6 جرحى و14 مختطفاً باعتداءات الحوثيين على تظاهرات صنعاء

11 فبراير 2015
أطلق الحوثيون الرصاص الحي على التظاهرات (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

كشفت إحصائية حصل عليها "العربي الجديد" لضحايا التظاهرات الشبابية التي خرجت في صنعاء، يوم الأربعاء، احتفاءً بالذكرى الرابعة لثورة فبراير، عن سقوط ستة جرحى جراء قمع مسلحي الحوثيين للتظاهرات، أصيب بعضهم نتيجة الاعتداء عليهم بالسلاح الأبيض.

وذكرت الإحصائية أن المسلحين قاموا باختطاف 14 مشاركاً بالتظاهرات، ورصدت حالات اعتداء بالضرب على صحافيين بينهم مصور الجزيرة، خالد راجح، ومصور الجزيرة مباشر، منصور علاو.

وكان مسلحو جماعة الحوثي قد أحكموا الحصار على تظاهرات دعا إليها شباب ثورة 11 فبراير إحياءً لذكراها الرابعة، وأغلق المسلحون الشوارع المؤدية للساحات الرئيسية التي تحولت إلى ساحة تظاهر لمناصري الجماعة ترفع هي الأخرى شعار الاحتفال بذكرى ثورة فبراير.

ونفذ المسلحون سلسلة اعتقالات لمشاركين في التظاهرات المناوئة لهم وناشطين في حزب "الإصلاح"، وقاموا بمضايقة وسائل إعلام راحت تغطي تلك التظاهرات في حين حلقت مروحيات منذ الصباح على علو منخفض لإرهاب المتظاهرين وتصوير تظاهرات الحوثي.

كما اعتدى الحوثيون بالسلاح الأبيض على تظاهرة صباحية تقدمها سياسيون وكتاب، في مقدمتهم الأمين العام لـ "التنظيم الناصري"، عبد الله نعمان، وخلفوا بعض الإصابات، وأطلقوا الرصاص الحي على تظاهرة مسائية في شارع الزبيري بالقرب من تقاطع عصِر غربي صنعاء.

واحتشد مناصرو الحوثيين في أهم ميادين صنعاء، ميدان التحرير، وميدان السبعين وساحة التغيير وشارع الستين، تلبية للدعوة التي أطلقها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في خطابه يوم الثلاثاء.

وأكد محللون أن التظاهر في هذه الميادين من قبل الحوثيين جاء كمبرر لإغلاقها في وجه المتظاهرين المناوئين للجماعة والذين دعوا إلى التظاهر في الذكرى الرابعة لانطلاق ثورة الـ11 من فبراير/شباط 2011، وانتشر المسلحون في العديد من الشوارع على متن أطقم للشرطة والجيش وأخرى تحمل مسلحين بزي مدني استهدفت منع التجمعات.

وأصيب العديد من المتظاهرين واعتقل آخرون من قبل الحوثيين، وأكد مشاركون في التظاهرة لـ"العربي الجديد"، أن المصابين تعرضوا للاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، من مسلحين حوثيين بالزي المدني.

وبالتزامن، خرجت تظاهرات حاشدة في مدينتي تعز وإب، وأكد مشاركون في التظاهرة التي وقعت في مدينة تعز لـ"العربي الجديد"، أنها الكبرى منذ العام 2011، وتعتبر المدينة مهد الثورة على النظام السابق، حيث بدأ فيها أول اعتصام مفتوح، في 11 فبراير2011. وهو اليوم الذي حدده الثوار بعدها ذكرى انطلاق "الثورة".

وتأتي هذه التطورات، في ظل تعقيدات غير مسبوقة، حيث أعلنت سفارات أميركا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي إغلاق أبوابها ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد فوراً.

وقال الناشط عبد الله الحرازي، إن "ما حدث اليوم ليس بمستغرب عن ميليشيا تعتمد النهب والسلب قيمة عليا ووحيدة لها، فكما أرادوا باحتلالهم صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي السطو على ذكرى الثورة اليمنية اﻷم 26 سبتمبر 1962، وإحلال تمردهم بديلاً عنها وهي الثورة التي أطاحت بحكم أسلافهم المعروفة بعهود الظلام والرجعية، يريدون اليوم نهب ذكرى ثورة 11 فبراير التي انقلبوا على كل ما حاولت انجازه من تغيير، لكنهم في الحقيقة يضعون أنفسهم في مواقف تكشف مقدار صفاقتهم وصلفهم بادعائهم الشيء ونقيضه في آن".

وأضاف الحرازي في تصريح لـ"العربي الجديد"، "لطالما روجوا وسوقوا فشل ثورة التغيير ورفضوا كل ما أفرزته من تغيير وأن ﻻ ثورة إﻻ انقلابهم المسلح وها هم اليوم يدعون اﻻحتفاء بها في ذات اللحظة التي يمارسون فيها أبشع أنواع اﻻنتهاكات ضد شباب ثورة التغيير ملاحقة واختطافاً وطعناً وإطلاق نار في كل شارع يتواجد فيه شباب الثورة"، مشيراً إلى أن "ما يقومون به ﻻ يعدو أن يكون لصوصية جديدة، إنه سلوك احتلالي بكل تفاصيله ﻻ يمكن أن يمارسه اليوم بهذا الصلف أعتى مستعمر أجنبي".

وفي هذه الأثناء، تعتزم القوى السياسية اليمنية الرافضة للانقلاب الحوثي، عقد لقاء خلال الأيام المقبلة في مدينة عدن جنوب البلاد، لمناقشة التطورات الجارية في البلاد.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن القوى السياسية دعت للقاء الأحد المقبل، يعقد في مدينة عدن لمناقشة الانقلاب الحوثي، واتخاذ موقف موحد، ولاسيما بعد العزلة التي بدأت تعاني منها اليمن، عقب اغلاق معظم البعثات الدبلوماسية مقراتها، ومغادرة طواقمها، فيما تستعد بعثات أخرى بما فيها خليجية للمغادرة.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء سيحدد الموقف النهائي، لتلك القوى، بعد أن عجزت عن إقامته بصنعاء، في محاولة لإخراج البلد من الانهيار الكامل.
وتجري القوى السياسية اليمنية الرافضة لسيطرة الحوثيين، تحركات سياسية مكثفة، منذ إعلان أكثر من خمس بعثات دبلوماسية مغادرة اليمن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف.

المساهمون