"ميهايلوفيتش لديه كل الإمكانيات لإعادة ميلان إلى الواجهة الكبيرة حيث كان. كرة القدم هي لعبة البناء خطوة فخطوة، مرحلة وراء مرحلة، لكن هدفنا الأكيد هو العودة إلى دوري أبطال أوروبا، وأعلم أن سينيسا يستطيع ذلك"، هكذا كانت الكلمة الافتتاحية للموسم الميلاني، بعد تصريحات الرئيس، سيلفيو بيرلسكوني، الذي أعلن التحدي سريعاً، ورفع سقف الأمنيات إلى السماء، قبل فترة بسيطة من بداية العام الكروي الجديد.
عقل سينيسا
بالعودة إلى موسمه الأخير مع سامبدوريا، لعب المدرب الصربي، سينيسا ميهايلوفيتش، بأسلوب تكتيكي متنوع وقوي، المزج بين 4-4-2، و4-3-1-2 في خطة واحدة، من خلال الاعتماد على ثنائي هجومي في الأمام، خلفه صانع لعب متحرك غير ثابت، تجده لاعب وسط رابعاً في بعض الأحيان، وجناحاً على الرواق مع إغلاق العمق، ومهاجماً ثالثاً عند الحاجة.
بسبب ميوله الدفاعية السابقة، فإن سينيسا يضع تركيزاً مضاعفاً على تأمين الخط الخلفي لفريقه، بوجود ثلاثي دفاعي لا يتقدم كثيراً، وملأ منطقة الارتكاز بأربعة لاعبين، ثنائي بالعمق مع ثنائي على الأطراف، خلف الرباعي الدفاعي الصريح، 4-3-1-2 تتحول إلى 4-4-2 على طريقة سيميوني أتليتكو مدريد.
تكتيكياً، يريد سينيسا وسطاً يمتاز بالتناسق بين كل لاعب، ارتكازاً دفاعيّاً صريحاً أمام الخط الخلفي، يعاونه ثنائي على كل جانب على طريقة الريشة، لاعب وسط أيمن وآخر أيسر، يدعمهم في النهاية صانع اللعب المتقدم خلف الهجوم، لصناعة ما يُعرف بتشكيلة الجوهرة Diamond، لاعب ارتكاز دفاعي وآخر هجومي، بينهما ثنائي مائل للأطراف، لذلك جاءت تعاقدات وخطط ميلان الأخيرة وفق الخطة الجديدة المنتظرة للرجل الحاصل على ثقة بيرلسكوني.
الصفقات الجديدة
أراد ميلان منذ اليوم الأول من الميركاتو التعاقد مع خيارات بالوسط والهجوم، لذلك فاوض كلاً من جاكسون مارتينيز، إبراهيموفيتش، كوندوبيا، وكان قاب قوسين أو أدنى من التعاقد معهم، لكن أمام التطورات الجديدة في سوق الانتقالات، وغياب الكبير اللومباردي عن عصبة الأبطال، بالإضافة إلى المطالبات المالية المرتفعة، فشل جالياني في التوصل إلى اتفاق مع هؤلاء النجوم، لتنتقل الدفة سريعاً إلى بدائل جديدة.
لم يصل الميلان إلى جاكسون مارتينيز، لكنه قام بجلب كارلوس باكا من إشبيلية، الكولومبي المجتهد الذي صال وجال مع الفريق الأندلسي في الدوري الأوروبي الأخير، ولعب كرقم 9 حقيقي ومتحرك داخل وخارج منطقة الجزاء، يعود لاستلام الكرات من الخلف، مع الانقضاض على الكرات أمام المرمى، ليصبح أحد الهدافين الكبار سواء في الليغا الإسبانية أو في البطولة الأوروبية الثانية.
باكا لم يأت بمفرده، بل عاجل مسؤولو ميلان الجميع بصفقة أخرى مؤثرة، هداف شاختار، لويس أدريانو. النجم الأفضل للفريق الأوكراني في بطولة أوروبا الماضية، واللاعب الذي يسجل الأهداف بمهارة يُحسد عليها، يستطيع اللعب كرأس حربة صريح، ومن الممكن وضعه كمهاجم متأخر يتحرك كثيراً، لشغل المدافعين وجذبهم بعيداً عن الصندوق، من أجل تكتيك القادمين من الخلف.
