هذه هي الفوارق بين القنبلتين النووية والهيدروجينية

بعد تجربة كوريا الشمالية... هذه هي الفوارق بين القنبلتين النووية والهيدروجينية

04 سبتمبر 2017
خمس دول فقط تمتلك القنبلة الهيدروجينية (فرانس برس)
+ الخط -
في إطار انشغال صحف العالم بالتجربة النووية السادسة التي أعلنت عنها كوريا الشمالية، ليل السبت الأحد، والتي قالت إنها تمثل خطوة أكبر من سابقاتها، بادعائها أنها تمكنت من تفجير قنبلة هيدروجينة، توقفت صحيفة "نيويورك تايمز" من خلال مجموعة أسئلة عند هذا النوع من القنابل لتوضيح الفوارق بينها وبين قنبلة نووية تقليدية، بحسب خبراء، أوضحوا ما تعنيه خطورة القنابل الهيدروجينة على الولايات المتحدة وحلفائها.


كيف تعمل القنبلة النووية؟

تتسبب القنابل النووية في ظهور انفجار يؤدي إلى انشطار الطاقة المتواجدة بداخل المحتويات النووية للقنبلة. أول الأسلحة النووية، مثل تلك التي ألقت بها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت ذلك عبر الانشطار، أو انقسام ذرات اليورانيوم والبلوتونيوم غير القارّة، ما يؤدي إلى تحرر النيوترونات، ما يؤدي إلى تصادمها مع ذرات أخرى، وهو ما يتسبب في انفجار مدمر.

كيف تختلف القنبلة الهيدروجينة؟

تعتمد القنبلة الهيدروجينية على استخدام مرحلة ثانية من التفاعلات لزيادة مفعول الانفجار النووي، ويولد ذلك اندماجاً نووياً، من خلال اندماج نُوى الهيدروجين ما يولد كمية هائلة من الحرارة كما يحدث في الشمس. وحينما يقع اندماج بين هذه النوى الخفيفة نسبياً تطلق نيوترونات في موجة من الطاقة المدمرة.

يستخدم في السلاح الهيدروجيني انشطار نووي أولي للتسبب في ضغط وإشعال تفاعل ثانوي، من خلال التسبب في اندماج نظيري الهيدروجين، الديوتيريوم (Deuterium) والتريتيوم (Tritium)، وسط مركز القنبلة. ويؤدي ذلك إلى نشوء نيوترونات تسبب مرة أخرى في انشطار نووي من اليورانيوم المحيط بها، ما يتسبب في انفجار أشد دماراً بالمقارنة مع انشطار اليورانيوم فقط.

قامت الولايات المتحدة الأميركية بإجراء أول اختبار لها على قنبلة هيدروجينية في العام 1954، كانت أشد قوة بألف مرة من القنبلة النووية التي ألقتها على هيروشيما في العام 1945. كما تمتلك بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا قنابل هيدروجينية.

ما الذي يعنيه اختبار ناجح لقنبلة هيدروجينية؟

ادعت كوريا الشمالية أنها قامت بإجراء تجربة ناجحة على قنبلة هيدروجينية في يناير/ كانون الثاني 2016، لكن الخبراء شككوا في صحة ذلك.

إذا كانت بيونغ يانغ نجحت في اختبارها هذه المرة، فإن ذلك يعني أن برنامجها النووي أصبح أكثر تعقيداً وبأن البلاد توشك على صنع رأس نووية يمكن وضعها بداخل صاروخ بعيد المدى قادر على ضرب الأراضي الأميركية.

التفجير، الذي تم استشعاره بكوريا الجنوبية والصين، كان الأول من نوعه الذي استطاعت من خلاله كوريا الشمالية تجاوز القوة التدميرية للقنابل التي ألقتها أميركا على اليابان.

إذا كانت لدى كوريا الشمالية القدرة على صنع قنابل هيدروجينية، فإن ذلك سيفتح المجال أمامها لصنع رؤوس نووية قادرة على التسبب في دمار هائل رغم صغر حجمها. قد يمكن ذلك كوريا الشمالية من رفع درجة تهديدها انطلاقاً من مخزونها المحدود من اليورانيوم المخصب.

ما الذي يبحث عنه الخبراء؟

الخبراء الذين يقدمون المشورة للحكومات فيما يخص الأسلحة النووية سينكبون على دراسة الموجات الارتدادية التي تسبب فيها التفجير انطلاقاً من محطات المراقبة. كما سيبحثون أيضاً عن معلومات من الغازات النووية التي قد تطفو في الأجواء.

تلك الآثار قد توضح ما إذا كان الأمر يتعلق فعلاً بقنبلة هيدروجينية، أو شيء آخر ربما أقل فتكاً، لكن قد يتطلب ذلك أسابيع قبل أن تتسرب الغازات ويتم رصدها.

(ترجمة العربي الجديد، بتصرف عن "نيويورك تايمز")