وعود على ورق

وعود على ورق

25 أكتوبر 2015
+ الخط -
ثمة مشهدان عن الانتخابات المصرية لمجلسي الشعب والنواب قد يساعد سردهما على تفسير نتيجة الصناديق وضعف الإقبال.
الأول: قبل بدء العملية الانتخابية بيومين، وخلال يومي 17و16 من أكتوبر/تشرين أول الجاري، أعد مرشحون عديدون فاعليات للتأكيد على أنهم مرشحون فعلياً لخدمة الشعب ومن أجله، وسيحاربون ويرفعون صوته في البرلمان مع وعود عديدة، أصبحت كليشهات، اتفقت عليها برامج المرشحين (تنقية المياة، رفع الزبالة عن طرقات المدينة، توفير المواصلات بشكل يساعد الطلبة والعاملين من الخروج والعودة إلى المدينة في مواعيدهم، فرص عمل للعاطلين).
سيارات مؤجرة تحمل مكبرات الصوت وصور للمرشح، تجوب المدينة ليلاً، يعلوها أحدهم يمسك المايك، ويصرخ بصوت أعلى فأعلى بكلماتٍ، ليس مفهوما منها سوى: إنتخبوا ابن البلد! من؟ من يزعجنا في منازلنا، وفي وقت متأخر من النهار، بعد يوم دراسي أو عمل طويل؟
الثاني: في يومي الانتخابات، أخرج من منزلي مبكراً لألتحق بعملي خارج المدينة، فأرى صفوفاً من البشر على الطريق ينتظرون، ليس الانتخابات لكي يدلوا بأصواتهم، وإنما المواصلات التي تقلهم إلى عملهم، فأين اختفت السيارات؟
استأجر المرشحون السيارات المخصصة للسفر إلى العاصمة، لتجوب داخل المدينة، وتنقل ذويهم والعائلات المؤيدة لهم من داخل المدينة إلى مقار الانتخابات، وإن كانت، أغلب الوقت، تسير في الشارع فارغة من الأشخاص.
أين مصلحة المواطن قاطن المدينة الآخر، والذي يحتاج مواصلات سريعة ومريحة إلى عمله؟ فبرامجهم الانتخابية ليست سوى كلام على ورق، وهذا ليس جديداً، فهو متكرر على مدار السنين الماضية.
انتهت الانتخابات البرلمانية، وأعلنت النتيجة بين أعضائها. ولكن، في مدينتي ننتظر وقت إعادتها، بسبب تساوي الأصوات بين المرشحين، ليس لأننا متشوقون إلى الصناديق، وإلى السعي وراء أحد المرشحين، فجميعهم واحد بلا استثناء. ولكن، نعمل منذ اليوم، لنستيقظ باكراً للذهاب إلى العمل، لنلحق بالمواصلات القليلة المتوفرة.
AC784E71-BADE-4A20-857C-BEBE7B2B3401
AC784E71-BADE-4A20-857C-BEBE7B2B3401
أفنان كمال (مصر)
أفنان كمال (مصر)