3 سنوات على الانقلاب: النظام يطيح إعلاميين أيدوه

3 سنوات على الانقلاب: النظام يطيح إعلاميين أيدوه

03 يوليو 2016
باسم يوسف وفريق "البرنامج" معلنين توقف البرنامج نهائياً (Getty)
+ الخط -
اختلف المشهد الإعلامي كثيرًا بعد الانقلاب العسكري في مصر، في الثالث من يوليو/تموز 2013، عما كان عليه بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. فالنظام الحاكم الجديد بقيادة الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، قسّم الإعلام المصري إلى معسكرين، إما معه أو ضده، ولم تكن هناك مساحة وسط المعسكرين تسمح بموالاة النظام مع توجيه بعض الانتقادات، ومن حاول الاقتراب من تلك المساحة، ناله عقاب فوري، حتى ولو كان من مؤيدي الانقلاب العسكري. 
تضم قائمة الإعلاميين الموقوفين عن العمل، أسماء كثيرة عبّرت خلال 30 يونيو/حزيران وقبلها عن دعمها للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، والمشاركة في التظاهرات التي دعت لها "حركة تمرّد".


باسم يوسف
بدأ النظام المصري الحالي، أول ما بدأ بالتنكيل بالإعلامي الساخر باسم يوسف؛ حيث أوقفت السلطات المصرية برنامجه "البرنامج" تمامًا بعد حلقات معدودة من إذاعة موسمه الجديد على قناة "إم بي سي مصر"، في يونيو/حزيران 2014.
باسم يوسف، طبيب جرّاح مصري، اشتهر في البداية بتقديم فيديوهات ساخرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، إلى أن وصل ببرنامجه الذي يحمل اسم "البرنامج"، للفضائيات المصرية، وهو برنامج يحاكي البرنامج الأميركي (ذا دايلي شو) الذي يقدمه الناقد الساخر جون ستيوارت.
البداية كانت مع قناة "أون تي في"، وبعدها انتقل لقناة "سي بي سي" في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، ثم انتقل أخيرا إلى قناة "إم بي سي مصر"، قبل أن يتم وقف برنامجه نهائيا، ويسافر بعدها خارج مصر.
وبعد إيقاف برنامج البرنامج، كان يوسف، يكتب مقالا أسبوعيا لجريدة "الشروق" المصرية، إلا أنه أعلن توقفه عن الكتابة تماما في 22 مارس/آذار 2014، من خلال مقال بعنوان "مقال الأزمة"، قدم فيه اعتذاراً عن مقال سابق، اقتبس فيه نصا أدبيا دون الإشارة لمصدره، وهو ما فتح عليه موجة من الانتقادات اللاذعة التي اتهمته بالجهل والسرقة.

ريم ماجد
"سأعود في الوقت الذي أشعر فيه بأنني أُرضي ضميري المهني قبل الإنساني.. أشعر حاليًا بالعجز، لأن الصحافي أو الإعلامي يشعر بالعجز عندما يتم إسكاته وتجريده من جميع الأدوات
التي يحتاجها للبحث عن المعلومة، وإيصال حقائق يخاف الآخرون الإفصاح عنها"، السابق جزء من حوار مع الإعلامية ريم ماجد، مع قناة "دويتشه فيلله" في نهايات عام 2015، بعد أشهر من وقف برنامجها "جمع مؤنث سالم"، الذي كان يعرض على قناة "أون تي في".
اكتفت ماجد بالتعليق على قرار وقف برنامجها بأن "هناك ضغوطا شديدة من جهات عليا، مورست على القناة لمنع عرض البرنامج".
قالت ماجد "عندما أبلغوني بوقف برنامج (جمع مؤنث سالم) لم أصدق وضحكت، لكني اكتشفت بعدها أن الأمر حقيقي، حيث أخطرتني إدارة قناه ONTV بأن جهات سيادية أمرت بمنع برنامجي".

