3-4-2-1.. خطة فينغر لإنقاذ "بقايا" موسم آرسنال

خطة 3-4-2-1.. ما تبقى في جعبة فينغر لإنقاذ موسم آرسنال

15 مايو 2017
أداء أرسنال شهد تحسناً في الجولات الأخيرة (Getty)
+ الخط -



وجد آرسنال صعوبة بالغة أمام الفرق التي تلعب باندفاع بدني كبير، لذلك أضاع نقاطاً عديدة بعد خسارة الكرة الثانية بالثلث الهجومي الأخير. ووضعت مدونة آرسنال "آرس بلوج" مثالاً مهماً بمباراة الفريق ضد كريستال، حينما خسر المدفعجية بثلاثة أهداف دون مقابل، بسبب تفوق بنتيكي في ألعاب الهواء، وتحول ثنائي الأجنحة تاوسند وزاها إلى منطقة الجزاء، للحصول على التفوق العددي بخلق موقف 2 ضد 2 و 3-2 قبل عودة ظهيري آرسنال للتغطية، مما يجعل التفوق على فينغر متاحاً كلما لعب الخصم بطريقة مباشرة مع لعب الكرات الطويلة.

3_4_3
لجأ الفريق اللندني إلى خطة 3-4-3 بعد الخسارة الثقيلة أمام بالاس، وتحول أرسين إلى هذا الخيار كرد فعل وليس كفعل استباقي، ليؤمن مناطقه أولاً ويحمي مرماه من الهجمات الخاطفة، ومن ثم يبحث عن تسجيل الأهداف بالاعتماد على أصحاب المهارة في الخط الأمامي. وبالتالي من الصعب الحديث عن استمرار آرسنال بهذا الرسم خلال المستقبل، لكنه يبقى أقرب إلى خطة الطوارئ كما حدث مؤخراً بالدوري والكأس، خصوصا بعد توقع معظم المنافسين لطريقتهم الأساسية 4-2-3-1، ووقوع المجموعة في معضلة صعوبة التغطية خلف الظهيرين، وعدم قوة لاعبي الخط الأمامي "أوزيل والمهاجم وحتى سانشيز أحيانا" في العودة للمساندة على الخط الجانبي.

البريمرليغ دوري المساحات الكبيرة وألعاب التحولات، لذلك يحصل الظهيران على فراغ متاح للانطلاق إلى الأمام، ومع وجود ثلاثي دفاعي بالخلف قادر على التمرير والتغطية، تصبح المهمة أسهل على لاعبي الوسط للانتشار في منطقة المنتصف، وترك المجال أمام الأطراف لصناعة الفرص بالتبادل مع صناع اللعب في وبين الخطوط، لدرجة أن آرسنال سجل هدف التعادل ضد السيتي في نصف نهائي الكأس، عن طريق لعبة ثنائية بين تشامبرلين ومونريال، الظهير الجناح الأيمن يمرر والظهير الجناح الأيسر يسجل، كدليل ملموس ومادي على أهمية الخطة الجديدة في ملاعب إنكلترا.

حديث مارتينيز
تحدث المدرب روبرتو مارتينيز، المدير الفني الحالي لمنتخب بلجيكا في حوار مع صحيفة "فور فور تو" عام 2012، بعد نجاحه في إبقاء ويغان بالدوري قائلاً في تصريح لا ينسى، "تذكروا كلامي جيدا، خطة 3-4-3 ستكون هي الأشهر في السنوات القليلة المقبلة". صرح الإسباني بهذه الكلمات وقتها بسبب تحوله إلى ذلك الرسم لينقذ الفريق المتواضع من الهبوط بعد أن كان بالمركز الأخير حتى الأسبوع الثالث والعشرين. اعترف مارتينيز بأنه سافر إلى جنوب أفريقيا خصيصا لمتابعة شيلي مارسيلو بييلسا عن قرب خلال المونديال، والتعلم من 3-3-1-3 التي انتهجها اللوكو الأرجنتيني لسنوات طويلة في أميركا اللاتينية.

"عندما تلعب بخطة 4-3-3، تعتمد كثيرا على أظهرتك من أجل الصعود للهجوم، لكن عندما لا تملك النوعية التي تسمح بذلك، عليك الرهان على ثلاثي دفاعي صريح، من أجل إعطاء الحرية الكاملة للاعبي الأطراف، إنهم ليسوا أظهرة بالأساس، هم أقرب إلى الوينغ باك. ومع هذه الاستراتيجية، يمكن للفريق خلق اللاعب الإضافي بواسطة تحول أحد المهاجمين تجاه القادم من الوسط إلى نصف ملعب الخصم".

يستمر المدرب السابق لأندية ويغان وإيفرتون في تحليل خبايا البريمرليغ بتأكيده على أهمية المرتدات، وصعوبة إبقاء ثنائي فقط بالدفاع في حالة صعود الظهيرين، لكن في الخطة الجديدة يوجد ثلاثي صريح أمام المرمى، لذلك حتى وإن هاجم الفريق بسبعة لاعبين دفعة واحدة، سيظل هناك ثلاثة بالإضافة إلى حارس المرمى في الخلف. وبتطبيق هذه المفردات على حالة آرسنال الحالية، سنحدد أهم شرط للتحول الخططي، ألا وهو مناسبته لقدرات وإمكانات الفريق الحالي، سواء في خط الدفاع أو الوسط أو الهجوم.

