هشام مالايو... مغربي في السينما الإسبانية

هشام مالايو... مغربي في السينما الإسبانية

06 يونيو 2016
هشام مالايو.. تحدي المهاجر المغربي (العربي الجديد)
+ الخط -

هو فنان مغربي، من الدار البيضاء، 45 سنة، أمضى نصفها في المهجر الإسباني عندما كان في العشرين ليتعلم السينما يحكي لـ "العربي الجديد" عن تجربته، فيقول: "قدمت إلى إسبانيا سنة 1990 للدراسة، فمجال التعليم السينمائي في المغرب كان متواضعاً جداً في تلك الفترة".
اهتمام هشام بالفن والتمثيل جاء تأثراً بوالده المولع بالسينما، الذي كان يحدثه عن الأفلام التي يشاهدها ويرشحها له ، "ما زلت أذكر أفلام أنتوني كوين وستيف ماكوين وغيرهما من المخرجين المفضلين لوالدي".
حال هشام كحال معظم المغاربة في تلك الفترة، كانت تستقبلهم إسبانيا بأبواب مفتوحة بلا تأشيرات أو التعقيدات الحالية. في السبعينيات كان المغاربة يأتون للعمل في إسبانيا لفترات قصيرة، لثلاثة شهور، ليعودوا بعدها للعيش مع عائلاتهم، بنقود ومدخرات تكفيهم لسنة كاملة. "موضوع الهجرة إلى إسبانيا بالنسبة للمغاربة مثل التفاحة المحرمة، عندما كان السفر متاحاً وبدون تأشيرات حتى عام 1995، كانوا يفضلون السفر إلى بلدان أخرى، والآن تغير الحال وأصبح دخول المغربي إلى إسبانيا شبه مستحيل".
ويضيف: "في البداية كان لدي مفهوم خاطئ عن إسبانيا كبلد أوروبي، الثلاثة أشهر الأولى كانت عبارة عن إجازة، كنت سعيداً جداً، ومفعماً بالثقة في النفس".

تصطدم أحلام الكثير من المهاجرين العرب بأرض الواقع، فهم الآن يعيشون في بلد جديد، وضمن ثقاقة مختلفة وعادات وتقاليد بعيدة عن تلك، التي ألفوها في أوطانهم: " فجأة وعيت حقيقة أنني الآن هنا وحدي بدون بيت وبدون عائلة لأتحمل المسؤولية كرجل بالغ. بدأت نقودي بالنفاد وكان يجب أن أبحث عن عمل، وهنا اصطدمت بمشكلة اللغة".
اللغة الجديدة لم تكن الحاجز الوحيد الذي كان يجب تخطيه، بل أيضاً الفكرة المغلوطة لدى الإسبان عن الشخص العربي بأنه "إنسان غير متعلم وغير متحضر". بالنسبة لهم أول احتكاك بالعرب في العقود الماضية كان من خلال المهاجرين المغاربة للعمل، ومعظمهم من الريف ، ولم يكن لديهم أي اختلاط مع أهل البلد الجديد. "بالنسبة لهم الرجل العربي ما زال يعيش في القرون الوسطى. لم أكن أتخيل أبداً أنني سأواجه عنصرية ضدي، كانت صدمة كبيرة جداً".

سعى هشام من خلال أعماله إلى تغيير الصورة النمطية عن العربي، هدفه أيضا توعية الشباب العربي عن الهجرة إلى أوروبا والمشاكل التي قد يواجهونها، فالعنصرية حسب رأيه، موجودة في كل مكان ولن تنتهي بين عشية وضحاها، لكن يجب على المهاجر العربي أن يكون قوياً ليستطيع أن يحاربها، ويقول: "الأدوات التي كانت متوفرة لدي لمحاربة العنصرية هي الفن والغيرة على أصولي العربية والجالية المغربية هنا".
عمل هشام على تطويرنفسه "كان علي أن أغير نظرتي للحياة لأستطيع أن أرى مستقبلي بشكل أوضح. درست الكثير من الأمور المتعلقة بالفن والإنتاج، من التصوير إلى المونتاج وحتى الإخراج. كانت لدي طاقة ورغبة جامحة في التعلم، وخلال تلك المرحلة تعرفت على كبار صناع السينما في إسبانيا وتعلمت الكثير منهم. ولو كنت أحمل كراهية للآخر بداخلي لما تعلمتُ هنا أي شيء، ففقط عندما ننزع الكراهية من قلوبنا، نبدأ الإبداع".

خطا هشام باتجاه تطوير سيرته الفنية في المهجر، بالتوافق مع تحقيق هدفه لتواصل أفضل بين العرب في إسبانيا، حيث قام، بالتعاون مع فنانين مغاربة، بتأسيس جمعية للفنانين العرب شارك من خلالها في الكثير من النشاطات الثقافية في إسبانيا. وقام بإنتاج أول فيلم وثائقي خاص عن المرأة المغربية ، شارك به في مهرجان الأفلام الوثائقية في مدينة فالينسيا "كان هدفنا هو تكريم المرأة العربية، فاخترنا الحديث عن المرأة المغربية التي هي الأقرب لنا".
أخيراً، يشارك هشام "العربي الجديد" بأهم مشاريعه الفنية القادمة : "أنا في صدد تجهيز فيلم قصير اسمه "الخداع la manipulacion"، يركز على المشاكل التي عاشها المهاجرون العرب بعد حادثة تشارلي إيبدو، وسنبدأ بتصويره خلال شهر يونيو/حزيران، وهو من إنتاجي الخاص وبدعم من مؤسسة الثقافة العربية (لا فونكا)".

المساهمون