واشنطن تطمئن إسرائيل مجدّداً بشأن المفاوضات مع إيران

23 فبراير 2014
تزور شيرمان الأراضي المحتلة، والسعودية والإمارات
+ الخط -
في ظلّ المفاوضات الجارية بين الدول الغربية وإيران حول ملفها النووي، تحاول الولايات المتحدة أن تطمئن حلفائها، خصوصاً إسرائيل، بأنها لن تسمح لإيران بإنتاج السلاح النووي؛ رسالة تنقلها، اليوم، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، يوفال شطاينتس، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين، خلال لقائها المرتقب بهما في القدس المحتلة.

وتقوم شيرمان بجولة في المنطقة تشمل الأراضي المحتلة، والسعودية والإمارات بغرض مناقشة الملف النووي الإيراني. وكانت قد أكدت مساء أمس السبت، خلال لقاء مع الصحافيين الإسرائيليين، أنه "سيسمح لإيران، في إطار الاتفاق الدائم حول مشروعها الذري، الاحتفاظ ببرامج لتخصيب اليورانيوم لأغراض عملية (سلمية) فقط، على أن تكون الكميات محدودة، متواضعة، وتحت المراقبة". قبل أن تحذر من أنه "إذا لم يتم ذلك، فلن يتم توقيع اتفاق مع إيران".

وقالت المسؤولة الأميركية إن "الولايات المتحدة تدرك أهمية عدم حيازة إيران لأسلحة ذرية، وحساسية هذا الأمر في إسرائيل"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية المشاورات التي تجريها الولايات المتحدة مع إسرائيل بهذا الخصوص. غير أن مراسل الإذاعة الإسرائيلية، تشيكو منشيه، ذكر أن شيرمان وجّهت أيضاً رسالة تحذير إلى إسرائيل من السعي لإفشال المسار الدبلوماسي مع إيران.

في غضون ذلك، أقر وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، بأن السياسة التي اتّبعتها حكومة إسرائيل في الشأن الإيراني، والحملات الدبلوماسية والإعلامية لحكومة بنيامين نتنياهو، والتلويح المستمر بالخيار العسكري بدلاً من الخوض في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة، كانت خاطئة وأدت في نهاية المطاف إلى هذا الوضع الذي قد يسمح لإيران في نهاية المطاف بالاحتفاظ بالبنى التحتية التي قد تمكّنها في المستقبل من استئناف مشروعها الذري.

وبحسب موفاز، فإنه كان بمقدور إسرائيل تحقيق إنجازات أفضل لو أنها تعاونت مع الولايات المتحدة والغرب بدلاً من اعتراض الاتصالات والمحادثات الدبلوماسية مع إيران.

حديث موفاز جاء في معرض تعليقه على تحذير شيرمان الى الإسرائيليين بقولها إن "الولايات المتحدة تتوقع من كل الجهات في العالم ألا تعمل على تخريب المفاوضات. نحن لا ندخل هذه المفاوضات واضعين نظارات وردية ولا نعرف بعد ما إذا كان بالإمكان التوصل لحل دبلوماسي، لكن من المهم جداً لطواقم المفاوضات التابعة لنا أن تحظى بالوقت والمساحة اللازمين من حلفائنا كي تحاول التوصل الى حل دبلوماسي. المحادثات مع إيران صعبة جداً ولا يمكننا أن نسمح بأن يجعلها طرف ما أكثر صعوبة".

وبحسب شيرمان، فإنه من المهم للولايات المتحدة سماع رأي إسرائيل وتلقي ملاحظاتها ونصائحها، "فأحياناً نتفق وأحياناً لا نتفق، لكن يهمنا سماع موقفها، وهناك مقياس واحد للنجاح وهو ألا تملك إيران القدرة على امتلاك أسلحة نووية. وهدفنا أن يكون مشروع الذرة الإيراني هو للأغراض السلمية".

وأكدت شيرمان أن مختلف القضايا والمواضيع التي تقلق المجتمع الدولي في الملف الإيراني ستطرح على طاولة المفاوضات حول الاتفاق الدائم. وعند سؤالها عمّا إذا كان سيشمل ذلك الصواريخ الباليستية الإيرانية، أجابت: "كل المواضيع التي تقلقنا ستكون على الطاولة"، موضحة أن "المفاوضات ستتطرق أيضاً إلى الجوانب الأمنية والعسكرية الأخرى".

وقالت المسؤولة الأميركية إن الملف الإيراني سيبحث أيضاً خلال اللقاء المرتقب الأسبوع المقبل بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، مضيفة: "نريد التوصل لاتفاق جيد وذلك يستلزم عملاً مكثفاً، ولا ننوي اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالناس في المنطقة دون استشارتهم".

المساهمون