الرجل الإضافي
يعتمد فينغر كثيراً على البناء من الثلث الأخير مباشرة، عن طريق لعب الكرات من الدفاع إلى الهجوم مباشرة، لذلك يتحرك لاعبو الوسط باستمرار يمينا ويسارا، لفتح قناة الاتصال بين المدافعين والمهاجمين، ولعب كوكلين هذا الدور بنجاح في بداياته. يقوم المدفعجي الصغير بدور محوري في خلق الفراغ اللازم للتمرير، وصنع المساحة التي تحتاج إلى تحرك لاعب آخر، لذلك هو لا يصنع اللعب من الخلف، بل يُسّهل مهمة الآخرين لا أكثر ولا أقل.

وانخفض أداء الفريق كثيرا نتيجة غياب لاعب الوسط المبتكر في وبين الخطوط، بعد إصابة سانتي كازورلا وابتعاده عن نسق اللعب. حتى بعد تألق النيجري إيوبي تحسن آرسنال تدريجياً، لكن انخفاض مستوى اللاعب أعاد الأمور إلى نصابها مرة أخرى، ليراهن فينغر على ثلاثي دفاعي مع ثنائية رامسي وتشاكا في الوسط، الأول يقطع كلاعب "بوكس" والآخر يقوم بالعرقلة وقطع الكرات، مع لعب الكرات الطولية تجاه لاعبي الأطراف بعيدا عن الرقابة.

في مباراة آرسنال واليونايتد، استفاد فينغر كثيرا مع خطته الجديدة، عن طريق مبادلة المراكز بين سانشيز وأوزيل، والحصول على ثنائية الهجوم يمينا ويسارا، بالربط بين اللاعب الهجومي والجناح المتقدم، لينطلق الويلزي من الارتكاز إلى منطقة الجزاء مباشرة، ويستفيد فريقه من ميزة الركض التي يجيدها، ليحصل المدفعجية على أكثر من فرصة خلف دفاع اليونايتد رغم الكثافة العددية داخل وخارج منطقة الجزاء. وفي حالة عدم وجود رامسي، هناك النني وكوكلين، صحيح خيارات أقل لكنها تؤدي جزء من المطلوب.

أوزيل نفسه استفاد من التركيبة الجديدة، فاللاعب لم يعد مطالبا بالعودة كثيرا للدفاع. الألماني رائع في الصناعة والتمرير، لكنه مدافع سيئ إلى أقصى درجة ليتم حمايته باستمرار من اللاعب الطرفي على اليمين، والمدافع الإضافي هولدينغ كمثال في بعض المباريات، ليدخل الألماني كثيرا في عمق الملعب، ويُعوض فينغر قليلا عن غياب كازورلا وأقرانه، الغياب الذي تسبب في نقص الجانب الإبداعي في وسط آرسنال، ووضع كل العبء على أسماء الهجوم في الصناعة والتسجيل والعودة لاستلام الكرات من مناطق بعيدة.

بين الخطوط
"في مباراة اليونايتد، وضعنا سانشيز بالعمق قليلا، حتى يكون قريباً من جيرو ويلعب كمهاجم إضافي عند الحاجة"، هكذا علق فينغر بعد الفوز على مورينيو في القمة الأخيرة على ملعب الإمارات. وأعطت 3-4-2-1 القوة المطلوبة للمهاجم الشيلي، ليلعب على طريقة هازارد في تشيلسي، نصف جناح حقيقي ونصف مهاجم بالتبادل مع الزميل في المركز 9، ليسجل اللاعب أهدافا حاسمة في الفترة الأخيرة، ويقود فريقه إلى نهائي الكأس على حساب السيتي.

وإذا كان سانشيز هو المهاجم الوهمي في التشكيلة، فإن ويلباك يسبب مزيدا من الفوضى للدفاعات المقابلة في حالة مشاركته، أما الفرنسي جيرو فيسجل أكثر من زميله بسبب فعاليته داخل الصندوق. كذلك يربط أليكسيس بشكل أفضل مع مسعود أوزيل، لتقارب مركز الثنائي وتحركهما خلف خط وسط الفريق المنافس، في مباراة ستوك الأخيرة، مرر أوزيل لسانشيز 12 كرة، وأمام مانشستر مرر إلى زميله 18 مرة، ما يعني وجود قنوات اتصال بين أفضل ثنائي في التشكيلة.

ليس بالضرورة أن تكون 3-4-3 هي الأفضل، لأن الخطط في النهاية مجرد أرقام، لكن المؤكد أن هذا الرسم يعطي أفضل انتشار ممكن لفريق آرسنال الحالي، ويساعد المدرب الفرنسي على وضع لاعبيه وفق التمركز السليم والمسافة المناسبة سواء للزملاء أو للمنافس، والدليل تطور الأداء خلال المباريات الأخيرة، وتحسن النتائج أمام الكبار والصغار، ليبقى الرهان الأهم في نهائي كأس إنكلترا ضد تشيلسي نهاية هذا الشهر.

(العربي الجديد)

المساهمون