هكذا اشتبك الجيش اللبناني و"حزب الله"

هكذا اشتبك الجيش اللبناني و"حزب الله"

07 مارس 2014
مناورة سابقة للجيش اللبناني
+ الخط -

اشتبك موكب من استخبارات الجيش اللبناني مع عناصر في "حزب الله" اللبناني في منطقة اللبوة البقاعية (شرق)، نتج من الاشتباك سقوط عدد من الجرحى. هذا الإشكال، الأول من نوعه في المنطقة، جاء بعد قيام عناصر من الحزب بنصب حاجز على الطريق التي تربط بين اللبوة وجارتها عرسال. تدخّل الجيش واعتقل عناصر "حزب الله" الأربعة، واقتادهم إلى ثكنة ابلح المجاورة. عندها، اعترض الحزب وأنزل أنصاره إلى الشارع وقطع الطرقات، بحسب معلومات لـ"العربي الجديد". ولدى وصول موكب مدير استخبارات الجيش في البقاع، العميد عبد السلام سمحات، إلى اللبوة حصل الاشتباك مع عناصر الحزب تخلله إطلاق نار في الهواء، بحسب ما أكد رئيس بلدية اللبوة، رامز أمهز لـ"العربي الجديد". سارع مسؤولو "حزب الله" إلى وضع هذا الإشكال في خانة "الالتباس"، مشيرين إلى أنّ أهل البلدة اشتبهوا بهوية الموكب، فحصل ما حصل. وبينما لم يصدر بعد أي بيان عن مديرية التوجيه في الجيش لتوضيح الحادثة، أكد أحد ضباط الجيش في المنطقة، العقيد سلمان فرحات، أنّ الأمور عولجت وهدأت نافياً أن يكون تم إطلاق النار إثر الإشكال.

والعناصر الأربعة الذين اعتقلتهم استخبارات الجيش، أطلق سراحهم بعد أقل من نصف ساعة من الاشتباك، ما يفتح الباب أمام تفسير ما جرى كنوع من الضغط على قيادة الجيش لإطلاق الموقوفين، فيما أزيل حاجز العناصر الحزبية وتسلّمت القوى الأمنيّة زمام الأمور.

قضية اللبوة ــ عرسال، أو جبهة اللبوة ــ عرسال، كانت مدار بحث رئيسي في الاجتماع الأمني الذي عقد بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله"، وفيق صفا، ووزير العدل اللبناني أشرف ريفي. وبحسب ما أعلنه ريفي، فإنه طالب صفا بتهدئة الأمور بين المنطقتين وتخفيف توتر الحزب إزاء أهالي عرسال والعمل على فك شبه الحصار المفروض على البلدة المقربة من تيار المستقبل، وإزالة الحواجز. لكن يبدو أن هذا المطلب لم يلبّه صفا وقيادة "حزب الله"، ومن الواضح أنّ إجراءات الحزب لا تزال على حالها في المنطقة.

علماً أنّ وفداً من أهالي عرسال التقى قبل أيام وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي وعدهم بالطلب من الجيش استلام الطريق ومنع إقفالها. بالتالي، يمكن وضع تحرّك استخبارات الجيش لإزالة حاجز عناصر الحزب في إطار هذا الوعد. أزيل الحاجز ووقع الاحتكاك بين الجيش والحزب، وتوترت الأجواء من جديد، ولو أنها لم تهدأ منذ مارس/ آذار 2011.

ومنذ انطلاق الثورة السورية وتورّط "حزب الله" فيها عسكرياً، تمدّد التوتر إلى البقاع الشمالي، تحديداً بين بلدتي اللبوة وعرسال. اللبوة محسوبة، كما سائر مناطق البقاع الشمالي، على الحزب وبيئته. أما عرسال، فتشكل حاضناً شعبياً للمعارضة السورية، نظراً لامتدادها على طول ما يقارب 50 كيلومتراً مع الحدود السورية لجهة القلمون. وانطلاقاً من "الواقع" المذهبي، حيث بلدة اللبوة "شيعية" وعرسال "سنية"، ومن هذا المنطلق يمكن تلخيص كل ما يجري بين البلدتين، وكل ما يطرأ على علاقة الأهالي فيهما.

ومن ضمن ما حمَلته مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، التفجيرات المتلاحقة في مناطق نفوذه في الضاجية الجنوبية والهرمل. كما بات البقاع المحسوب على الحزب (النبي شيت، نحلة، البزالية، اللبوة والعين)، محطة لاستهداف شبه يومي بالصواريخ وقذائف الهاون، في عمليات تتبناها أطراف من المعارضة السورية كـ"جبهة النصرة" و"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". ومع تصاعد هذه العمليات الأمنيّة على الحزب، تحركت أصابع اتهام قيادييه ومسؤوليه إلى عرسال، واتُهمت بإيواء الثوار وتسهيل تمرير السيارات المفخخة من بلدتي فليطة ويبرود السوريتين إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى السماح لمقاتلي المعارضة بالتمركز في جرودها، ونصب منصات الصوايخ واستهداف بلدات بقاعيّة.

مع كل هذه التوترات، عمد "حزب الله" منذ أشهر إلى إقامة حواجز متنقلة على الطريق العام بين اللبوة وعرسال، مع العلم أنّ هذه الطريق هي الوحيدة التي تربط عرسال بباقي لبنان، حيث تنتشر عناصر من الحزب وتنفّذ عمليات تفتيش دقيقة للسيارات وتدقق بهويات العابرين.