ماذا ينقص ميلان؟
ليس الهجوم فقط هو المراد بل الوسط أيضاً، بعد إعلان ميلان تعاقده الرسمي مع لاعب الوسط، أندريا بيرتولاتشي، لاعب الوسط القادر على لعب دور الارتكاز المساند مع اللاعب الثالث المتقدم للهجوم. أرقام أندريا مبهرة للغاية بالكالتشو في موسمه الماضي، 7 أهداف مع 7 أسيست، بالإضافة إلى 1.5 عرقلة مشروعة بالمباراة، 1.2 مراوغة صحيحة، 1.2 افتكاك سليم للكرات من نصف ملعب الخصم، بالتالي نحن أمام نسخة إيطالية للارتكاز البوكس تو بوكس، المميز دفاعياً وهجومياً.
دفاعياً، عانى ميلان كثيراً في الدوري، سجل الفريق مع بيبو إنزاجي 55 هدفاً ودخل مرماه 49، رقم مخيف للغاية خصوصاً حينما يتعلق الأمر بفريق لعب له عمالقة السيريا آ، باريزي، مالديني، نيستا، والبقية. لذلك يجب أن يتحرك جالياني من أجل إضافة الصفقة الرابعة، ومع كامل التقدير للثلاثي باكا، لويس أدريانو، بيرتولاتشي، تبقى صفقة المدافع المنتظر هي الأكثر قيمة فنية.
إيمريك لابورتي هو الحل، مدافع قائد بالفطرة، يجيد التغطية خلف زملائه، ويلعب بالقدم اليسري، لذلك سيكون قادراً على الجمع بين مركزي الظهير وقلب الدفاع، الباسكي الفرنسي هو الـ LCB كما يقول الكتاب، نصف مدافع ونصف ظهير في نفس الوقت، ومع صغر سنه وخبرته الكبيرة، سيجد ميهايلوفيتش مدافعاً مميزاً يستطيع بناء تكتيكه الصلب على قدراته بالخلف، خصوصاً مع رحيل عادل رامي إلى إسبانيا من جديد.
خانة الارتكاز
لا يزال ميلان يتبع خطوات السويدي الكبير، زلاتان إبراهيموفيتش، لكن هناك صفقة يجب أن يضعها المختصون داخل حيز التنفيذ، لاعب الارتكاز الدفاعي الصريح، المركز الذي يساعد أي مدرب في الجمع بين عديد الخطط بالمباراة الواحدة، لأنه يملك لاعباً بمثابة حائط الصد الأول، مع قدرته على التمرير الإيحابي ونقل الهجمة سريعاً من الدفاع إلى الهجوم.
دي يونج هو المشكلة قبل الحل، فاللاعب يمتاز بكل المزايا الدفاعية المتاحة وغير المتاحة، لكنه يؤثر بالسلب على نسق فريق ميلان، وقدرته على التحكم في مجريات اللعب، بسبب ضعف خاصية التمرير لديه. مرر الهولندي 1092 تمريرة صحيحة، 186 كرة طولية، خلال 28 مباراة بالدوري الإيطالي، بنسبة 45 تمريرة تقريباً للمباراة، وهو رقم قليل جداً يضع علامة استفهام كبيرة حول مدى جدية الميلان في منافسة الكبار بلاعب ارتكاز كلاسيكي للغاية.
يحتاج ميلان إلى ارتكاز مثالي للقيام بهذا الدور، خيار ممتاز دفاعياً، مع قدرة فائقة على أداء الواجبات الهجومية. لاعب بهذه المواصفات سيخدم تكتيك 4-3-1-2، مع إعطاء لاعبي الوسط حرية أكبر للدفع إلى الأمام، فهل يفعلها ميلان ويخطف لاعب ارتكاز جديداً أم يكتفي بهذه الصفقات التي أبرمها؟ مع العلم بأن أول تصريحات بيرلسكوني في مؤتمر تقديم ميهايلوفيتش، خصت إمكانية الفوز بالسكوديتو، لذلك يجب العمل بشكل جدي سواء داخل الملعب أو خارجه من أجل الوصول إلى هذا الحلم!
اقرأ أيضاً..
بانيراي يدعو لإسقاط الإنتر إلى الدرجة الثانية..بسبب المصري صلاح