هل يهدد "كورونا" موسم الحج؟

08 مايو 2014
مسلمون يرتدون القناع أثناء المناسك خوفا من العدوى (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الصحة السعودية اليوم أن عدد الوفيات بفيروس "كورونا" المسبب لـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" ارتفع الى 121 شخصاً من أصل 449 مصاباً في المملكة منذ سبتمبر/أيلول 2012.
وأكد الموقع الالكتروني للوزارة أن العدد الكلي للإصابات ارتفع الى 449 قضى منهم 121 شخصاً، بين أجانب ومواطنين.
وآخر الوفيات التي تم تسجيلها امرأة (75 عاماً) في محافظة جدة، ورجل (60 عاماً) في محافظة جدة أيضاً، وامرأة تبلغ من العمر 45 عاماً في منطقة الرياض.
وأقال عادل فقيه - وزير الصحة السعودي المكلف - مدير "مستشفى الملك فهد"، بعدما شكل المستشفى بؤرة لفيروس "كورونا" في جدة، ما أسفر عن وفيات عدة في صفوف الأطباء والممرضات.

وأكد الفقيه أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، وذلك في اجتماعه مع الإدارة الجديدة في مستشفى الملك فهد العام ، لافتا إلى أن الوزارة استعانت بشركة أرامكو للإشراف على تجهيز مجمع الملك عبدالله الطبي شمال جدة.

وكانت وزارة الصحة السعودية قد طلبت تعاون خمس شركات لإنتاج الأدوية لإيجاد لقاح ضد الفيروس، فيما أفادت دراسة نشرت نهاية فبراير/ شباط في الولايات المتحدة وأخرى قبل أيام في فيينا، أن الجمال تعتبر ناقلة لفيروس "كورونا".

وتضاربت المواقف الرسمية حول تأثير الفيروس على موسم الحج، إذ في الوقت الذي قيل فيه إن وزارة الصحة السعودية أصدرت بياناً مطلع الشهر الماضي، متضمناً نصيحة إلى كبار السن والمرضى والحوامل وذوي الأمراض المزمنة الراغبين بالقدوم للحج بتأجيل الحج والعمرة هذا العام، علق عليه سعوديون بالقول إنه أمر غير كاف.
فقد نفى وكيل وزارة الحج السعودية حاتم بن حسن قاضي صدور أي قرار من وزارة الصحة حول منع كبار السن والعجزة من الحج والعمرة لهذا العام، بسبب فيروس "كورونا"، مما أصاب سعوديين بخيبة أمل، حيث يرونه غير كافٍ.
وسارع كتاب سعوديون للتعليق على خبر وزارة الصحة فور نشره، فكتب صالح زياد - أحد الكتاب السعوديين - قبل أيام في زاويته الصحافية مقالاً بعنوان "تأجيل الحج هذا العام!"، قال فيه: "الحديث عن تأجيل الحج هذا العام، أكثر إثارة للحرج من الحديث عن تأجيل العمرة، لأن الحج ركن مفروض من أركان الإسلام، وهو حديث لا يملكه الأطباء فقط، ولا يستطيعون الحكم فيه وحدهم، وإنما بمعية الفقهاء وبشكل مؤسساتي".
وأخذ خبر دعوة وزارة الصحة السعودية إلى تأجيل الحج والعمرة، الذي تم تكذيبه لاحقاً، صدى

واسعاً على مواقع شبكة الإنترنت التي نقلت على هامش الخبر عدة فتاو لعلماء مسلمين من الأزهر الشريف بجواز تأجيل فريضة الحج والعمرة هذا العام في حال كان فيروس "كورونا" في المنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين، وإذا كانت العدوى منتشرة.
من جانب آخر، نشر الإعلام السعودي اليوم أن "منظمة الصحة العالمية" التي مكث فريقها في جدة خمسة أيام لتقييم الوضع بالنسبة لفيروس "كورونا"، كشف بأن الوضع لا يستدعي استحداث قيود على السفر والتجارة بما في ذلك موسم الحج، مرجعة الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات إلى ثغر في تطبيق إجراءات الوقاية التي توصي بها المنظمة.
وفي السياق ذاته، أشارت وسائل الإعلام إلى أن "المدير العام للشؤون الصحية في محافظة جدة سامي باداود كشف عن شفاء أكثر من 62 حالة من مرضى الكورونا في جدة وخروجها من مستشفى الملك فهد"، معلناً أن وزير الصحة طلب دعم "مستشفى الملك فهد" في جدة بـ 120 كادراً صحياً من قطاعات مختلفة، ولافتاً إلى أن قسم العناية المركزة في المستشفى سيخصص حاليا فقط لمرضى الكورونا حتى يتم الانتهاء من "مجمع الملك عبدالله الطبي".
وظهرت الأعراض الأولى للمصابين بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية في منطقة الاحساء في شرق السعودية في

ايلول/سبتمبر 2012.
وكورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد الذي ادى الى وفاة 800 شخص في العالم في العام 2003.
وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية الى 489 اصابة في العالم بينها 126 حالة وفاة حتى الثالث من ايار/مايو الجاري.
ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى مرتفعة وسعال وصعوبات في التنفس، ويؤدي في الحالات الخطيرة إلى الفشل الكلوي. ولا يتوفر حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس.
وينتشر فيروس كورونا في السعودية بشكل اساسي لكونها البؤرة التي انطلق منها، وتم تسجيل بعض الوفيات كذلك في الاردن وقطر والامارات وسلطنة عمان.
أما في مصر ولبنان والولايات المتحدة وبعض دول اوروبا، فان انتشاره ما يزال محدودا وغالبية الاصابات مصدرها دول خليجية.
وينتقل فيروس كورونا من المصاب من خلال السعال والعطاس والمصافحة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن مسار العدوى لا يزال مجهولاً.
وأكدت المنظمة الأربعاء بعد زيارة وفد من خبرائها للمملكة، أن غالبية حالات انتقال العدوى بين البشر وقعت في المستشفيات والمراكز الصحية، وأن ربع المصابين من الأطباء والممرضين، كما أن ثلاثة أرباع المصابين من الذكور وغالبيتهم فوق الخمسين.
ولم توص المنظمة بفرض قيود على حركة السفر أو التجارة، بما في ذلك موسم الحج القادم، كون الفيروس غير منتشر في المجتمع.
وأطلقت أمس حملة توعية تتضمن سلسلة تدابير وقائية لاحتواء تفشّي الفيروس، وتركز الحملة على تدابير مشابهة لتلك المتبعة للوقاية من فيروس الانفلونزا.
وتحض الحملة، التي تبدأ خلال أسابيع على اتباع، العادات الصحية السليمة كغسل اليدين بالماء

والصابون دائماً، واستخدام معقم اليدين، وتجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد قبل غسلها.
وكذلك اتخاذ "الاحتياطات القصوى أثناء التعامل مع لحم الإبل النيء"، وبناء على نصائح الخبراء، يجب تجنب لحم الإبل النيء وكبدها وحليبها غير المغلي، كما يجب الابتعاد عن الإبل المريضة، وشددت على إمكانية تناول لحم الإبل المطهو، وحليبها المغلي.
وصدرت دراستان في واشنطن وفيينا تشيران الى أن الابل تعتبر ناقلة للفيروس.
و"كورونا" من سلالة فيروس "سارس" المسبب لـ"الالتهاب الرئوي الحاد" والذي أدى الى وفاة 800 شخص في العالم خلال العام 2003.
ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس، ويؤدي ايضاً الى فشل في الكلى. وليس هناك حالياً اي لقاح ضد هذا الفيروس.

المساهمون