يتجاوز ما حدث في سورية حدودها الجغرافية والسياسية، ويصل مداه الفكري والسياسي إلى دول ومجتمعات عربية كثيرة، ضمن ظروف سياسية واقتصادية هشّة تمرّ فيها كثير منها.
ما يفترض أن يقلق منه العرب في سورية، ومعهم إيران وتركيا أيضاً، هو التصوّر اليميني الصهيوني لسورية وللمنطقة، بخاصة مع عودة ترامب وفريقه اليميني إلى السلطة.
عملت قيادة هيئة تحرير الشام لتقديم كمّ كبير من رسائل التطمين إلى الداخل والخارج، عشيّة دخول دمشق، في إدراك منها لما يحمله موضوع "الإسلام السياسي" من مخاوف.
فكّت هيئة تحرير الشام تحالفاتها مع فرعي السلفية الجهادية العالمية الرئيسين؛ بدايةَ عندما تنكّر الجولاني لعلاقته بـ"داعش"، ثمّ أعلن بعدها انفصاله عن "القاعدة".
لم يقتصر انهيار النظام السوري على فقدان حليفٍ لإيران فقط، بل بروز نظام سياسي ليست لديه علاقة إيجابية بطهران، التي ساعدت النظام السابق وأعانته في قمع المعارضة.
يدرك الجولاني ماذا تعني إسرائيل لأميركا، وهو مرتبط بالتحالفات الإقليمية، وقبل أن يتواجه مع الاحتلال الإسرائيلي فإن أولويته تأمين الحالة السورية الداخلية.
يمثّل التقدّم العسكري الراهن للمعارضة في سورية فرصة لإنهاء حكم دموي، لكن ثمة شروط للبديل، كي لا تنقلب الفصائل نفسها على بعضها، كما حدث في الحالة الأفغانية.