أعلن المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيعقد لقاءً غير رسمي مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في باريس في قصر الاليزيه في الخامس من يونيو/ حزيران المقبل، عشية الاحتفالات بذكرى عملية إنزال الحلفاء في النورماندي، في حين وعد الرئيس الأوكراني الجديد، بيترو بوروشنكو، بوضع حد للحرب شرقي أوكرانيا.
وأفاد أوشاكوف، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الروسية "انترفاكس"، أن "بوتين سيتوقف في باريس في الخامس من يونيو/ حزيران، وسيعقد لقاء غير رسمي مع هولاند على عشاء".
وأوضح أن "الرئيسين سيتناقشان في مسائل دولية متعددة وخاصة الأزمة الأوكرانية".
وكان هولاند قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه "سيجتمع على انفراد مع بوتين، لمناسبة الاحتفالات بذكرى الانزال في النورماندي".
وتجري الاحتفالات غداة قمة لمجموعة السبع ستعقد في بروكسل، بعد قرار الغربيين إلغاء قمة مجموعة الثماني في سوتشي، جنوب روسيا، وتعليق عضوية روسيا في المجموعة إثر ضمها القرم إلى أراضيها.
من جهته، أعلن البيت الأبيض انه "لا يتوقع لقاءً منفرداً بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبوتين أثناء الاحتفالات".
وفي غضون ذلك، وعد الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشنكو، بوضع "حد للحرب شرق أوكرانيا"، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الأربعاء.
وأشار الى "أننا في وضع حرب في شرق أوكرانيا. فقد احتلت روسيا القرم وهناك زعزعة كبيرة للاستقرار، وعلينا التحرك"، مضيفاً: "سنضع حداً لهذا الرعب. إن هناك حرباً حقيقية تُشنّ على بلادنا".
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان أصدر أوامر إلى الجيش، فيما يزداد الوضع تدهوراً كل يوم شرقي البلاد، أوضح "لم أؤدِّ اليمين الدستورية بعد كرئيس، وطالما لم أفعل ذلك لا أستطيع إصدار الأمر".
وتابع: "لكن، بطبيعة الحال، أنا على اتصال وثيق مع الحكومة، وأستطيع القول إن عملية مكافحة الارهاب قد بدأت فعلاً في نهاية المطاف".
وشدّد على ضرورة عدم "ترك الإرهابيين يخطفون أناساً ويقتلونهم بعد الآن، كما لن نسمح باحتلال مبانٍ وتحدي القوانين لمدة طويلة".
ويأتي ذلك في وقت من المقرر أن تلتقي خلاله المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مساء الأربعاء، على عشاء في برلين، رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، والرئيس الجورجي، غيورغي مرغفيلاشفيلي، والرئيس المولدافي، نيكولاي تيموفتي.
ومع إطلاق بوروشنكو لأولى وعوده غداة انتخابه رئيساً للبلاد، دعا القادة الأوروبيون الرئيس الجديد لإجراء إصلاحات، وحثوا موسكو على بدء حوار صريح ومفتوح من أجل حل الأزمة في أوكرانيا.
كما حث القادة الأوروبيون الـ28 المجتمعون في بروكسل، بوروشنكو وسلطات كييف على البدء سريعاً بإصلاحات دستورية ولامركزية.
ودعوا في الوقت نفسه موسكو إلى "بدء حوار صريح ومفتوح من أجل التوصل إلى حل الأزمة الأوكرانية.
وقالوا: "ننتظر أن تتعاون روسيا مع الرئيس الشرعي والمنتخب حديثاً، ومواصلة سحب قواتها المسلحة من الحدود الأوكرانية، وأن تمارس نفوذها على المجموعات المسلحة من أجل تخفيف التوتر في شرق أوكرانيا.
وأشار بيان القادة الأوروبيين إلى "برنامج العقوبات المحددة الأهداف الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على روسيا"، واتفق القادة على "مواصلة الأعمال التحضيرية للعقوبات ذات الطابع الاقتصادي".
كما أجرى أوباما اتصالاً ببوروشنكو، مهنئاً بفوزه في الانتخابات، مؤكداً "الدعم الكامل" للولايات المتحدة"، حسبما أعلن البيت الأبيض الذي أشار إلى لقاء قريب بين الرئيسين.
وخلال الاتصال، شدد أوباما "على أهمية التنفيذ السريع للاصلاحات الضرورية لأوكرانيا لتوحيد البلاد وتطوير اقتصاد قابل للحياة، وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات ومخاوف جميع الأوكرانيين".
وأكد البيت الابيض أن "الرئيسين توافقا على مواصلة حوارهما خلال الرحلة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس أوباما إلى أوروبا".
وفي جديد تطورات الوضع على الحدود الروسية ـ الأوكرانية، قال ضابط في حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، إن "روسيا سحبت آلاف الجنود من مناطق قرب الحدود الأوكرانية، لكن عشرات الآلاف ما زالوا موجودين".
وأوضح الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه "ما زال النشاط الذي نلاحظه يشير إلى سحب بطيء للقوات".
وكان الحلف قد قدّر، في ما سبق، عدد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية بنحو 40 ألف جندي.
في غضون ذلك، قال رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قادروف، إنه "لم يرسل أي قوات للقتال إلى جانب المتمردين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا"، وأوضح أن "رجالاً من الشيشان توجهوا إلى هناك بمحض إرادتهم".
وفي بيان نُشر اليوم، الأربعاء، على صفحته في موقع "إنستغرام"، أشار قادروف إلى أن ثلثي الشيشانيين البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، يقطنون خارج الإقليم الواقع شمال القوقاز، لذلك "لا يمكنني ولا يجب عليّ معرفة أين يذهب كل فرد منهم".
وشوهد مقاتلون، يبدون وكأنهم من سكان القوقاز، ضمن صفوف الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا، إذ سيطروا على المباني الحكومية وخاضوا قتالاً ضد القوات الأوكرانية.