واشنطن علمت سلفاً بـ"الغارات المصريّة ـ الإماراتيّة" على ليبيا

26 اغسطس 2014
التدخّل الخارجي في ليبيا خلط الأوراق (عبدالله دوما/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

علم "العربي الجديد"، من مصدر أميركي مطّلع، رفض نشر اسمه، أن "وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عاتب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في اتصال هاتفي على عدم إبلاغ واشنطن بعزم مصر على تنفيذ غارات جوية في ليبيا، فكان الجواب بأن العسكر أبلغوا نظراءهم في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عبر القنوات الخاصة، وأن شكري نفسه لم يعلم بالأمر إلا من صحيفة نيويورك تايمز". ويوحي استخدام كلمة "العسكر"، بأن المقصود بها هو رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، لأن أحداً غيره في مصر، لا يمكنه التصرّف من تلقاء نفسه في مسائل كهذه".

واستبعد المصدر أن "تكون مصر قد أرسلت سلاحها الجوي إلى ليبيا، من دون تنسيق مسبق مع دول في حوض البحر المتوسط، قادرة على إسقاط أي طائرة تجهل طبيعة مهمتها". وفي تفسيره للدوافع المصرية وراء إخفاء الأمر عن الإدارة السياسية في واشنطن، رجح المصدر أن "يكون ذلك نابعاً من مخاوف التعرض لضغوط أميركية سياسية، كانت ستحبط العمل العسكري المراد تنفيذه".

ولم يستبعد المصدر أن يكون المصريون قد تلقوا نصائح سعودية أو إماراتية وربما أميركية من جهات محددة، تعتقد أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أو كيري، يعارضان تدخل مصر في ليبيا. وأشار إلى أن "مسؤولي البنتاغون والوكالات الاستخبارية، أكثر مرونة مع السيسي، بسبب العلاقات الطويلة والمتينة، التي تربط المؤسستين العسكرية والأمنية في البلدين".

وكانت حكومات كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، دانت بشدة الهجمات البرية والغارات الجوية على المرافق العامة والبنى التحتية الحيوية في مدينتي طرابلس وبنغازي وضواحيهما. 

واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، مساء اليوم الثلاثاء، "الإمارات العربية المتحدة ومصر بشن ضربات جوية في ليبيا خلال الأيام الأخيرة". حسبما نقلت عنها وكالة "فرانس برس".

وكان شكري، أكد اليوم، في مؤتمر صحافي مشترك، حضره كل من رئيس الأركان الليبي الجديد، عبد الرزاق الناظوري، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة عيسى، ووزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، في مقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، أن "بلاده ليست متورطة في أي عمل عسكري أو لها تواجد عسكري في ليبيا". وأكد أن "القاهرة تدعم الشرعية المتمثلة في البرلمان الليبي. حسبما نقلت عنه وكالة "الأناضول".

من جهته، أوضح عبد العزيز، أن "مصر أبدت تعاوناً كاملاً مع الجانب الليبي، إذ تقدمنا منذ ثلاثة أسابيع بطلب رسمي، لتسهيل التأشيرات الخاصة بالجرحى، وتم السماح لهم، وكذلك تحمّل تكاليف علاجهم، في مستشفيات القيادة العسكرية". وأكد أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وعد بتقديم الدعم للجيش الليبي. 

وكان السيسي قد تقدّم بمبادرة الى عيسى، تتضمّن تدريب رجال الشرطة والقوات المسلّحة الليبيين في مصر، والمساهمة في إعادة تأهيل الجيش والشرطة النظاميين في ليبيا، وتمكينهما من جمع اﻷسلحة، في إشارة إلى تلك الموجودة بحوزة الثوار المدافعين عن استحقاق 17 فبراير.

المساهمون