يسري فودة
أنهى الإعلامي يسري فودة عمله في قناة "أون تي في" بعد توقف برنامجه "آخر كلام" للمرة الثالثة منذ الثورة، مؤكدا "أنا لما أقول ثورة يبقى أقصد بها ثورة 25 يناير لأن مفيش ثورة غيرها".
وكان فودة قد أعلن في الحلقة المذاعة من برنامجه يوم 22 سبتمبر/أيلول 2014، أنها ستكون الحلقة الأخيرة، لإنهاء عقده، تاركاً رسالة صغيرة لجمهوره عبر حسابه الخاص على "فيسبوك"، قال فيها "هذا هو آخر أسبوع من آخر كلام، فتجربتي مع فريقي ومع قناة أون تي في وانتهاء عقدي لهذا العام، فرصة كنت أنتظرها لالتقاط الأنفاس بعد أصعب السنوات وأجملها في مشوارنا الصحافي في أجواء عامة ضاغطة".
تحفّظ فودة كثيراً على الحديث عن الأسباب الحقيقية وراء وقف برنامجه، ثم تحدث أخيرا لبرنامج "بلا قيود"، على فضائية "بي بي سي عربي"، وقال "أنا كنت أرى أنه من الأفضل وقف البرنامج؛ حتى لا نضفي شرعية على مشهد نحن نتحفّظ عليه، لكني دائمًا ألجأ إلى فريقي المكون من عدد كبير من الشباب للتصويت على القرارات الهامة.. نتيجة التصويت جاءت باستمرار البرنامج لمدة عام واحد، على أن نحاول كل أسبوع أو أسبوعين قول كلمة حق من خلال تقديم حلقة عن سجناء الرأي، أو التعذيب بالسجون، أو الإضرابات، وعلى الأقل نكون قد فعلنا شيئًا.. بعد ذلك أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، واتفقنا على ضرورة وقف البرنامج".


ليليان داود
تعد الإعلامية اللبنانية - البريطانيّة ليليان داود آخر الإعلاميين الراحلين عن الفضائيات المصرية. غادرت ليليان داود الأراضي المصرية مرغمة، في الثامن والعشرين من يونيو/
حزيران الماضي، فور انتهاء تعاقدها مع (أون تي في)، بعدما اقتحمت قوات الأمن المصرية منزلها وخطفتها أمام ابنتها بزعم ترحيلها، حتى تبيّن بالفعل وجودها في مطار القاهرة، متجهة عنوة إلى بيروت.
داود التي أطلت على فضائية "ONTV" المصرية الخاصة، منذ اندلاع ثورة يناير من خلال برنامج "الصورة الكاملة"، كانت قد اتخذت قرارها بعد انطلاق ثورات الربيع العربي بالعمل في إحدى الدول العربية، وقررت العمل بمصر مع شاشة ONTV تحديداً، في البرنامج الذي أثار كثيراً من الجدل في الوطن العربي. عملت في الصحافة المكتوبة مع صحف عربية، منها "الشرق الأوسط" السعودية، و"النهار" اللبنانية، وقد قضت 12 عاماً في لندن، وكانت بداياتها عام 1999، إذ عملت معدة ومراسلة ثم مذيعة في قناتين في لندن، ثم في وكالة "أسوشييتد برس"، والتحقت عام 2005 بالعمل كمذيعة في القسم العربي بقناة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) BBC لمدة 6 أعوام.
عارضت التعامل الأمني للنظام وعنف الشرطة مع النشطاء السياسيين بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز، وحملة تكميم الأفواه والقمع، وأعلنت تأييد حرية الرأي والتعبير، في مقدمة برنامجها. ومع ذلك، كانت من مؤيدي ترشح عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، وفق ما قالت في حوار لها مع صحيفة "الشروق" المصرية.


