"جبهة الصحوة السلفيّة الجزائريّة": اعدموا الكاتب كمال داود

"جبهة الصحوة السلفيّة الجزائريّة": اعدموا الكاتب كمال داود

18 ديسمبر 2014
تهمة كمال داود: التطاول على الإسلام (فيسبوك)
+ الخط -

دعا زعيم "جبهة الصحوة السلفية الجزائرية"، عبد الفتاح زراوي حمداش، إلى "إعدام" الصحافي والكاتب الجزائري كمال داود، الذي يكتب في جريدة "يومية وهران"، والذي كان أحد المرشحين هذا العام للفوز بجائزة "غونكور" للآداب عن روايته "ميرسولت تحقيق مضاد". والتهمة التي وجّهها حمداش إلى داود هي التطاول على القرآن ومحاربة الإسلام. وطلب المتحدث باسم "جبهة الصحوة السلفية الجزائرية"، في بيان نشره على "فيسبوك"، تطبيق الحد على الصحافي الجزائري، كما دعا النظام الجزائري إلى "الحكم عليه بالإعدام قتلاً علانية بسبب حربه الفاجرة ضد الله والرسول ومقدسات المسلمين وأبنائهم وبلادهم". وبعدها، في تصريح صحافي، أعلن حمدوش: "لا أقرأ كتابهم فهو يشعرني بالغثيان"، ليشدد على طلبه بإعدام داود أمام الملأ ليكون "عبرة لمَن لا يعتبر".
وسبق أن أصدر حمداش فتاوى وبيانات ضد كتّاب وناشطين في الجزائر، كما كفّر الناشطة أميرة بوراوي، القيادية في "حركة بركات" المعارضة.

وفي مقابل الصمت الرسمي من قبل السلطات، عبّر الاعلاميون والمبدعون الجزائريون عن خوفهم واطلقوا عريضة على موقع "فايسبوك" نددوا فيها بتهديد "الداعية هادر الدماء"، ودعوا الداخلية الجزائرية إلى التدخل فوراً لإلقاء القبض عليه.

فيما نشر كمال داود، على صفحته على "فيسبوك": "لقد أصدرت الحركة السلفية الجزائرية فتوى في حقي تدعو إلى قتلي. هذا عائد إلى عدم معاقبة مثل هؤلاء الأشخاص". وأعلن عن نيته رفع دعوى قضائية في المحاكم الفرنسية ضد رئيس جبهة الصحوة.

وقال الروائي رشيد بوجدرة بأنه رغم اختلافه مع مواقف الكاتب، إلا أنه "يُجرّم" مثل هذه التصريحات، معتبرا أنها تشي بـ"العنجهية"، و"الضغينة" التي كانت تسّوق في زمن العشرية السوداء. ويعود بوجدرة، إلى تصريحات زراوي حمداش، ويقول إنه ليس من حقّه أن يُصدر هذه الفتاوى، مستغرباً ألا يتم جرّه إلى أروقة المحاكم. وتساءل بوجدرة عن السبب الذي يمنع الحقوقيين من إيداع شكوى ضد زراوي حمداش بسبب تصريحاته، واستطرد بالقول: "حمداش لم يقف أبداً أمام المحكمة".

وكتب عدلان مهدي، في صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية: "نحن كجزائريين وجزائريات ندعو وزارتي الداخلية والعدالة إلى ملاحقة أولئك الذين يدعون إلى القتل والذين يذكّرونا بالسنوات السوداء التي مرّت بها الجزائر بسبب الجماعة الإسلامية المسلحة". و قال الروائي بشير مفتي: "الله لا يحتاج إلى حمداش ليدافع عنه... الله ليس بحاجة إلى قَتَلة باسمه كي ينصروه... ولكن الشعب بحاجة إلى مَن يدافع عن خزينة أموال بلده التي تُنهب ولا تثير فيك يا حمداش أي شعور بالتذمّر أو الغضب، ولا أنتِ يا قناة النهار التي تقومين بهذا الدور الخبيث ضد كاتب تعرفين أنه مهما قال فهو لا يملك وسائلكم ولا قدراتكم على تغيير مسار بلد".
فيما كتبت الشاعرة ربعة الجلطي: "لماذا سكت "السوبر مؤمن" حين كان السُّرّاق وما زالوا يبدّدون خيرات البلد تبديداً؟ لماذا لم نسمع له أنّة أو تنديداً؟ أم أن السرقة والظلم والفقر والحقرة والرشوة والمحسوبية والتبذير والكذب والدهاء ليس كفراً؟".

 

دلالات

المساهمون