3 فلسطينيين يبتكرون أول سترة إلكترونية للمكفوفين

3 فلسطينيين يبتكرون أول سترة إلكترونية للمكفوفين

25 مارس 2015
مبتكرو السترة الإلكترونية للمكفوفين (العربي الجديد)
+ الخط -



يسعى ثلاثة طلاب فلسطينيين بإمكاناتهم القليلة إلى الوصول للعالمية من خلال ابتكار سترة هي الأولى من نوعها، صمموها خلال المرحلة النهائية في دراستهم الجامعية لمساعدة المكفوفين في ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل سلس وسهل.

وابتكر الطلبة الثلاثة ضمن إعدادهم لمشروع تخرجهم من جامعة بوليتكنيك فلسطين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، سترة إلكترونية تقدم توجيهات صوتية لذوي الإعاقات البصرية تساعدهم عللى تجاوز العقبات التي تواجههم أثناء التنقل في الشوارع والطرقات وفي المباني، إضافة إلى تحديد الاتجاهات السليمة عبر مجسات فوق سمعية.

ويقول عبد الرحمن البرميل (23 عاماً) المتخصص في هندسة الأجهزة الطبية، وأحد الطلبة المبتكرين لـ"العربي الجديد" إن "الفكرة خرجت خلال عرضهم أفكاراً للعمل عليها من أجل مشروع التخرج من الجامعة، وبعد قيامهم بدراسة وضع المكفوفين في فلسطين وجدوا أنهم فئة مهمشة وغير فعالة، وأن بإمكانهم فعل الكثير في حال وجدوا من يوفر لهم الظروف المناسبة.

وأضاف أن الفكرة النهائية كانت عبارة عن توظيف التكنولوجيا لخدمة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة وتم التوجه نحو المكفوفين، موضحاً أن العمل على الفكرة استغرق قرابة 10 أشهر، الأربعة الأولى منها لعمليات البحث والدراسة والأخرى للتطبيق والتجربة، وتم تجهيزها كنموذج للتجربة في شهر فبراير/شباط الماضي وتم تجريبها على عدد من المكفوفين، مشيرا إلى أن النظام فيها يعمل بشكل فعال جداً.

والابتكار هو عبارة عن سترة يرتديها الكفيف تقوم بتوجييه في اتجاهات ثلاثة هي اليمين واليسار والأمام، بالإضافة إلى قدرة النظام فيها على الكشف عن العوائق الأرضية باستخدام مجسات فوق سمعية. وتعمل السترة من خلال نظامين، الأول، هو الأوامر الصوتية باللغة العربية لتحديد الاتجاهات، والنظام الثاني هو الاهتزاز ويساعد الكفيف في حال لم يسمع الأوامر الصوتية في لحظات الضجيج، إضافة إلى التنبيه عن الحفر والعوائق الأرضية.


وللسترة عدة أوضاع، الأول هو وضع العمل والذي يرافق الكفيف في حالة المشي والتنقل، والآخر هو وضع الراحة حيث يمكن للكفيف سماع الموسيقى أو أي ملفات موسيقية في حال كان متوقفاً، أو في وضعية لا يحتاج فيها للأوامر الصوتية، ويتحكم فيها عبر ساعة يتم ارتداؤها في اليد ولديها خيارات عديدة.

وبحسب البرميل فإن السترة آمنة وخفيفة الوزن، وتجمع بين الكفاءة والفعالية، وتعمل بوضعية توفير الطاقة وببطارية تخدم لمدة 72 ساعة متواصلة وفيها وضعية حفظ الطاقة ونظام التنبيه الصوتي. في حال وصلت نسبة شحن البطارية إلى 20 في المئة ينذر الكفيف من خلالها بواسطة أمر صوتي. وأشار إلى أنه من لحظة التنبيه الصوتي يبقى أمام الكفيف ثلاث ساعات إضافية قبل انتهاء البطارية بشكل كامل.

ويعمل البرميل، إضافة إلى زميليه أحمد فرارجة وأحمد التميمي المبتكرين للسترة، على البحث عن حاضنة لمشروعهم من أجل الخروج به من مرحلة النموذج إلى منتج نهائي للسوق، فيما حددوا تكلفة بسيطة للسترة تصل إلى ما بين 300 و400 دولار، وهو يعتبر سعراً منخفض التكاليف مقارنة بأنظمة عالمية أخرى.

من جهته، قال الدكتور رمزي القواسمة عميد كلية الهندسة في جامعة بوليتكنيك فلسطين لـ"العربي الجديد" إن ذوي الإعاقة البصرية في فلسطين بحاجة إلى وسائل مساعدة، وهذا المشروع جاء ليعمل على خدمتهم، مشيراً إلى أن الأبنية والشوارع والبنى التحتية غير مؤهلة في فلسطين ولا تساعد المكفوفين في تنقلهم، والسترة هنا ستساعدهم على الاندماج مع البيئة المحيطة والمجتمع.

وأضاف القواسمة أن هذا الابتكار هو فخر للفلسطينيين في ظل العمل ضمن إمكانات قليلة وظروف صعبة، مطالباً المؤسسات الداعمة للإبداع والابتكارات بتبني هذا المشروع والعمل على دعمه كونه عالمياً، ويقدم خدمات ومواصفات لم تتوفر في أية وسيلة مساعدة للمكفوفين في العالم.

المبتكرون الثلاثة وضعوا نصب أعينهم السوق العالمية، ويتطلعون نحو العالمية كونهم قدموا السترة الأولى من نوعها التي تقدم خدمات مساعدة متميزة للمكفوفين وأثبتت قدراتها وفعالياتها، ويسعون في هذه الأيام إلى تسجيل ابتكارهم كبراءة اختراع لتكون طريقهم نحو تحقيق طموحهم.

اقرأ أيضاً:"وايز 2014" يُؤسّس للتجديد في التعليم

المساهمون