يوم الشهيد العراقي... الشهداء أكرم منّا جميعاً

يوم الشهيد العراقي... الشهداء أكرم منّا جميعاً

03 ديسمبر 2018
+ الخط -
يُعتبر الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، مناسبة وطنية لتخليد ذكرى شهداء الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، فقد أعلن العراق عام 1981 وفي ذلك التاريخ مناسبة ليوم الشهيد، بعدما أقدمت القوات الإيرانية على إعدام أكثر من 3000 جندي عراقي بطريقة وحشية بعد أسرهم على جبهة بسيتين شرق العراق، فهذه الذكريات مهمة جدا بالنسبة لنا كجيلٍ لم يشهد تلك الحقبة، لنعرف إلى أين وصل العراق اليوم؟

قاتل العراق إيران من عام 1980 وحتى 1988 بالخدمة الإلزامية، مدعومةً بمتطوعي الجيش الشعبي، والتي اندلعت لأسباب عديدة على رأسها الرغبة الإيرانية القائمة على تصدير الثورة وحدّة الخلاف بين إيران والعراق حول ترسيم الحدود وتحديداً في منطقة شط العرب، بالإضافة إلى الاشتباكات العسكرية المتقطعة بين البلدين على طول الحدود.

وحين نحتفل بيوم الشهيد العراقي علينا أن نتذكر أن الحرب العراقية - الإيرانية كانت حرباً قومية عربية، دفاعاً عن سيادة ووحدة العرب المنتهكة والمفقودة الآن، وبعد كل ما حدث من حصار وجوع واحتلال وإهمال والزرقاوي وتفجيرات وداعش لا يظن العراقيون أن العرب قد ثمنوا ذلك.

1 ديسمبر/ كانون الأول هو التاريخ الذي يحاول الساسة العراقيون وذيولهم نسيانه، في حين تنبش ذكراه أوجاع ثلاثة آلاف عائلة عراقية فقدت أبناءها في الحرب العراقية - الإيرانية، بعد أن وقعوا أسرى، وقامت القوات الإيرانية بقتل أغلبهم بأشكال وطرق وحشية، ومن ثم إطلاق سراح بعضهم لينقلوا الخبر إلى القيادة العراقية، بهدف نشر الرعب في صفوف الجيش العراقي.


وتحاول الحكومة العراقية الحالية، المعروفة بولائها لطهران، ربط الاحتفال بيوم الشهيد العراقي بجرائم تنسبها للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وجنوده، كما استغلت ذكرى غزو واحتلال العراق في 9 إبريل/ نيسان للاحتفال بذكرى إعدام محمد باقر الصدر، ومقتل محمد باقر الحكيم في 1 رجب 1424هـ، والذي صادف اليوم نفسه.

بمناسبة يوم الشهيد العراقي، نتذكر أيضا نصف مليون شهيد شيعي عراقي سقطوا في الحرب العراقية الإيرانية وحاربوا وقاتلوا من أجل عقيدة دينية ووطنية وقومية، لقد استبسل شيعة العراق حينها في الفداء حتى لا يُقال إن الشيعة خانوا وطنهم وعروبتهم، وإلا ما هو خطر الخميني عليهم؟ بالعكس في نظر معظمهم أن الخميني أرحم من صدام حسين، ولكنها كانت قضية تاريخ وشرف.

هذا اليوم الخالد في ذاكرة العراقيين والذي يستذكر فيه العراقيون كل عام أبناءه الشهداء ويستذكرون بطولاتهم وأمجادهم وقصص البطولة والتضحية والفداء. هذا اليوم الذي سجل في سفر العراق الخالد، هذا اليوم الذي ارتكبت فيه الطغمة الفارسية أبشع جريمة عرفتها الإنسانية وغيّبها الإعلامان العربي والعالمي بحق الأسرى العراقيين، وخلافاً لكل المواثيق الدولية التي تنص على حماية أسرى الحرب، وخلافا لكل المواثيق الأخلاقية والإنسانية، هذا هو الحرس الثوري الايراني الذي قتل الأسرى ومثل بجثثهم وقطعها وحرقها وسحلها بالعربات بأمرٍ من خميني آنذاك.

واليوم ترتكب ذات الجرائم التي ارتكبت بحق الأسرى في السابق وبعد الاحتلال، بعدما لعبت المليشيات المرتبطة والمدعومة من إيران وبالأحزاب والتيارات التي جاءت من إيران، والتي فتكت بالعراق وشعبه وقتلت الآلاف من العراقيين بنفس الأسلوب، فكم من عالمٍ وطبيبٍ وطالب علم وكفاءات مهنية في مختلف المجالات تم قتلهم، وكم منهم لا يزال قابعاً في سجون ظلمته قيودها ودفنته أسوارها دون عدلٍ أو إنصاف..

العراق اليوم يعيش أسوأ حقبه عبر التاريخ، فقد تعدت سطوة الأحزاب والمليشيات كل الحواجز إجراماً وفساداً وظلماً، إذ إن أرقام الأيتام والأرامل تعد أرقاماً هائلة وخيالية لم تسبق وإن سجلت في العراق أو حتى دول المنطقة، وهذا ما خلفته الأحزاب التي تعمل وفق منهجية الاستبداد والوحشية، فكل من يعارض أو ينتقد سلطتها وسطوتها وسياستها تكون تهمته جاهزة أو يتم اغتياله بدمٍ بارد وتسجل وفاته ضد مجهول.

طوبى للشهداء الأكرمين .. ولهم المجد والخلود.