وولف... من متهم بالفساد إلى رئيس "العربية الأورومتوسطية"
وتعدّ "ايما" من المنظمات التي تتمتع بشبكة واسعة من العلاقات الاقتصادية والسياسية في المانيا ودول الخليج العربي، والدول الواقعة على حوض المتوسط وشمال افريقيا، وتهدف من خلال عملها الى توطيد العلاقات العربية الاورومتوسطية، وتعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات، وقد حضر المؤتمرعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المانيا، إضافة الى رجال أعمال وأكاديميين.
ويعتبر وولف شخصية نافذة في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ومن أشدّ المدافعين عن الأجانب عموماً والمسلمين خصوصاً في ألمانيا، وحقهم في الاندماج والتعليم.
وفي كلمة له بعد انتخابه رئيساً للمنظمة، عبرّ كريستيان وولف عن شكره العميق لانتخابه وبالإجماع، رئيساً لـ"ايما"، وأكدّ أنها تستحق كل الدعم، وذلك لأنها بعملها المتعدد التخصصات، تشكل مساهمة فريدة من نوعها في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في منطقة تشهد تغيّرات جذرية متسارعة.
من جهة أخرى، أشاد عدد كبير من السلك الدبلوماسي العربي المعتمد لدى المانيا، ورجال أعمال المان وعرب من كافة القطاعات، باختيار وولف رئيساً للمنظمة، مؤكدين أنها ستدفع بالعلاقات العربية الألمانية الى الأمام، وذلك لما للمنظمة من حضور على المستوى العربي، إضافة الى خبرة وعلاقات الرئيس السابق الأقليمية والدولية.
وكان رئيس ألمانيا السابق قد أكّد في خطاب له في الذكرى العشرين للوحدة الألمانية عام 2010 الذي أقيم في مدينة بريمن، "أن الإسلام جزء من المانيا الموحدة، الى جانب المسيحية واليهودية".
وتعتبر تصريحات وولف الأولى من نوعها لشخصية المانية رفيعة بهذا المستوى، والتي أثارت حينها جدلاً واسعاً في الوسط السياسي والإعلامي الدولي.
والجدير ذكره ان الرئيس الألماني كريستيان وولف قدم استقالته من منصبه في العام 2012 بعد تزايد الضغوط عليه لتورطه في فضيحة مالية قبل توليه منصب الرئاسة، الا ان القضاء الالماني اعلن براءته من التهم الموجهة اليه باستغلال النفوذ لقبوله هدية بقيمة 700 يورو، ورأت المحكمة العليا في هانوفر (في شمال) التي اعلنت في كانون الاول /ديسمبر 2013 انها تنوي اسقاط الملاحقات، لان التهم غير كافية.