دينا عبد الرحمن
أنهت إدارة قنوات سي بي سي، تعاقدها مع الإعلامية دينا عبد الرحمن، في إبريل/نيسان 2014، بشكل رسمي.
مرت الإعلامية دينا عبد الرحمن بعدة قنوات كانت أولاها قناة "دريم" حيث كانت تقدم برنامج "صباح دريم"، ثم تعاقدت مع قناة "التحرير"، وقدمت برنامج ''اليوم'' ولكنها ما لبثت أن تعرضت لأزمة أنهت تعاقدها مع تلك القناة أيضاً، لتنتقل بعدها إلى قناة "سي بي سي" حيث قدمت برنامجي "زي الشمس" و"الساعة السابعة".
حصلت عبد الرحمن علي بكالوريوس كلية التربية الفنية، وبدأت حياتها بالفن التشكيلي، ثم اتجهت للصحافة وكتبت في السياسة والمشكلات الاجتماعية، كما كتبت أيضًا عن معارض الفن التشكيلي وفنانيه، وأجرت حوارات مع نجوم الفن الكبار وكان آخرهم الموسيقار الراحل كمال الطويل.
اقتحمت عبد الرحمن العمل التلفزيوني بالمصادفة، حيث كانت تجرى حوارًا مع الإعلامية هالة سرحان التي أعجبت بأسلوبها في الحوار وتوسّمت فيها المذيعة الناجحة، فعرضت عليها العمل في قناة دريم الفضائية من خلال البرنامج اليومي "صباح دريم"، وفي غضون سنوات قليلة استطاعت "دينا عبد الرحمن" أن تكسب ثقة المشاهدين واحترامهم.
واختفت عبد الرحمن منذ إنهاء تعاقدها مع "سي بي سي" إلى اليوم عن شاشات التلفزيون.

محمود سعد
في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2015، وأثناء تقديمه آخر حلقاته على شاشة قناة "النهار"
الفضائية المصرية، اقتحم عدد من الإعلاميين الاستوديو على الإعلامي محمود سعد، لوداعه في آخر حلقات برنامجه "آخر النهار".
أعلن سعد توقفه عن المشاركة في تقديم برنامجه لأسباب يحتفظ بها لنفسه، نافيًا وجود أي مشاكل مع إدارة القناة، وأكد أنهم تحملوا الكثير من الضغوط والمضايقات بسبب ظهوره على قناتهم، موضحًا أنه في حاجة للتوقف حاليًا عن تقديم البرامج قائلًا: "في مراحل تجبر الإعلامي على التوقف عن العمل احترامًا لذاته ونفسه، وأنا بحاجة للتوقف الآن احترامًا لجمهوري، دون الخوض في أي تفاصيل".
ومحمود سعد هو إعلامي وصحافي مصري بارز، متزوج من الصحافية نجلاء بدير، ولديه ابنة واحدة اسمها مي، وهي ناشطة سياسية لها العديد من المواقف الرافضة والصارمة من النظام المصري الحالي، وشاركت في عدد من الفعاليات الاحتجاجية الرافضة له.
بدأ سعد حياته الصحافية في مجلة "صباح الخير" حيث التحق بها عام 1978 كصحافي في الصفحة الفنية، ثم رئيس تحرير لمجلة "الكواكب" من عام 2001 حتى عام 2006.
بدايته كمذيع كانت في برنامج "على ورق" حيث قام بإعداد وتصوير أول حلقة في البرنامج عام 2001 على قناة "دريم" الفضائية التي تركها لوجود بعض الخلافات واستكمل ما تبقى من حلقات البرنامج في قناة MBC وأيضا في التلفزيون المصري.
وقدم برنامجا على قناة "التحرير" اسمه "في الميدان"، ولكنه ترك القناة بسبب ضعف الإمكانات الفنية التي تؤثر على أدائه الإعلامي، بالإضافة لعرض القناة للبيع، وهو الأمر الذي له نص واضح وصريح في عقده برحيله من القناة في حال بيعها، إلى أن وصل لقناة النهار، وأنهى عمله بها في 31 ديسمبر/كانون الأول 2015.

المساهمون