534 مضرباً عن الطعام يموتون ببطء في سجون مصر

29 سبتمبر 2014
المؤتمر عرض شهادات لذوي المعتقلين المضربين (العربي الجديد)
+ الخط -

وثّقت حملة "إضرابنا حرية" نحو 534 حالة إضراب عن الطعام داخل السجون المصرية، عدا عن المنسحبين لظروف أشد قسوة يتعرضون لها داخل السجن، وصلت إلى حد التعذيب البدني الشديد والحرمان من العلاج والمتابعة الصحية.

ونظّمت حملة "إضرابنا حريّة" المنبثقة عن اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات بمقر حزب الاستقلال وسط القاهرة، أمس، مؤتمراً للتضامن مع المضربين عن الطعام في سجون الانقلاب.

وقالت إن "الحملة جاءت تضامناً مع جميع المضربين عن الطعام داخل السجون المصرية من مختلف الانتماءات والتوجهات السياسية".

وقالت منسقة الحملة، مروة أبو زيد، إن "المعتقلين لجأوا إلى الإضراب عن الطعام بعدما استنفدوا كافة سبل الاحتجاج، وبعدما صمّ المسؤولون آذانهم تماماً عن الاستماع إليهم أو متابعة شكواهم، فلم يجدوا سوى صرخة الأمعاء الخاوية".

وأضافت: "يحفظ التاريخ العديد من تجارب الأمعاء الخاوية كسبيل للاحتجاج المشروع، أشهرهم الزعيم الهندي غاندي ورفاقه، إبان الاحتلال البريطاني. ومن المؤسف أن سلطات الاحتلال البريطاني رضخت وقتها لبعض مطالب المضربين مع غاندي، خشية أن يموت في سجونها وتتأثر سمعتها بهذا الحدث، بينما لا تبدي السلطات المصرية أي استجابة مع المعتقلين المضربين في سجونها".

وأوضحت أبو زيد أن "جميع المضربين معتقلون سياسيون وليس من بينهم مسجونون جنائيون، مما يدل على أنّ التعنُّت إنما ينصب في الأساس على فئاتٍ محدّدة داخل السجون، وهو ما يجعل السجون مكاناً لتصفية الحسابات وليس مكانا لتطبيق العدالة بحسب القانون، في ظل الإبقاء على أشخاص رهن الاعتقال رغم ظروفهم الصحية السيئة، وأشهرها حالة إضراب محمد صلاح سلطان، الذي يواجه الموت البطيء".

وأكدت الحملة في بيانها إن "مصر كدولة موقعة على اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ للحقوق اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ والسياسية، تقع عليها مسؤولية الحفاظ على حرية المواطنين في التعبير، بموجب المادة 19، وهي ملزمة أيضاً بالمادة 7 التي تنصّ على أنه لا يجوز إخضاع أي مواطن للتعذيب ولا للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (وهو ما نصّت عليه المادة 5 من إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والمادة الأولى من الاتفاقية المناهضة للتعذيب أيضاً).

وطالب أعضاء الحملة والمشاركون والمتضامون معهم بسرعة تلبية طلبات المضربين عن الطعام قبل أن تتدهور حالتهم الصحية أكثر، بخاصة أن بعضهم مهدد بالموت، في حين أن مطالبهم لا تتعدى إخضاعهم لمحاكمات عادلة، وإن لم يُثبت بحقهم جرم أو اتهام فيجب المسارعة بإخلاء سبيلهم، ولا معنى لاستمرار احتجازهم دون وجه حق.

حصاد الأزهر

وفي سياق متصل، تحدث عضو مرصد "أزهري للحقوق والحريات" خالد علام، عن الأحداث التي مرت بها جامعة "الأزهر"، وهي مقتل 10 طلاب، منهم 6 داخل المدينة الجامعية، و4 داخل الجامعة، أحدهم في فرع الجامعة بأسيوط، وتم اعتقال 831 طالباً أخلي سبيل 232 منهم. كما تم اعتقال 38 طالبة من داخل الحرم الجامعي، 13 منهن لا يزلن داخل السجون حتى الآن. كما أصدرت الجامعة قرارات بفصل 176 طالباً و138 طالبة، بينهم 39 طالباً لمدة عام، و89 فصلاً نهائياً.

وقال علام "رصدنا كيف يعامل الطلاب أثناء اعتقالهم وبعد اعتقالهم، وحالات التعذيب التي تحدث يومياً، ابتداءً من قسم ثاني مدينة نصر إلى لاظوغلي، بهدف إجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها، كما حدث مع الطلاب، عمر جمال الشويخ، وصهيب أبو سريع، ومحمد جمال عبد الناصر. بعضهم لم يعرض على النيابة وتم الاكتفاء بالتحقيق معهم في مقر أمن الدولة، منهم الطالب مصطفى عمار شاكر.

وأكد علام، رصد حالات اعتداء جنسي على بعض طلاب وطالبات الأزهر المعتقلين. ووصل عدد حالات كشف العذرية إلى 8، فيما أجري اختبار حمل على 35 طالبة. وأشار إلى أن هذه الانتهاكات دفعت 32 طالباً من المعتقلين إلى الدخول في إضراب عن الطعام منذ 5 سبتمبر/ أيلول الحالي، ليزداد عدد الطلاب المضربين تدريجياً، إلى أن وصل إلى 150 طالباً حتى الآن في جميع السجون، من دون وجود أدنى رعاية صحية من إدارة السجن. وأشار إلى حالات الإغماء في صفوف الطلبة المضربين، منهم علاء السيد بيومي، وأسامة زيد، وعلي قاعود الذي تعرض لاعتداء من أمين شرطة يدعى عصام، لإجباره على فك إضرابه.

شهادات 

استمع الحاضرون لشهادات حية عن أحوال المضربين. تحدثت والدة الطالب في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، عمر جمال الشويخ، المضرب عن الطعام منذ أربعة عشر يوماً، وقد بدأت حالته تتدهور لضعف بنيته. كما تحدثت والدة أسامة زين، رئيس اتحاد طلاب كلية تجارة الأزهر، والمعتقل منذ 29 ديسمبر/كانون الثاني 2013 والمضرب عن الطعام منذ 25 يوماً، تعرض خلالها للإغماء أكثر من مرة.

كما تحدثت شروق زوجة جعفر إبراهيم الزعفراني المعتقل منذ 4 مارس/آذار 2014، والمضرب بشكل جزئي منذ 10 أيام. وأكدت زوجته أنه سيبدأ إضراباً كاملاً بعد عيد الأضحى.

وتحدث محمد الأمير، عن زميله مجدي خليفة أمين صندوق نقابة مصممي الفنون التطبيقية والمدرس المساعد بكلية الفنون التطبيقية، والذي كان ضمن معتصمي ميدان التحرير خلال ثورة يناير/ كانون الأول عام 2011، والمعتقل منذ 330 يوماً، وقد بدأ إضرابه منذ 48 يوماً.