وائل جسار: نحن شعبٌ يستحق العيش بكرامة

وائل جسار لـ"العربي الجديد": نحن شعبٌ يستحق العيش بكرامة

29 اغسطس 2020
أطلق وائل جسار أخيراً أغنية "حلم حياتي" (مصطفى حبيص/الأناضول)
+ الخط -

 

بعد انفجار بيروت، توقّف نشاط الفنان اللبناني وائل جسّار، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذْ يبدو وكأن جسار علّق نشاطه من دون الإعلان عن ذلك رسميًا، ليتسم قراره بالهدوء والصدقية نفسيهما اللذين طالما ميّزا خطواته في مشوارٍ فنّي طويل عرف خلاله نجاحات باهرة.

يشجبُ النجم اللبناني "تقاعُس الدولة عن مسؤولياتها تجاه شعبها"، ويسأل، في حوار خاص أجرته معه "العربي الجديد": "هل نحن رخيصون لهذه الدرجة كشعب في نظر دولتنا؟ إلى متى سنبقى مجرّد أرقام في موازينهم؟". ويضيف: "أتمنّى أن يستفيق الحكّام، لأننا شعب يحبّ الحياة ويستحق أن يعيش بكرامة".

ولبيروت التي يحضّر لها أغنية خاصّة تتحدّث بلسان حالها وتنقل وجع أبنائها، يقول: "ستعودين أفضل من ما كنت بسواعد أبنائك. أنت جميلة كيفما كنت، وأنتِ مصدر فخرنا واعتزازنا".

لا يخفي النجم الذي يتمتّع بجماهيرية كبيرة في العالم العربي ومصر على وجه الخصوص حزنه إزاء ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان من عدم استقرار على الصعد كافّة، وقد عبّر عن نقمته تجاه الظلم والفساد في ساحات الثورة التي نزلها بمشاركة زوجته. وعن سبب مشاركته في الثورة يقول: "تظاهرت وزوجتي ضد الطبقة الحاكمة في لبنان برمتها، ففي خلال 30 عاماً بدلاً من أن نتقدّم، أعادونا مائة عام إلى الوراء. فهل يُعقل في القرن الواحد والعشرين وفي عام 2020، ما زلنا نطالب بحقوقنا البديهية والأساسية. هناك الكثير من الأمور التي لا تسير كما يجب في البلد، وهي أكثر من أن تحصى. ولا أعرف كيف ينام الحُكّام جميعاً على وسائدهم وهُم ظالمون للشعب اللبناني بكامله. لقد نزلنا إلى الشارع لنقول كفى ظُلماً واستبداداً وتحكُّماً في رأينا وفي كلّ ما نفعله. وآمل في أن تصل الثورة إلى أهدافها، وأن يستعيد الشعب اللبناني وعيه خلال الانتخابات، وأن يضع في صناديق الاقتراع اسم الرجل المناسب في المكان المناسب".

كما يحرص صاحب أغنية "غريبة الناس" على مواكبة أحداث لبنان بمواقفه وأعماله الفنية. إذْ شارك في أوبريت "إنت أقوى" الذي قدّمه أخيراً إلى جانب مجموعة من نجوم العالم العربي كجرعة أمل للناس في مواجهة جائحة فيروس كورونا، معتبراً أن "الفن رسالة سامية، ومن خلاله نُعطي بريق أمل للناس، ونُشعرهم بأنّ الدنيا ما زالت بخير، ويجب أن نفرح وأن نعيش الحياة كما هي، ونتحدّى أحزاننا. ومن خلال هذه الأعمال، نقدّم رسالة في الكلام، لكي نبقى صامدين وأقوياء ونتخطّى الصعاب"، معبّراً عن امتنانه لنجاح أحدث أغنياته المصوّرة بعنوان "ما تغيبش ثواني" التي سجّلت أكثر من خمسة ملايين مشاهدة على موقع "يوتيوب"، رغم "الوضع العصيب الذي يمرّ به العالم كلّه".

