فيما تجتاح صرعة ناطحات السحاب مدن العالم، وتطغى على أفق المدن في معظم عواصمه المالية، تحقق هذه المباني المكتبية الشاهقة عوائد مجزية للمستثمرين، حيث يتنافس العديد من أثرياء العالم على شراء مساحات إستراتيجية في لندن ونيويورك وهونغ كونغ وطوكيو وإقامة أبراج تجارية عليها.
وفي المسح الذي أجرته وكالة "نايت فرانك"، كبرى الوكالات العالمية التي يوجد مقرها في لندن، تبين أن سعر القدم المربعة لناطحات السحاب في هونغ كونغ بلغ 6.3 ألف دولار. ومثل هذا السعر يساوي سعر شقة في بعض المدن الفقيرة.
وبهذا السعر هونغ كونغ الأغلى عالمياً، من حيث قيمة القدم المربعة، وتتفوق أسعارها بنسبة 50% مقارنة مع أقرب منافس لها وهي مدينة طوكيو. وهي المدينة التي احتلت المرتبة الثانية في مؤشر وكالة "نايت فرانك" لأسعار القدم المربعة لناطحات السحاب في العالم.
ويعزى تصدر هونغ كونغ لمؤشر أغلى أسعار ناطحات السحاب، إلى أنها أصبحت الرئة الرأسمالية بالنسبة لمليارديرات الصين الجدد الذين يرغبون في إطلالة على العالم الغربي، لا تمنحها إليهم البلاد الأم. كما أن جغرافية المدينة نفسها تعد من أهم الأسباب، إذ في مساحة محدودة صغيرة مثل هونغ كونغ التي تحيط بها المياه من كل جانب، تضطر وكالات العقارات والعاملين في مجال تطوير المباني وإعادة بنائها، إلى تحويل الهواء إلى "أرض" ومن ثم كان لزاماً أن يتجه البناء صعوداً إلى أعلى ما يمكن بناؤه.
في هذا الصدد، يقول جيمس روبرتس، رئيس قسم الأبحاث التجارية في وكالة "نايت فرانك" البريطانية: "ناطحات السحاب تعد مثل سيارة لامبورجيني الرياضية في عالم المكاتب والشركات، ما يدفع بالمزيد من المستثمرين لامتلاك هذه المباني التي تمنح مالكيها السمعة والهيبة، كما أنها تعد من الموجودات عالية الجودة التي يرغب كبار المستثمرين في التنافس على اقتنائها".
ويضيف: "الطوابق العليا في ناطحات السحاب تحظى بقيمة إيجارات أعلى، مقارنة بالمساحات المكتبية في الطوابق منخفضة الارتفاع، نظراً لحسن المظهر والاعتداد بالموقع الرفيع". وأضاف "كما يمكن أن يدهش صاحب المكاتب في الطوابق العليا العميل، حينما يأخذه إلى غرفة اجتماعات من شأنها أن تقدم له مشهداً يشابه مستوى تحليق طائرة، فيما هو ينظر إلى المدينة أدناه". وقال من هذا المنطلق "فإن الإيجارات الاستثنائية المعروضة للمستأجرين تبرر ارتفاع الأسعار التي يدفعها المستثمرون لامتلاك مثل هذه العقارات الفخمة".
وتقليدياً، فإن الشركات المالية والشركات العالمية الكبرى تفضل أن تكون مكاتبها في مثل هذه البنايات، وكانت وما تزال هي الشاغل الرئيس لناطحات السحاب.
وخلافاً لما كان في العقود الماضية، التي كان إيجار هذه البنايات حكراً على المجموعات المالية الكبرى وشركات النفط، يلاحظ في السنوات الأخيرة، عمدت مجموعة واسعة من الشركات ذات النشاطات المتنوعة إلى تأجير مساحات شاهقة في البنايات المكتبية. ففي لندن وسان فرانسيسكو، اتخذت شركة تقنية المعلومات "سيلسفورس دوت كوم" العملاقة، مكاتب لها في بعض ناطحات السحاب البارزة. وفي نيويورك واصل مبنى "إمباير ستيت" العريق الحظوة بشعبية واسعة من شركات التكنولوجيا.
