وجها أميركا

25 ديسمبر 2015
مايكل مور متظاهراً ضد ترامب (من الفايسبوك)
+ الخط -
أثارت دعوة المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي الأميركي، دونالد ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بشكل كامل، استنكاراً داخل أميركا، حيث تظاهر حوالى مئتي شخص أمام مبنى "ترامب تاور" الذي يضم المكتب الانتخابي للمرشح ترامب ورفعوا لافتات كتب عليها "قولوا لا للفاشية قولوا لا لترامب". ومع ذلك، فالعنصرية التي تجرأ ترامب بالإعلان عنها أمام الملأ، سرعان ما لاقت ترجمة عملية عندما منع مسؤولون أميركيون قبل أيام عائلة بريطانية مسلمة من ركوب طائرة متجهة من مطار "غاتويك" في لندن إلى ولاية لوس أنجلس الأميركية لقضاء إجازة عائلية وزيارة "ديزني لاند".

هزالة عدد من تظاهروا أمام مبنى "ترامب تاور"، وبشاعة حادثة "غاتويك" تُؤكدان أن العنصرية الأميركية تجاه المسلمين لا تقف عند حدود ترامب ولسانه الطويل، ولكنها تتفشى، وإن بصمت، بين شريحة أوسع من المجتمع الأميركي. لقد تجلى ذلك في أمرين: أولاً ما كشف عنه استطلاع للرأي أجرته محطة "فوكس نيوز" الأميركية وأظهر أن 55% من مؤيدي دونالد ترامب، و45% من بين الديمقراطيين يؤيدون منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وثانياً أن تصريحات ترامب لم تؤثر كثيراً على وضعه في الاستطلاعات، بل أن موقعه كأقوى المرشحين تعزز حتى وصل الى39%، أي أكثر من ضعف أقرب منافسيه وهو السناتور تيد كروز الذي لم يحصل سوى على نسبة 18%.

تكشف السطور السابقة الوجه القبيح لأميركا السياسية، ولكنها لا ينبغي أن تخفي الوجه المُشرق لأرض الحريات والحقوق المدنية، بلاد مارتن لوثر كينغ، والمخرج والناشط السياسي مايكل مور، الذي استشعر خطر ما قاله ترامب، وخطر العنصرية التي تعتمل بصمت في صدور بعض الأميركيين، لذلك سارع بالدعوة الى حملة عالمية دفاعاً عن المسلمين في أميركا. وقد وجه صاحب "فهرنهايت 9/11" رسالة إلى ترامب، قال فيها: "أنا تربيت على أننا جميعاً إخوة بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو اللون، وإذا كنت ترغب في حظر دخول المسلمين، يجب عليك أولاً أن تحظر دخولي أنا والجميع، لأننا كلنا مسلمون". قد يضيق قوس قزح الأميركي أو تبهت ألوانه، ولكن الأكيد أن ترامب لن ينجح في وصد أبواب الحلم الأميركي في وجه المسلمين أو غيرهم.
المساهمون