وأخيراً صوت مصري آخر: كلّنا غزة

وأخيراً صوت مصري آخر: كلّنا غزة

02 اغسطس 2014
هيثم محمدين من أبرز الأصوات المصرية الداعمة لغزة (فيسبوك)
+ الخط -
بعدما فشل الإعلام المصري، الخاص كان أو الرسمي، في تقديم تغطية منصفة للعدوان على غزة... برز مصريون آخرون في الإعلام الجديد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتحدّثون بلغة الشارع. الشارع الغاضب من إعلامه، الشارع المتعاطف والمتضامن مع أهله في القطاع.

"قل الكيان الإرهابي ولا تقل دولة إسرائيل. قل الصراع العربي الصهيوني ولا تقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. قل العدو الصهيوني ولا تقل حرباً على اليهود الخنازير". هذا ما كتبه الناشط السياسي، عضو "حركة الاشتراكيين الثوريين" المصرية، هيثم محمدين، ليمحو الالتباس في المفاهيم والعقائد، كما كتب ويكتب باستمرار على صفحته على "فيسبوك" أو صفحات "الاشتراكيين الثوريين".

هذه المفاهيم والمصطلحات، التي يخشى الكثير الاقتراب منها، أعلنها أيضا صراحة، مراسل "التلفزيون المصري" ماجد شبلاق، الذي أغلق الهاتف في وجه مذيع نشرة الخامسة في التلفزيون.

إذ سأله المذيع عن الأوضاع في غزة بعد مرور 3 ساعات من الهدنة، فكان رد شبلاق أن الأوضاع سيئة للغاية، وأن هناك فوضى عارمة في الشوارع، وقصفاً إسرائيلياً "مجنوناً" على الأحياء. ثم وجه المذيع كلماته لشبلاق: لقد حدثتنا عن الأوضاع الإنسانية، بالنسبة للتهدئة لأربع ساعات.. هل وافقت عليها كل الفصائل الفلسطينية؟، فكان رد شبلاق: هذه الهدنة جاءت من طرف واحد، وهو الاحتلال الإسرائيلي... أنا أتحدث الآن ولا تعنيني المهنية في شيء، هذا كذب وتضليل، ما يحدث جرائم حرب في غزة، شكراً لك.  قبل أن يغلق الهاتف.

بحرص كان أو تخوف، يجد كثيرون حرجاً أو تخوفاً من تسمية الأمور بأسمائها، مبررين موقفهم بأن "حماس التي تعد رافداً من روافد جماعة "الإخوان المسلمين" المغضوب عليها في مصر، هي التي تفتعل الأزمة في فلسطين، لإحراج مصر دوليّاً". هذا الحديث لا يردده الرجل العادي في الشارع المصري وحسب، بل موجود لدى النخب السياسية والإعلامية. لذلك بدأت أصوات إعلامية وسياسية، تظهر ولو من وراء حجاب، لتعلن موقفاً آخر معادياً لكل ما تعلنه الحكومات العربية وإعلامها.

يوم الاثنين الماضي، المفكر الكويتي علي البداح، كتب مقالاً في جريدة "آراء" الإلكترونية، بعنوان "فلسطين ليست حماس". وجاء في المقال "عندما تهاجم إسرائيل قطاع غزة وتقتل الفلسطينيين وتدمر مساكنهم وممتلكاتهم فإن المسألة لا تخص "حماس"، حتى لو كانت "إسرائيل" تقصد قيادات "حماس" فقط، وهذا لن يكون؛ فإن القضية الآن هي قضية الشعب العربي الفلسطيني برمته، الموقف الآن يحتم تجميد محاسبة "حماس" والوقوف مع الشعب الفلسطيني...".

رحب بالمقال أستاذ علم الاجتماع في "جامعة عين شمس" المصرية، قدري حفني، ولم يجد نافذةً للتعقيب سوى من خلال صفحته الخاصة على "فيسبوك"، فقال "رغم سخافات حماس وتجاوزات قطر وتركيا ووحشية إسرائيل، لا ينبغي لمصر التراجع عن موقفها التاريخي الداعم لفلسطين والحرص على وحدة الصوت الفلسطيني وإدانة الوحشية الإسرائيلية وفي الوقت نفسه الاستمرار في مواجهة الإرهاب الدموي المتأسلم. إنه خيار صعب ولكنه قدر مصر التاريخي".

دلالات

المساهمون