كما أخذت شركات التأمين العالمية أيضاً، تتجه إلى تأجير مكاتب في ناطحات السحاب وأبراج لندن التي اكتمل بناؤها حديثاً. ويلاحظ أن شركات التأمين باتت تحتل معظم المساحات المكتبية في بناية "20 شارع فينشيرش ستريت"، إضافة إلى مبنى ليدينهال الذي تم تأجير غالبية مكاتبه لشركات التأمين.
أما القفزة الأبرز في المؤشر فهي تأتي من سان فرانسيسكو، المدينة التي قفزت على السطح متخطية أربع مدن آسيوية لتحتل المرتبة الخامسة في الترتيب الدوري العالمي، بعد أن كان ترتيبها التاسع في الربيع الماضي. ويعزى الدافع وراء هذا التسارع في القيمة العقارية إلى النمو السريع في قطاع التكنولوجيا في كاليفورنيا.
وفي أوروبا، تأتي لندن على رأس القائمة من حيث قيمة سعر القدم المربعة، مقارنة بمدن مثل باريس أو فرانكفورت. وقد احتلت لندن المركز الخامس مرة أخرى في الربيع الماضي، ويظهر ارتفاع الأسعار ثقة المستثمرين في الآفاق المستقبلية لسوق المكاتب في العاصمة البريطانية، فضلاً عن الموجة الجديدة التي تجتاح بريطانيا وتدفع المستثمرين إلى بناء ناطحات السحاب.
وتشير إحصاءات بلدية لندن الصادرة في نهاية العام الماضي، إلى أن هنالك 236 ناطحة سحاب ستنشأ في لندن خلال الأعوام المقبلة، بعضها أجازته بلدية لندن ويجري تنفيذه، والآخر تحت الدراسة وربما يجاز قريباً.
من بين هذه الناطحات 189 بناية مخططة للسكن، لا يقل ارتفاع أي منها عن 20 طابقاً، و13 بناية مختلطة تجمع بين الشقق السكنية والمكاتب، وربما المحال التجارية والفنادق. كما أن من بينها 18 بناية مكتبية.
وتشير الخطط المعمارية التي سلمت إلى بلدية لندن حتى نهاية العام الماضي، إلى أن 22 ناطحة سحاب من هذه البنايات سيفوق ارتفاعها 50 طابقاً. يذكر أن عمارة "ذي شارد" التي اكتملت قبل عامين على الجانب الآخر من معبر لندن بريدج، والمواجهة لحي السيتي من الجانب الآخر لضفاف نهر "تايمز"، تعد حتى الآن أعلى بناية في لندن وفي أوروبا. وهي من ناطحات السحاب التي تشتمل على مكاتب وفنادق ومحال تجارية. وربما تصبح "شارد" البناية الثانية أو الثالثة من حيث الارتفاع خلال ثلاث أو خمس سنوات.
والجدير بالذكر، أن أدلة قوية ظهرت أخيراً، تؤكد انتقال شركات التكنولوجيا إلى ناطحات السحاب. وهناك أمثلة من الماضي بأن بعض الصناعات الجديدة خلال مرحلة صعودها وقع اختيارها لتحتل مساحات من الأبراج العالية لمكاتبها، بمثابة بيان لتفخيم الوضع المادي". وذلك حسب تصريحات جيمس روبرتس.
ويستطرد: "ومن الأمثلة على ذلك مبنى كرايسلر في عام 1931، خلال فترة ازدهار المنافسة البينية في صناعة السيارات، ومبنى بان آم في ستينيات القرن الماضي، عندما كان السفر الجوي سلعة جديدة في سوق بدأت تتضخم تباعاً. ومع استمرار ثورة التكنولوجيا الرقمية في العالم، يمكن لناطحات السحاب أن تقدم وسيلة سريعة لتوفير كتل كبيرة من المساحات المكتبية لمواكبة النمو السريع لحجم هذه الشركات".
