واشنطن تفتح الأبواب لمحادثات مع إيران حول العراق

16 يونيو 2014
مطالبات في الكونغرس لتعاون مع إيران بشأن العراق(أرشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تبحث إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع إيران بشأن الوضع الأمني المتدهور في العراق، دون التطرق إلى تفاصيل التعاون المحتمل بين الطرفين.

ولا تبدو على الجبهة الداخلية في الولايات المتحدة، عقبات كبيرة أمام تعاون من هذا النوع، وخصوصاً في ظل تصريحات أعضاء في الكونغرس الأميركي تطالب الرئيس، باراك أوباما، بالتحرك سريعاً في الشأن العراقي.

فقد شدد أعضاء في الكونغرس على أهمية التعاون مع إيران، من أجل الوقوف سداً أمام ما وصفه البعض، بزحف "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في اتجاه بغداد، وبسط سيطرتها على أجزاء من العراق، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقسيمه الفعلي.

واللافت أن بعض هذه التصريحات لسياسيين أميركيين، كانوا وما زالوا يرون إيران عدواً لدوداً للولايات المتحدة، منتقدين التقارب الأخير الذي حصل بين الدولتين والمحادثات بشأن ملف إيران النووي، إلا أنهم يعتقدون أن الوضع الحالي في العراق يحتّم التعامل "حتى مع إيران".

ومن بين هؤلاء السيناتور عن الحزب الجمهوري، ليندسي غراهام، العضو في لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي.

فقد انقلب موقف غراهام المتشدد، حتى الأمس القريب، من المفاوضات النووية مع إيران والعلاقة معها، ليطالب الرئيس أوباما، في مقابلة له مع محطة التلفزيون الأميركية "سي بي إس" مساء الأحد، بالتعاون مع إيران.

وقال غراهام "في ظل انهيار محتمل لبغداد علينا التعاون مع الإيرانيين، لتثبيت الاستقرار في العراق ولكي نضمن أن إيران لن تستغل الموقف لاحتلال أراض عراقية".

وشبّه السناتور الأميركي التعاون مع إيران بآخر قامت به الولايات المتحدة مع جوزيف ستالين، خلال الحرب العالمية الثانية، "من أجل كبح تقدم أدولف هتلر ومحاربة ألمانيا النازية".

من جهته، ناشد السيناتور في الحزب الجمهوري، مايك روجيرز، والذي يرأس لجنة "الاستخبارات الأميركية" في مجلس النواب الأميركي، الرئيس أوباما، بتكثيف التعاون كذلك مع جامعة الدول العربية من أجل التنسيق في هذا الشأن.

وحذر من الخطر الذي يهدد أمن الولايات المتحدة ودول غربية "في ظل وجود آلاف المقاتلين في صفوف داعش والقاعدة، في العراق وسورية، الذين يحملون جوازات أميركية وغربية وسيعود بعضهم إلى هذه الدول للقيام بعمليات إرهابية فيها".

وأمام التطورات المستجدة، حاولت واشنطن بعث عدة رسائل طمأنة إلى دول الجوار العراقي وإسرائيل، مفادها أن أي مباحثات وتعاون أميركي إيراني في شأن العراق، لن يؤثر على المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي تجري حالياً.

ويفيد بعض الخبراء أن "المحادثات الدولية والأميركية مع إيران حول ملفها النووي، لم تشهد التقدم المطلوب حتى الآن، بل إن البعض ذهب إلى حد التشكيك في إمكانية أن تشهد المفاوضات انفراجاً كبيراً حتى الـ 20 من شهر يوليو/تموز، وهو الموعد الذي حددته إدارة أوباما ودول غربية من أجل التوصل إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الإيرانية حول ملفها النووي".

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أدلى بتصريحات الأسبوع الماضي، في مجلس الشيوخ أمام لجنة العلاقات الخارجية، طرح فيها سيناريو يتم بموجبه تمديد فترة المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي لستة أشهر إضافية للمهلة التي كانت إيران ومجموعة 5+1 قد حددتها في نوفمبر الماضي، أي الـ 20 من يوليو/تموز المقبل.

وأثارت تصريحات كيري، بتمديد فترة التفاوض ستة أشهر إضافية، سخط الجهات الإسرائيلية، ومن هنا يمكن فهم سياق تصريحات كيري من فيينا، والتي ركز فيها على أن أي حديث عن الملف العراقي لن يكون على جدول أعمال الجولات الرسمية التي تناقش الملف النووي الإيراني.

وصرحت مصادر رسمية أميركية، أن اللقاءات بين الطرفين في فيينا سوف تشهد مباحثات في الشأن العراقي، ولكن في "لقاءات منفصلة لا علاقة لها بمحادثات النووي الإيراني"، في إشارة من جانب الإدارة الأميركية إلى أن لا خلط للأوراق بين الوضع في العراق والملف الأيراني.

ويرى خبراء سياسيون أميركيون، أن أي تنسيق بين واشنطن وطهران سيكون من أجل تحقيق أهداف سياسية على المدى القصير تتلخص بمحاولة القضاء على تنظيم "داعش" ومنع الانهيار الكامل للدولة العراقية.

ولعل ما يرغب به الطرف الأميركي يتلخص في قدرة إيران في الضغط على رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، وتشكيل حكومة وفاق وطني أو تنحيه.

ويعتبر الخبراء أن تصريحات الرئيس أوباما التي انتقد فيها سياسة المالكي وحمله خلالها مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة إقصاء حكومته للعراقيين السنة، تعني أن الإدارة الأميركية ربما تتطلع إلى عراق "ما بعد المالكي".

المساهمون