قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة سامنثا باور، إن دول المنظمة بإمكانها النظر في اتخاذ تدابير أخرى، في حال استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لعرقلة مشروع قرار جديد في مجلس الأمن خاص بحلب، من بينها اللجوء إلى الجمعية العامة.
وتوقعت السفيرة الأميركية، في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، حول الأحداث في مدينة حلب السورية، أن تلجأ روسيا إلى استخدام حق النقض لمنع صدور قرار صاغته كل من نيوزيلندا ومصر وإسبانيا.
ويدعو مشروع القرار إلى فرض هدنة إنسانية في مدينة حلب، شمالي سورية، لمدة 10 أيام، للسماح بوصول المساعدات للمدنيين المحاصرين وإجلاء الجرحى.
وأضافت السفيرة الأميركية، في إفادتها خلال الجلسة، أنه "يمكن للدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تنظر في إجراءات أخرى في حال قيام روسيا باستخدام الفيتو لمنع مشروع قرار بشأن سورية".
وأوضحت أن "روسيا قد تستخدم مجددا حق النقض لمنع هذا المجلس من تقديم المساعدة للمدنيين البائسين في شرقي حلب، كما فعلت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ولفتت إلى أنه "إذا فعل الروس ذلك، فإنه يتعين على الدول الأعضاء أن تنظر بسرعة في الأدوات الأخرى المتاحة في منظمة الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة، بغية أن يكون الضغط أكثر فاعلية".
وبحسب ميثاق الأمم المتحدة، تملك روسيا وأربع دول أخرى، هي الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، حق استخدام النقض لمنع صدور أي قرارات من مجلس الأمن، فيما تتمتع الجمعية العامة للمنظمة (193 دولة) بسلطة إصدار قرارات، لكنها في هذه الحالة ستكون قرارات غير ملزمة للأعضاء، على عكس قرارات مجلس الأمن.
واستخدمت روسيا حق النقض منذ شهرين، ونجحت في عرقلة مشروع قرار فرنسي دعا إلى وقف الأعمال العدائية في حلب، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين من المدنيين، وإجلاء الجرحى وكبار السن من المدينة.
وقبل 10 أيام، تقدمت كل من نيوزيلندا وإسبانيا ومصر بمشروع قرار تم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن (ولم يتم تحديد موعد حتى الآن للتصويت عليه داخل المجلس) يدعو إلى فرض هدنة إنسانية لمدة 10 أيام، ووقف جميع الهجمات في حلب، إضافة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين وإجلاء الجرحى.
وتتعرض أحياء حلب الشرقية، منذ أسبوعين، لقصف عنيف من طائرات النظام وطائرات روسية، أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تقدمت قوات النظام والمليشيات الموالية لها على الأرض، وسيطرت على ثلث المناطق الخاضعة للمعارضة في المدينة.