وليّ العهد السعودي يختتم زيارته لباريس: الأولوية للأمن بالمنطقة

05 سبتمبر 2014
الطرفان أكدا على حل سياسي في سورية (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شدّد وليّ العهد السعودي، الامير سلمان بن عبد العزيز، الخميس، على "ضرورة تضافر جهود الاسرة الدولية من أجل حماية الشعب الفلسطيني وتراثه الثقافي والديني". وشكر منظمة "الامم المتحدة للعلوم والتربية" (يونيسكو)، التي ألقى كلمة في مركزها الرئيسي في باريس، على الدور الذي تقوم به في هذا الإطار، ودعاها في الوقت نفسه إلى "تفعيل قراراتها الدولية بشأن حماية المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وحماية كل الآثار والكنوز الحضارية الغالية علينا جميعاً في أرض فلسطين".

وكان الأمير سلمان قد أنهى زيارة رسمية لفرنسا بدأها في الأول من الشهر الجاري، واختتمها بحضور احتفال في مقر الـ"يونيسكو" في باريس. وتحدث عن الجهود التي تقوم بها المنظمة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، فأشاد، أمام المديرة العامة للمنظمة إرينا بوكوفا، بـ"الخطوة المهمة التي اتخذتها المنظمة من بين المنظمات الدولية كافة حين صوّت أعضاؤها لمنح فلسطين العضوية الكاملة فيها".

وقبل ذلك، عقد ولي العهد السعودي سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة الفرنسية تناولت كافة جوانب العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والعلوم والدفاع. وبحث مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، تطور الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وتصاعد موجة العنف والتطرف في ضوء ما يحصل في العراق وسورية، إضافة إلى العدوان على غزة. وجرى خلال هذا اللقاء التوقيع بالأحرف الاولى على معاهدة توثيق التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما بحث على حدة مع كل من رئيس الحكومة، مانويل فالس، ووزيري الخارجية والدفاع، لوران فابيوس وجان إيف لو دريا، في شؤون المنطقة والعلاقات الثنائية.

من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن "وجهات النظر كانت متقاربة بالنسبة للتطورات في منطقة الشرق الاوسط وضرورة مواجهة الإرهاب". وأكدت الوزارة، في بيان، أن "المحادثات تطرقت الى موقف كل من البلدين من التطورات في الشرق الاوسط وفي العالم نظراً للدور الذي يقوم به كل بلد وللجهود التي يبذلها من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم".

وخلال هذه المحادثات برزت مخاوف مشتركة من الاحداث الراهنة في المنطقة وخاصة من خطورة الوضع المتمثل بظاهرة الارهاب والتطرف. وتوقف الطرفان عند النداء الذي وجهه العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، إلى قادة العالم لكي يعملوا على التصدي للإرهاب بأسرع وقت قبل أن يمتد الى مناطق أخرى.

وشددت السعودية وفرنسا على "ضرورة دعم جهود الامم المتحدة في محاربة التطرف، لأن الارهاب ظاهرة عالمية تهدد كل المجتمعات بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني"، بحسب بيان الخارجية الفرنسية، الذي كشف أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون الامني بينهما.

وتمنى الطرفان الفرنسي والسعودي أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق بأسرع وقت، واعتبرا أن هذا الامر يشكل السبيل الوحيد لإخراج البلاد من أزمتها. وفي هذا السياق، أشاد الأمير سلمان بجهود فرنسا لتنظيم مؤتمر حول الامن في العراق.

أما بشأن سورية، فقد عبّر الطرفان عن قلقهما الشديد "ممّا آلت اليه الأوضاع من دمار وإهدار لدم المدنيين والأبرياء". وحمّل الطرفان الفرنسي والسعودي "النظام السوري، الذي فقد شرعيته، مسؤولية الوضع الراهن"، وطالبا بالعمل على "إيجاد حل دبلوماسي وسلمي سريع للأزمة السورية". كما شددا على "ضرورة زيادة الجهود الدولية لكي يتمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته". 

وبالنسبة للقضية الفلسطينية، تطرق البحث بين الطرفين الى التطورات الاخيرة التي شهدتها غزة والدمار الذي لحق بها والضحايا. ونددا "بشدة بكل أنواع العنف وأشكاله والذي كان المدنيون أول ضحاياه وأدى إلى أضرار مادية كبيرة وإلى تدمير البنى التحتية"، كما جاء في بيان الخارجية الفرنسية.

وأوضح البيان أن "باريس والرياض تدعمان وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية، وعبرتا عن الأمل في التوصل إلى سلام عادل وشامل يستند إلى المبادرة العربية والى مبادئ الشرعية الدولية".

أما الملف النووي الايراني، فكانت له حصة كبيرة من محادثات ولي العهد السعودي في باريس، وشدد الطرفان على ضرورة تعاون طهران مع مجموعة "5+1" من أجل التوصل إلى اتفاق التزام يضمن سلمية برنامجها النووي. واعتبرا أن "مثل هذا الاتفاق يسهم في جهود جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".

ولم تنحصر محادثات ولي العهد السعودي في باريس بهذه الملفات، وتطرقت أيضاً إلى الوضع في لبنان، فجدد الطرفان "دعمهما لوحدة هذا البلد واستقراره من خلال مؤسساته الشرعية وتحديداً الجيش، وتمنيا أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت". وضمن اللقاءات التي عقدها الامير سلمان، لقاء مع السفراء العرب المعتمدين في فرنسا وضعهم خلاله في أجواء نتائج مباحثاته مع المسؤولين الفرنسيين.