3 آلاف عسكري إيراني يحاربون في العراق

3 آلاف عسكري إيراني يحاربون في العراق

18 نوفمبر 2014
نحو 3 آلاف عنصر إيراني بالعراق (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

يكشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع العراقيّة، لـ"العربي الجديد"، عن وصول نحو 500 عسكري إيراني، يتبعون قوات الحرس الثوري، بقيادة الجنرال، قاسمي سليماني، إلى العراق، في خطوة، تأتي بعد يومين، على إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، إرسال 1500 عسكري أميركي إلى العراق "دعماً لجهود محاربة الإرهاب".

وتحوّل العراق في الآونة الأخيرة، إلى ساحة للتنافس الأميركي الإيراني، في مختلف المجالات السياسيّة والعسكريّة وحتى الاقتصاديّة منها. وبدا ذلك واضحاً، أخيراً، من خلال خطوات الردّ والردّ المقابل لكلا البلدين على الأراضي العراقيّة، في وقت تتحاشى فيه حكومة حيدر العبادي التطرّق إلى الوجود الإيراني في البلاد، بخلاف نظيره الأميركي العلني.

ويوضح المصدر الذي يشغل رتبة عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، أنّ الجنود الإيرانيين، وصلوا إلى العراق براً، عبر منفذ زرباطية في محافظة الكوت الحدودية مع إيران (180 كلم جنوبي بغداد). ويقول إنّ "العدد يُعتبر الأكبر، الذي يصل دفعة واحدة إلى العراق، منذ أحداث العشائر في شهر يونيو/حزيران الماضي، الذي شهد سقوط الموصل في يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لافتاً إلى أنّ "العسكريين الإيرانيين انتشروا على شكل ثلاثة أفواج صغيرة في سامراء وديالى، برفقة مقاتلي مليشيات محليّة".

ويؤكّد المصدر ذاته، أنّ العناصر الإيرانيّة وصلت في "حافلات وملابس مدنيّة بتأشيرات سياحة دينية لمراسم عاشوراء، على الرغم من دخولهم بعد انتهاء تلك المراسم بيومين، ليبلغ عديد الجنود الإيرانيين، من عناصر الحرس الثوري في العراق، بدخول الدفعة الجديدة، نحو 3 آلاف عنصر، ينتشرون في أربع محافظات عراقية، هي ديالى وصلاح الدين وبابل وحزام بغداد الشمالي والجنوبي". تساند غالبية الجنود الإيرانيين، وفق المصدر ذاته، "المليشيات العراقيّة الكبيرة والمؤثّرة كحزب الله العراقي وبدر والعصائب ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام".

وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق، أبرز المراجع الدينيّة في البلاد، قد أعربت عن قلقها البالغ من تزايد وتيرة التدخّل الإيراني البريّ في العراق، واصفة إيران بـ"جارة السوء". وحمّلت الهيئة، في بيان أصدرته مطلع الأسبوع الماضي، بعد رصدها "التدخّل السافر لإيران، والنزول المباشر إلى الأرض العراقيّة، من خلال قاسم سليماني وقياداتها العسكرية ومستشاريها وجنودها، ومليشياتها الدمويّة، المجتمع الدولي مسؤوليّة التغاضي عن ذلك". وانتقدت "عدم إصدار أيّ بيان أو تقرير يُسجّل التدخّل الإيراني السافر في العراق، بعد أن أعلنت إيران نفسها عنه"، معتبرة أنّ "الإدانة والمحاسبة من مسؤوليّة هذا المجتمع إزاء هذا النمط من التدخّلات المفضية إلى إراقة الدماء ونشر الفوضى في البلاد"، مشدّدة على أنّ "هذا التدخل لن يجني أصحابه من ورائه إلا الشوك، وسيبقى العراق لأهله، شاء من شاء، وأبى من أبى".

ويشارك الإيرانيون حاليّاً، وفق المصدر العراقي العسكري، "في معارك بيجي والهاشمية جنوبي تكريت مركز محافظة صلاح الدين وضمن مجموعات مغلقة لا ترتبط بالجيش العراقي النظامي، بعد أن شاركوا في معارك جرف الصخر، شمالي بابل". ويعتبر المصدر ذاته، أنّ "القوات الإيرانية باتت مصدر حرج كبير على العبادي، الذي يسعى إلى تحسين صورة الحكومة لتبدو وطنيّة لا طائفيّة، كما أنّ الأميركيين يعلمون بتفاصيل الوجود الإيراني أكثر من غيرهم، وقد يروق لهم الإبقاء على عدم علنية هذا التدخل، في وقت يستفيدون فيه من أيّ زخم أو قوّة ضد تنظيم "داعش"، على حدّ تعبيره.

ويذهب المصدر، ذاته، إلى حدّ تأكيد أنّ "العبادي سحب صوراً تجمعه بسليماني، من التداول، بعد أن التقطها مراسلون خلال زيارته الأخيرة إلى جرف الصخر، عقب سيطرة القوات العراقية المشتركة والمليشيات عليها"، موضحاً أنّه "منع عرضها على وسائل الإعلام خشية منح الوجود الإيراني شرعية، أو استغلال الصورة من "داعش" لتوظيفها على أن ما يشهده العراق حرب طائفية، فضلاً عن حرصه على أن يُنسب الفضل في تحرير المدينة إلى الجيش العراقي، وليس لسليماني أو المليشيات التي يمولها في البلاد".

المساهمون