وفي المسح الذي أجرته وكالة "نايت فرانك"، كبرى الوكالات العالمية التي يوجد مقرها في لندن، تبين أن سعر القدم المربعة لناطحات السحاب في هونغ كونغ بلغ 6.3 ألف دولار. ومثل هذا السعر يساوي سعر شقة في بعض المدن الفقيرة.
وبهذا السعر هونغ كونغ الأغلى عالمياً، من حيث قيمة القدم المربعة، وتتفوق أسعارها بنسبة 50% مقارنة مع أقرب منافس لها وهي مدينة طوكيو. وهي المدينة التي احتلت المرتبة الثانية في مؤشر وكالة "نايت فرانك" لأسعار القدم المربعة لناطحات السحاب في العالم.
ويعزى تصدر هونغ كونغ لمؤشر أغلى أسعار ناطحات السحاب، إلى أنها أصبحت الرئة الرأسمالية بالنسبة لمليارديرات الصين الجدد الذين يرغبون في إطلالة على العالم الغربي، لا تمنحها إليهم البلاد الأم. كما أن جغرافية المدينة نفسها تعد من أهم الأسباب، إذ في مساحة محدودة صغيرة مثل هونغ كونغ التي تحيط بها المياه من كل جانب، تضطر وكالات العقارات والعاملين في مجال تطوير المباني وإعادة بنائها، إلى تحويل الهواء إلى "أرض" ومن ثم كان لزاماً أن يتجه البناء صعوداً إلى أعلى ما يمكن بناؤه.
في هذا الصدد، يقول جيمس روبرتس، رئيس قسم الأبحاث التجارية في وكالة "نايت فرانك" البريطانية: "ناطحات السحاب تعد مثل سيارة لامبورجيني الرياضية في عالم المكاتب والشركات، ما يدفع بالمزيد من المستثمرين لامتلاك هذه المباني التي تمنح مالكيها السمعة والهيبة، كما أنها تعد من الموجودات عالية الجودة التي يرغب كبار المستثمرين في التنافس على اقتنائها".
ويضيف: "الطوابق العليا في ناطحات السحاب تحظى بقيمة إيجارات أعلى، مقارنة بالمساحات المكتبية في الطوابق منخفضة الارتفاع، نظراً لحسن المظهر والاعتداد بالموقع الرفيع". وأضاف "كما يمكن أن يدهش صاحب المكاتب في الطوابق العليا العميل، حينما يأخذه إلى غرفة اجتماعات من شأنها أن تقدم له مشهداً يشابه مستوى تحليق طائرة، فيما هو ينظر إلى المدينة أدناه". وقال من هذا المنطلق "فإن الإيجارات الاستثنائية المعروضة للمستأجرين تبرر ارتفاع الأسعار التي يدفعها المستثمرون لامتلاك مثل هذه العقارات الفخمة".
وتقليدياً، فإن الشركات المالية والشركات العالمية الكبرى تفضل أن تكون مكاتبها في مثل هذه البنايات، وكانت وما تزال هي الشاغل الرئيس لناطحات السحاب.
وخلافاً لما كان في العقود الماضية، التي كان إيجار هذه البنايات حكراً على المجموعات المالية الكبرى وشركات النفط، يلاحظ في السنوات الأخيرة، عمدت مجموعة واسعة من الشركات ذات النشاطات المتنوعة إلى تأجير مساحات شاهقة في البنايات المكتبية. ففي لندن وسان فرانسيسكو، اتخذت شركة تقنية المعلومات "سيلسفورس دوت كوم" العملاقة، مكاتب لها في بعض ناطحات السحاب البارزة. وفي نيويورك واصل مبنى "إمباير ستيت" العريق الحظوة بشعبية واسعة من شركات التكنولوجيا.
