يوم غضب أردني لدعم غزة ولقطع العلاقات مع إسرائيل

يوم غضب أردني لدعم غزة ولقطع العلاقات مع إسرائيل

01 اغسطس 2014
حيّا المتظاهرون مواقف دول أميركا اللاتينية (محمد الفضيلات)
+ الخط -
عمّت التظاهرات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، محافظات ومدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، حيث خرج الآلاف، بعد صلاة الجمعة، في مسيرات وتظاهرات غاضبة، رفضاً للمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، وسط صمت عربي وصفوه بـ"المتآمر على الشعب والمقاومة الفلسطينية". وحيّا المشاركون في المسيرات، التي دعت إليها الحركة الإسلامية الأردنية (حزب جبهة العمل الإسلامي وحركة الإخوان المسلمين)، والأحزاب القومية واليسارية، والفعاليات النقابية، والقوى الشعبية والعشائر الأردنية، المقاومة الفلسطينية وطالبوها بمواصلة المعركة.

وبدا الأردنيون، في اليوم السادس والعشرين على العدوان، أكثر غضباً على نظامهم السياسي، الذي لا يزل مصرّاً على التمسك بعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، تطبيقاً لمعاهدة وادي عربة للسلام، الموقعة بين الجانبين. وهتف المتظاهرون الغاضبون: "كلمة حق صريحة وادي عربة فضيحة"، كما طالبوا العاهل الأردني بالتحرك، هاتفين "يا عبد الله يا بو حسين، أنت وين وغزة وين". وطالب المشاركون حكومتهم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو، وطرد السفير الإسرائيلي من عمّان، وإلغاء معاهدة السلام، وإعلان الانحياز لمقاومة الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، رجح وزير التنمية السياسية الأردني، خالد كلالدة، أن تراجع حكومة بلاده، في اجتماعها المقبل، العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وأشار في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "السفير الإسرائيلي في عمّان، دانييل نيفو، غادر منذ وقت في إجازة، كما أن السفير الأردني في تل أبيب وليد عبيدات موجود بإجازة في الأردن".

كما شارك، أكثر من خمسة آلاف شخص في مسيرة، وسط عمّان، انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير، بدعوة من الحركة الإسلامية، رافعين الأعلام الفلسطينية والأردنية ورايات حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وانتقد نائب المراقب العام لجماعة "الأخوان المسلمين"، زكي بني أرشيد، خلال المسيرة، "الزعماء العرب الذين نصبوا أنفسهم مستشارين لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في العدوان على غزة" على حد تعبيره. وجدد بني أرشيد انتقاده استمرار العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل، معتبراً تلك العلاقة "تتويجاً للعمالة التي يرفضها الشعب الأردني". وفي عمّان أيضاً، خرج المئات في مسيرة انطلقت، من مجمع النقابات المهنية إلى رئاسة الوزراء، للمطالبة بموقف أردني واضح من العدوان، يبدأ بطرد السفير الإسرائيلي، وإلغاء معاهدة السلام، مؤكدين أن المقاومة هي الطريق الوحيد للانتصار. 

وفي مدينة أربد شمالاً، خرجت خمس مسيرات من المساجد الرئيسية، والتقت في مسيرة واحدة، التحمت فيها مختلف القوى والفعاليات السياسية والحزبية، وطالب المشاركون حكومة الأردن "بموقف سياسي مشرف وعدم الاكتفاء بالإغاثة الإنسانية لأهل قطاع غزة". كما حيّا المشاركون في المسيرة، مواقف دول أميركا اللاتينية التي قطعت علاقاتها مع دولة الاحتلال ووصفتها بعض تلك الدول بـ"الإرهابية"، معتبرين أنها "أكثر عروبة من الأنظمة العربية". وجابت المسيرات التضامنية مع غزة، والمنددة بالموقف الأردني والعربي من العدوان، مدن الكرك والطفيلة ومعان جنوبي الأردن، والأغوار والسلط في الوسط.

أما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، البالغ عددها 13 مخيماً، فقد خرجت مسيرات تضامنية عدة. وفي مخيم البقعة، المتاخم للعاصمة عمّان، شارك نحو ثلاثة آلاف شخص في المسيرة التي دعت إليها "اللجنة الشعبية لدعم فلسطين ونهج المقاومة". وقال الناطق باسم اللجنة، بسام العزة، لـ"العربي الجديد"، إن "تضامن المخيمات اليومي مع أهلنا في فلسطين، يؤكد أن اللحمة بين فلسطيني الداخل والشتات، لم تنتهِ رغم كل محاولات الساسة لضربها". وأكد أن "موقف المخيمات الفلسطينية في الأردن المؤيد للمقاومة الفلسطينية، لن يبقى كردة فعل على العدوان الاسرائيلي على غزة، بل ستقوم اللجنة بمأسسته ليكون موقفاً دائماً في كل الظروف".

المساهمون