وعن غياب المهرجانات الغنائية الضخمة لهذا العام في ظلّ القيود التي يفرضها فيروس كورونا على العالم، يقول النجم الذي وقف على خشبة أهم المهرجانات العربية من "موازين" إلى "جرش" و"قرطاج" و"دار الأوبرا" وغيرها: "لا أعتقد أنّ الأوضاع الراهنة ستستمرّ على ما هي، بل ستمرّ هذه المرحلة. وإنّ حفلات الأونلاين برزت بسبب أزمة كورونا وضرورة التباعد الاجتماعي، لكنني أعتقد أنّ هذه الحفلات ليست حلاً نهائياً، فيجب أن يكون الفنان على تواصل مباشر مع الناس، لكي يكون هناك تفاعُل أكبر ويفرح الناس أكثر. وأتمنى أن تتحسّن كلّ الأمور وأن يعود الوضع إلى ما كان عليه. وأرى الخير والبركة في جميع الفنانين الذين قدّموا هذا النوع من الحفلات الافتراضية، وأتمنى التوفيق لهم جميعاً".

وعن حصوله أخيراً على جائزة "الأب القدوة الفنية لعام 2020" من قبل منظمة الأمم المتحدة للفنون، يقول: "لقب الأب القدوة كبير جداً، وشرف كبير لي أن أحصل عليه، وأتمنى أن يقدّرني الله على أن أكون قدوة لأولادي مثلما يتمنّى كلّ أب، فهذه مسؤولية كبيرة آمل في أن أكون بمقدارها. الأب في الحياة هو السند وكلّ شيء لأولاده، ويجب أن يعلّمهم أصول الحياة وأن يسيروا على الطريق المُستقيم، وبذلك يكون قد علّمهم كلّ ما يجب أن يتعلّموه في الحياة".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

🙏🏼❤️

A post shared by Wael Jassar | وائل جسار (@waeljassarofficial) on

وعن القضايا التي ينوي مناصرتها بعدما منحه أيضاً "المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي" لقب سفير السلام والنوايا الحسنة كأحد أبرز الشخصيات في دعم الأعمال الإنسانية من خلال الفن، يجيب: "أتمنّى أن يقدّرني الله على فعل الخير. وأشكر جميع القيّمين على هذه الجائزة، لأنّهم وجدوا لدي الإنسانية، فأهم شيء في الإنسان أن يكون لديه إنسانية تجاه أخيه الإنسان. وأتمنى أن أتمكّن من مساعدة نسبة كبيرة من الناس المحتاجين بكل الطرق المتاحة وأن أكون بمقدار هذه المسؤولية".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Wael Jassar | وائل جسار (@waeljassarofficial) on

وعمّا إذا كان ينوي مساعدة بلده لبنان من خلال هذه الألقاب الفخرية، يقول: "بالتأكيد أتمنى أن أتمكّن من مساعدة لبنان في محنته، وسأفعل كل ما في وسعي لتحقيق ذلك. ولكن لا توجد عصا سحرية، فالدولة بكاملها لا تقدّم شيئاً للشعب. ولن أقصّر أبداً حسب ما تسمح قدراتي، فالناس تعبوا، وهناك الكثير من المظلومين. وأتمنى إذا سمحوا لنا بالعمل أن أقوم بأيّ شيء لبلدي وللناس، فهذه أمنيتي".

وجسّار الذي أطلق أخيراً أغنية "حلم حياتي" وهي الأغنية الخاصة بفيلم "توأم روحي" للنجم حسن الرداد، يعرب عن سعادته بالأصداء الكبيرة التي حققتها الأغنية في المحروسة، وهو الذي اقترن اسمه بأداء مجموعة كبيرة من أنجح الأغنيات الخاصة بالأفلام وتترات المسلسلات.

المساهمون