كما أخذت شركات التأمين العالمية أيضاً، تتجه إلى تأجير مكاتب في ناطحات السحاب وأبراج لندن التي اكتمل بناؤها حديثاً. ويلاحظ أن شركات التأمين باتت تحتل معظم المساحات المكتبية في بناية "20 شارع فينشيرش ستريت"، إضافة إلى مبنى ليدينهال الذي تم تأجير غالبية مكاتبه لشركات التأمين.
أما القفزة الأبرز في المؤشر فهي تأتي من سان فرانسيسكو، المدينة التي قفزت على السطح متخطية أربع مدن آسيوية لتحتل المرتبة الخامسة في الترتيب الدوري العالمي، بعد أن كان ترتيبها التاسع في الربيع الماضي. ويعزى الدافع وراء هذا التسارع في القيمة العقارية إلى النمو السريع في قطاع التكنولوجيا في كاليفورنيا.
وفي أوروبا، تأتي لندن على رأس القائمة من حيث قيمة سعر القدم المربعة، مقارنة بمدن مثل باريس أو فرانكفورت. وقد احتلت لندن المركز الخامس مرة أخرى في الربيع الماضي، ويظهر ارتفاع الأسعار ثقة المستثمرين في الآفاق المستقبلية لسوق المكاتب في العاصمة البريطانية، فضلاً عن الموجة الجديدة التي تجتاح بريطانيا وتدفع المستثمرين إلى بناء ناطحات السحاب.
وتشير إحصاءات بلدية لندن الصادرة في نهاية العام الماضي، إلى أن هنالك 236 ناطحة سحاب ستنشأ في لندن خلال الأعوام المقبلة، بعضها أجازته بلدية لندن ويجري تنفيذه، والآخر تحت الدراسة وربما يجاز قريباً.
من بين هذه الناطحات 189 بناية مخططة للسكن، لا يقل ارتفاع أي منها عن 20 طابقاً، و13 بناية مختلطة تجمع بين الشقق السكنية والمكاتب، وربما المحال التجارية والفنادق. كما أن من بينها 18 بناية مكتبية.
وتشير الخطط المعمارية التي سلمت إلى بلدية لندن حتى نهاية العام الماضي، إلى أن 22 ناطحة سحاب من هذه البنايات سيفوق ارتفاعها 50 طابقاً. يذكر أن عمارة "ذي شارد" التي اكتملت قبل عامين على الجانب الآخر من معبر لندن بريدج، والمواجهة لحي السيتي من الجانب الآخر لضفاف نهر "تايمز"، تعد حتى الآن أعلى بناية في لندن وفي أوروبا. وهي من ناطحات السحاب التي تشتمل على مكاتب وفنادق ومحال تجارية. وربما تصبح "شارد" البناية الثانية أو الثالثة من حيث الارتفاع خلال ثلاث أو خمس سنوات.
والجدير بالذكر، أن أدلة قوية ظهرت أخيراً، تؤكد انتقال شركات التكنولوجيا إلى ناطحات السحاب. وهناك أمثلة من الماضي بأن بعض الصناعات الجديدة خلال مرحلة صعودها وقع اختيارها لتحتل مساحات من الأبراج العالية لمكاتبها، بمثابة بيان لتفخيم الوضع المادي". وذلك حسب تصريحات جيمس روبرتس.
ويستطرد: "ومن الأمثلة على ذلك مبنى كرايسلر في عام 1931، خلال فترة ازدهار المنافسة البينية في صناعة السيارات، ومبنى بان آم في ستينيات القرن الماضي، عندما كان السفر الجوي سلعة جديدة في سوق بدأت تتضخم تباعاً. ومع استمرار ثورة التكنولوجيا الرقمية في العالم، يمكن لناطحات السحاب أن تقدم وسيلة سريعة لتوفير كتل كبيرة من المساحات المكتبية لمواكبة النمو السريع لحجم هذه الشركات".