئ المثقّفون الغربيون كثيراً إذا لم يلاحظوا أنّ الثقافة، بوصفها نشاطاً إنسانياً خلّاقاً، تُختزل وتضمحل في مجتمعاتهم. وليس ذلك بفعل الرقابة السياسية التي تمارسها المؤسَّسات الكبيرة والصانعة للقرار فحسب، وإنما بفعل إرادة ذاتيّة وانصياع كامل.
يكتسب كتاب "فلسطين: الفن والمقاومة عند ناجي العلي" الصادر بالإسبانية، أهمية كبرى، لأنه يقدّم للقارئ الغربي صورة حقيقية عن طبيعة صراع الإنسان الفلسطيني ضد المحتل، لا سيما في ظلّ ما تتعرّض له غزّة من عدوان صهيوني، وما يرافقه من خطاب غربي يحاول تبريره.
تحدّثت "العربي الجديد" مع عدد من المثقفين العرب الذين يعيشون في الغرب، تحديداً في إسبانيا، وسألتهم كيف يعيشون العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، وكيف يواجهون كمثقفين عرب الحرب الثقافية - الإعلامية الصهيونية التي تبنّتها غالبية الأنظمة الغربية.
في ضوء ما يحدث من عدوان إسرائيلي على غزة، وما يرافقه من خطاب غربي، تبيّن أن ثقافة الغرب وخطابه، يتبعان سياسته، وهذا يعبّر عن تأزّمٍ إنساني وثقافي وحضاري، ذلك أن سياسة هذا الآخر تخون قيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي يفترض أنه قام عليها.
في ظل ما يؤسّس له الغرب من ثقافة تقوم على الاستباحة والتسويغ وقمع الكلمة الحرّة، تحدّثت "العربي الجديد" مع عدد من الشعراء والروائيين والصحافيين والمترجمين وأصحاب دور النشر في إسبانيا، لمعرفة أسباب هذا التماهي التام مع رواية كيان لا يعرف إلا الاحتلال.
يكشف الغطاء الأميركي - الغربي لـ"إسرائيل" في جرائم الإبادة، تأزّماً إنسانياً وثقافياً وحضارياً. وهو يعبّر بالدرجة الأولى عن أنّ هذه الدول نفسها تخون قيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي يفترض أنها قامت عليها.
في معرض "غاليري مالبرو"، المُقام في مدريد، يحاول 15 فنّانة وفنّاناً من القارة اللاتينية أن يقرأوا تشكيلياً العالَم المعقّد لرواية الكاتب الأرجنتيني، والتي مهدت لما عُرف لاحقاً باسم "البوم" أو "الطفرة الأدبية" في الأدب العالمي.
قد يقرأ البعض مسرحيةَ "غضب" للمخرج كلاوديو تولكالتشير، التي تُعرض في مدريد، حتى الثامن من تشرين الأوّل/ أكتوبر، كصرخة ضد الظلم، لكنها مسرحية إنسان يحاول الهرب من خبايا نفسه، فهل سيأتيه الفرج؟
يأتي العمل، الذي يُعرض في "مسرح كيكي سان فرانسيسكو" بمدريد حالياً، بأفكار الفيلسوف الإسباني أورتيغا إي غاسيت (1833 - 1955) إلى خشبة المسرح، من خلال قصّة زوجَين يعيشان أزمة وجودية تتعلّق بطريقة تواصُلهما مع الماضي.
في كتابه "الإيقاع الأبدي"، الصادرة ترجمته الإسبانية حديثاً، يرصد الأكاديمي والموسيقي البريطاني مايكل سبيتزر تطوُّر الموسيقى منذ أصول الإنسانية إلى يومنا هذا، مشيراً إلى الخراب الذي أحدثه الاستعمار في موسيقى الشعوب الأُخرى.