20 عاماً من أزمات المغرب والجزائر

20 عاماً من أزمات المغرب والجزائر

27 اغسطس 2014
اغلاق الحدود مستمر منذ 20 عاماً(فاضل سنة/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
مرّ 20 عاماً على إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر. وعوضاً عن ظهور بوادر تبشّر بانفراج قريب، تزداد الأزمة تعقيداً وتوتراً بالرغم من تبعاتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلدين. في أغسطس/آب من سنة 1994، قررت الجزائر إغلاق حدودها الطويلة (نحو 1500 كيلومتر) مع المغرب من جانب واحد، بعدما اتهمت الرباط الاستخبارات الجزائرية بالوقوف وراء تفجيرات وقعت في نزل "أطلس آسني" في مدينة مراكش في 24 أغسطس/آب من تلك السنة.

وبعد خمس سنوات من إغلاق الحدود، وتحديداً سنة 1999 حينما اعتلى الملك محمد السادس عرش المغرب وفاز عبد العزيز بوتفليقة بالرئاسة الجزائرية، استعاد الطرفان الأمل في فتح الحدود. لكن بعد 15 عاماً من حكم هاتين القيادتين تبخر ذلك الأمل.

شروط متبادلة

تطالب الجزائر بـ"اعتذار رسمي" من السلطات المغربية على "اتهاماتها الباطلة". كما تصرّ لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها على فصل مسألة الصحراء الغربية عن الموضوع. لكن جبهة البوليساريو تطالب بتقرير مصيرها مدعومة من الجزائر.

في المقابل، تردد الرباط أن إغلاق الحدود ليس من صنعها وتنتقد "عدم رغبة" الجارة الجزائر في التجاوب مع دعواتها المتكررة لفتح الحدود. ويبقى تبادل التهم ورمي الكرة في ملعب الآخر، الصفتان الملازمتان لخطاب كل من الرباط والجزائر، اللتين تشكلان أكبر ثقل سكاني في تجمع "المغرب العربي" المجمد منذ عقود، بأكثر من سبعين مليون نسمة.

ويقول دبلوماسي جزائري بارز، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"فرانس برس": "نحن لسنا مسؤولين عن الإغلاق، ونحن لن نفعل أي شيء يذهب في اتجاه تفاقم التوتر". وفي أواخر يوليو/تموز، قال الملك محمد السادس في خصوص الخلاف القائم حول الصحراء الغربية بين بلاده والجزائر، "مهما كان حجم هذا الخلاف، فإنه لا يبرر مثلاً، استمرار إغلاق الحدود".

ولا ينحصر الخلاف بين الرباط والجزائر في ملف الصحراء، بل تتهم الجزائر المغرب بإغراقها بالقنب الهندي (الحشيش) المغربي فيما تتهم الرباط الجزائر بإغراقها بحبوب الهلوسة. وتعتبر خديجة محسن فنان من "معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية"، أن "الحاجة إلى تجمع مغاربي مندمج صار ضرورة أقوى من أي وقت مضى، وسلوك كل من الجزائر والرباط قد عفا عليه الزمن".

وتوضح "أن الوضع الإقليمي متفاقم بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وانعدام الأمن، ولم يعد في المستطاع تحمل سلوك نبذ الآخر". وعلى الرغم من إغلاق الحدود المغربية الجزائرية رسمياً، إلا أنها قابلة للاختراق في كل حين، بالنظر الى أن التهريب عملة رائجة على حدود الجارين، والسبب الرئيسي هو غياب التعاون والتنسيق الأمني المشترك.

وقد أعلنت الرباط الشهر الماضي عن خطط لإقامة "سياج" من الإسلاك مزود بـ"أجهزة استشعار إلكترونية" من أجل "حماية المغرب من التهديدات الإرهابية"، فيما قالت الصحافة المحلية أن أكثر من 40 كيلومتراً تم فعلا بناؤها.

وإغلاق الحدود له آثار اجتماعية على البلدين، إذ إن علاقات المصاهرة والأخوة والعمومة تجمع بين سكان مدن شرق المغرب وسكان مدن غرب الجزائر، وأغلبهم يلجأ إلى المهربين لعبور الحدود بثمن بخس لزيارة الأقارب. كما يؤثر شد الحبال بين الجزائر والرباط أيضاً على مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

المساهمون